السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«رعاية المعاقين بصرياً» تنير درب المكفوفين وتحل مشكلاتهم

«رعاية المعاقين بصرياً» تنير درب المكفوفين وتحل مشكلاتهم
13 أغسطس 2013 21:14
تحتضن جمعية رعاية المعاقين بصرياً 150 عضواً من المواطنين والمقيمين، تقدم لهم أوجه الدعم المتاحة من تعليم وتثقيف وترفية وتعتبر مكاناً خصباً لتسليط الضوء على احتياجات المعاقين بصرياً ومشكلاتهم. دعم ومشورة حول عمل الجمعية، قال عادل الزمر، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمعاقين بصرياً، إن الجمعية تبذل قصارى جهدها للوصول إليهم وتعريفهم بخدماتها، حيث تقوم بدعمهم من جميع المناحي رغم إمكاناتها المتواضعة، وأبدى استعداد الجمعية لدعم طلاب المدارس والجامعات والمؤسسات وتسخير إمكانات الجمعية لخدمتهم سواء من ناحية تعليم لغة برايل، حيث توفر الجمعية فصولاً مجهزة بأجهزة برايل تقدم من خلالها دورات تدريبية لكل من يرغب من معلمين وطلبة ومهتمين، كما تسخر الجمعية مطبعتها ومكتبتها لطلاب الجامعة لإجراء البحوث والدراسات. وأشار الزمر إلى أن الجمعية توفر المشورة للمعلمين وأولياء الأمور وتناقش معهم أهم الصعوبات التي قد تواجههم، ولفت إلى معاناة أولياء الأمور العاملين في القطاع الخاص الذين لا يسمح لأطفالهم الكفيفين بالدراسة في المدارس الحكومية ليستفيدوا من خدمات الدمج والذين نعجز أمام وضعهم في توجيههم إلا بإرسال الابن إلى بلده الأصلي حتى لا يحرم من التعليم. كما تقدم الجمعية النشاط الرياضي للمعاقين بصرياً، حيث تحتضن الجمعية منتخباً لكرة الهدف، ويضم مبنى الجمعية ملعباً مخصصاً للتدريب وإقامة المباريات وتوفر الجمعية لمنتسبيها صالة رياضية تضم أجهزة ورفع الأثقال وملعباً للتنس، كما تعمل الجمعية على إشراك منتسبيها في جهات رياضية كنادي الثقة للمعاقين وغيرها من المراكز الرياضية التي تحقق من خلالها دمج المعاقين بصرياً في المجتمع. مؤشرات إيجابية يبدي الزمر تفاؤله حول أوضاع المكفوفين في الدولة، في هذا السياق قال إن هناك مؤشرات إيجابية في الدولة لفئة الإعاقة البصرية حيث توجد أعداد قليلة من المكفوفين فضلاً على عدم وجود بطالة في صفوف المعاقين بصرياً على مستوى الدولة فقد قطع توظيف المعاق في الدولة شوطاً كبيراً في غضون السنوات الماضية، حيث حظوا بفرص جيدة للتوظيف في القطاع الحكومي والخاص بعد صدور قانون على مستوى الدولة بشأن ذوي الإعاقة والذي تنص بنوده على أحقية العمل لذوي الإعاقة وفق مؤهلاتهم وقدراتهم بالإضافة إلى توقيع الدولة للاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة. ولفت إلى أن هذه القوانين جعلت توظيف المعاقين حقاً يجب أن يحظى بها كفرد في المجتمع وليست من منطلق الرعاية الاجتماعية وهذا شكل لدى المعاق ذات القناعة، واجتهدوا في إثبات كفاءتهم في إنجاز المهام المناطة بهم في الوظائف المختلفة بشكل يضاهي الأسوياء أو قد يتفوق عليهم، الأمر الذي كان كفيلاً بتغيير قناعة المسئولين بقدراتهم ومستوى إنجازاتهم. وأشار الزمر إلى أحد أهم إنجازات الجمعية في الارتقاء بحياة المكفوفين هو معرض سايت مي لتقنيات المعاقين بصرياً، وقال إن المعرض الذي نفذته الجمعية لعامين على التوالي كان الهاجس الذي روادنا لاستضافته منذ سنوات لما يحويه من جديد تقنيات الإعاقة البصرية وبمشاركة عدد من الدول العربية والأجنبية، ويضم معظم الشركات العاملة في مجال تقنيات الإعاقة البصرية التعويضية في العالم. حيث يضم العديد من الأجهزة والبرامج التعويضية للمعاقين بصرياً من كبريات شركات تقنيات المعاقين بصريا في العالم التي تعرض لأول مرة بالمنطقة ويمكن الاستفادة منها في تطوير وترقية حياة المعاقين بصرياً خاصة في الدراسة والعمل. اتفاقية دولية عبر الزمر عن سعادته بتوقيع الإمارات ومصادقتها على الاتفاقية الدولية لحقوق الإعاقة والتي تنص على إلزامية التعليم المجاني للمعاقين في المدارس العادية وإيجاد وسائل تعويضية لجميع المعاقين على اختلاف إعاقتهم إضافة إلى تعديل بعض إحكام القانون الاتحادي في شأن الاحتياجات الخاصة. وتمثل الجمعية الدولة في المؤتمرات وورش العمل وجميع المحافل الدولية للمكفوفين، وفي الاتحاد الآسيوي، ويربطها بنظيراتها على المستوى الخليجي والإقليمي علاقات وثيقة وعلى مستوى الدولة فتتواصل الجمعية مع مؤسسات المجتمع كافة. وقد دعمت وزارة الشؤون الاجتماعية الجمعية في إطار دعمها الجمعيات ذات النفع العام بالدولة، وذلك من أجل الارتقاء بخدماتها التي تقدمها للمجتمع كذلك الدور البارز للوزارة في الارتقاء بالخدمات المقدمة لذوي الإعاقة. من جانبه، أكد الدكتور أحمد العمران، رئيس لجنة التطوير بالجمعية، أن حصول المعاق بصرياً على المعلومة يعد أحد أهم أهداف الجمعية التي حرصت على طباعة الكتب للمعاقين من خلال المطبعة التي تم تأسيسها في مبنى الجمعية تضم ثلاث مطابع حديثة حيث إن كل ما تمت طباعته للمكفوفين على المستوى العربي لا يشكل سوى 5% مقارنة بالمطبوعات المتوافرة في العالم الغربي. وطالب محمد الحوسني رئيس اللجنة الرياضية سابقاً وعضو اللجنة الفنية في اتحاد الإمارات للمعاقين بتطبيق وتفعيل قانون ذوي الاحتياجات الخاصة. وقال إن الدراسة في السابق كانت مليئة بالمشاكل، وذلك لعدم وجود البرامج الناطقة، ولم تكن هناك لجان خاصة بالمكفوفين للسؤال والجواب في المدرسة، أما على نطاق العمل فلا توجد هناك مشاكل وكل الصعاب مذللة نوعاً ما، وعلى صعيد المجتمع فالجمعية لها دور كبير في جعل المكفوف إنساناً متفتحاً على المجتمع. تفهم المجتمع تعتبر شريفة العمري إحساس الآخرين بالشفقة تجاه المرأة الكفيفة مشكلة كبيرة تحد من إنجاز المرأة عن العطاء مشيرة إلى أنها منذ انتسابها كعضوة في الجمعية شاركت في العديد من البرامج والفعاليات التي أقامتها الجمعية وخاصة دورة برايل، وأتاحت لها الاعتماد على نفسها بشكل كبير، وقالت: أتمنى أن يكون لكل كفيف حاسب آلي مخصص ليسهل عليه إنجاز أموره. من جهته، قال الشيخ صقر بن محمد بن خالد القاسمي رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية المعاقين بصرياً إن الجمعية أخذت على عاتقها مسؤولية الاعتناء بالمعاقين بصرياً، ولم يقتصر دورها على الرعاية فقط، بل امتد للعمل على إدماجهم في المجتمع فمنذ تأسيسها عام 1983 تحمل الجمعية شعار “بإرادتنا نبني أمنياتنا”، معززين بذلك روح التحدي داعمين طموح العطاء لدى المعاقين بصرياً. وأوضح القاسمي أن الجمعية تعنى بزرع الأمل ونشر العلم والمعرفة بين أوساط المكفوفين، مساهمة وبشكل فعال في دمج المعاقين بصرياً في مجتمعاتهم ليحيوا حياة كريمة. وقال: “إننا في الجمعية وعلى مدى الأعوام السابقة عملنا على تأهيل وتدريب المعاقين بصرياً من مكفوفين وضعاف نظر للانخراط والاندماج في مجتمعاتهم متساوين مع أقرانهم لهم نفس الحقوق وعليهم الواجبات ذاتها، وما زلنا نعمل على ترسيخ تلك المبادئ السامية”. وأضاف: “على الرغم من الصعاب التي واجهتنـا فإننـا قـد نجحنـا في تجـاوزها، وأن الفضل فـي ذلـك عائد إلى المكفوفين أنفسهم، بإرادتهم وتحديهم ورغبتهم في النهوض بأنفسهم كانت وما زالت المحرك لنا، أننا تعلمنا منهم كيف تكون الإرادة، كيف تتحول الأحلام إلى آمال، وكيف يكون التحدي”. نشر الوعي طالبت نورة الزرعوني، التي فقدت بصرها في سن 14، بضرورة نشر الوعي بقدرات المكفوفين العملية وفتح فرص العمل أمامهم في المجتمع وخاصة المرأة الكفيفة وأن يتم توفير وتأمين المواصلات وسبل التنقل والعلاج أيضاً، مشيرة إلى أن الجمعية تسهم بشكل كبير في دعم المكفوفين ومساعدتهم في البحث عن عمل يؤمنون من خلاله حياة كريمة إلا أن نظرة المجتمع مازالت قاصرة، فيما أكدت كلثوم محمد ضرورة أن يتفهم المجتمع وضع المرأة الكفيفة وقدراتها ومؤهلاتها التي لا تختلف عن باقي النساء في رغبتها في الزواج وقدرتها على تكوين أسرة ورعايتها على أكمل وجه، مشيرة إلى أنها تعلمت البرايل عن طريق الجمعية كما وفرت لها الجمعية الكتب على المستوى الدراسي.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©