الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

عمـلاء أذكيـاء لفـرز وحجـب الرسـائل الحساسـة

18 أكتوبر 2006 23:17
إعداد - عدنان عضيمة: عندما يلتحق الموظفون الجدد في شركة جولدمان ساكس للمرة الأولى، فإن أول المحظورات التي يتم تنبيههم عليها هي عدم إرسال أي معلومات حساسة أو خطيرة عبر البريد الإلكتروني ولا حتى الاحتفاظ بها في صندوق الحافظة الإلكترونية· ولا يسمح في هذا الصدد بتناقل المعلومات إلا إذا كانت من النوع المخصص للنشر في الصحف· ومن التعاليم الصارمة التي يحرص إداريو الشركة على ترديدها فيما يتعلق بالحرص الشديد في التعامل مع مضامين رسائل البريد الإلكتروني: لا تشتكي من طريقة زملائك في العمل، ولا تخوض في القضايا المتعلقة بالصفقات والمسائل الحساسة، ولا تسيء من خلال رسائلك إلى منافسيك· وإذا شعرت أنك مضطر لفعل تلك الأشياء المحظورة، فلا تستخدم البريد الإلكتروني، بل يمكنك استخدام الهاتف أو التقابل الشخصي وجهاً لوجه؛ ويكون من الأفضل أن يحدث ذلك خارج المكتب· ويقول بيتر روز الناطق الرسمي باسم شركة جولدمان ساكس في حديث أدلى به لصحيفة فاينانشيال تايمز: (لقد تمّ ابتكار البريد الإلكتروني حتى يكون وسيلة تواصل أبدية· ونحن نخبر الناس بأن عليهم أن يحتكموا إلى منطقهم الشخصي في التعامل معه)· وكثيراً ما تعمد المؤسسات والشركات ذات الطبيعة الحساسة إلى ترديد هذه التحذيرات مراراً وتكراراً تجنباً لحدوث الكوارث التجارية الحقيقية؛ كما تعد من النصائح التي يتم عرضها على أكبر عدد من أصحاب الشركات في سوق وول ستريت· وبالرغم من كل هذا، فلقد بدا بوضوح أن هذه الرسالة التحذيرية المهمة لم تبلغ مقصدها، ولم تحقق المراد منها· وتتزايد الآن أعداد الرسائل الإلكترونية ذات المضامين الحساسة أو الخطيرة في التسرب إلى الصناديق الإلكترونية الشخصية لملايين المبحرين في البريد الإلكتروني· ويحذر البروفيسور نيكولاس إيبلي من جامعة شياكاجو من هذه الظاهرة بقوله: (لقد اعتدنا نحن البشر على فعل الكثير من الأشياء التي نقرر ألا نفعلها أصلاً· فنحن نكثر من التخطيط لاتباع سياسة التوفير المالي ولكننا ننزع إلى المبالغة في الصرف والتبذير؛ ونحذر من إرسال الرسائل الخطيرة أو الحساسة عبر البريد الإلكتروني إلا أننا نمارس هذا الفعل بطريقة ما)· ويؤكد إيبلي على أن الاكتفاء بمجرد تنبيه الموظفين في شركة ما إلى توخي جوانب الحيطة والحذر أكثر وأكثر في مراسلاتهم النصّية عبر الإلكتروني لا يكفي أبداً؛ وهو يضع لهذه الظاهرة أبعاداً نفسية-فيسيولوجية عميقة حيث يقول: (الحقيقة هي أن معظم السياسات التي نضعها لتنظيم سلوكاتنا، لا يمكنها أن تتغلب على ظاهرة الضعف النفسي التي تدفعنا إلى ممارسة السلوكات والسياسات النقيضة؛ ولا يمكنك ببساطة أن تتغلب على هذه الظاهرة الفسيولوجية-النفسية التي تطورت في عقولنا عبر ملايين السنين· ولهذا السبب يتعيّن عليك أن تغير هذه العادات الموروثة بطريقة ما)· ومنذ بضع سنوات، تحدث الخبراء عن إمكان إخضاع الرسائل الإلكترونية إلى عملية (تصفية) آلية باستخدام برنامج تطبيقي حاسوبي فائق الذكاء والمرونة· ويمكن لهذا البرنامج أن يفرز الرسائل الإلكترونية التي تنطوي على الخطورة أو الحساسية ويمنع تداولها عبر الشبكة عن طريق مهرها برمز تشفير خاص· وتمكنت بعض الشركات من تطبيق هذه التقنية عملياً باستخدام برنامج تطبيقي يزداد تطوراً وتعقيداً ومرونة بمرور الأيام، ويمكنه الآن حجب الرسائل الحساسة عن التداول في الشبكة ومنعها من مغادرة الشبكة الداخلية للشركة· وتقول نانسي فلين المديرة التنفيذية لـ(معهد الأمن الإلكتروني) في الولايات المتحدة: (أصبح في وسع المتخصصين تدريب البرنامج التطبيقي على اكتشاف الأسرار التجارية التي لا يجوز تناقلها أو البوح بها إلى الغير فيقوم بمهرها بشفرة منع التناقل· كما يمكنه فرز أسماء الأعضاء التنفيذيين في الشركة أو تفاصيل المشاريع المتعلقة بالبحوث التي تجريها وأسماء زبائنها ومنافسيها، ويمنع الرسائل التي تحملها من التداول بطريقة آلية بحتة)· وقد سبق لمراكز البحوث المتقدمة في الولايات المتحدة، وخاصة قسم الإعلام والوسائط المتعددة في معهد ماساشوسيتس التكنولوجي في بوسطون، إطلاق بحوث معمقة لتأليف وبناء ما يسمى (برنامج العميل الذكي) ىَُّمٌٌىهمَُّ فهمَُّ الذي يتألف من فتاة جميلة تظهر على شاشة الكمبيوتر عند الطلب ويمكنها تنفيذ الأوامر المنطوقة لأنها مجهزة بتقنيات تفسير الكلام· وتكون إحدى مهمات العميلة الذكية التي تعمل ليلاً ونهاراً، التكفل بخدمات مراقبة الرسائل الإلكترونية والإلقاء بالرسائل الخطيرة أو الحساسة في سلة المهملات·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©