السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كندا تبحث عن حلول اقتصادية لتدهور أوضاع السكان الأصليين

23 يناير 2012
مونتريال (ا ف ب) - يلتقي رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر غداً الثلاثاء في اوتاوا ممثلين عن “الأمم الأولى”، أي السكان الأصليين الهنود، للبحث معهم عن حلول للازمات التي تواجه جماعات كثيرة منهم. وكانت صرخة استغاثة أطلقتها في فصل الخريف جماعات صغيرة في اتاوابيسكات (شمال انتاريو) التي يقيم أفرادها في مساكن متداعية للغاية، عشية حلول فصل الشتاء، قد أعادت مسألة السكان الأصليين هؤلاء إلى الواجهة. ويقول جيلان بيكار، رئيس مجلس “الأمم الأولى” في كيبيك ولابرادور، “ثمة تباين كبير جداً ومشين من الناحية الاجتماعية والاقتصادية بين جماعاتنا التي تضم أكثر من مليوني نسمة وبقية الكنديين على كل الأصعدة من صحة وتربية وعمل ورفاهية بشكل عام”. ويوضح جيرار جويام، عالم الاجتماع في جامعة لافال، أن السلطات الكندية لا تزال تعامل السكان الأصليين على أنهم “قصر”، تماماً كما كانت تعامل النساء سابقاً. وبما انهم لا يملكون حق التملك يصعب عليهم الحصول على قرض مصرفي يسمح لهم بتأسيس شركة أو تطويرها. وتعود جذور مشاكل السكان الأصليين إلى مرحلة كان الكنديون “البيض” على اقتناع خلالها بانهم منوطون بمهمة تعليم هؤلاء “الهمجيين” التمدن والحضارة. وكان من ابشع أوجه هذه المهمة إرغام أطفال السكان الأصليين حتى نهاية الستينيات على دخول مدارس داخلية تبعد مئات الكيلومترات عن منازلهم. ويقول جيرار دويام إن الفقر ومشاكل الصحة والسكن والتربية والنمو السكاني كلها ظواهر “مترابطة وتؤدي إلى تفاقم متبادل بينها”. وتفيد الإحصاءات أن أكثر من 50 % من السكان الأصليين هم دون سن الخامسة والعشرين وأكثر من 50% منهم لا ينهون دراستهم الثانوية. وقد تتناول مبادرة هاربر الأولى خلال اللقاء المرتقب، بالتحديد تحسين التربية والتعليم في المحميات. والحسابات الاجتماعية-الاقتصادية واضحة هنا، ففي هذه المحميات خزان محتمل لليد العاملة في بلد يعاني من نمو ديموغرافي ضعيف. لكن هل الدولة مستعدة للتمويل؟ لدى السكان الأصليين شكوك حول ذلك لسببين. فمن جهة لا يزالون يتذكرون اتفاق كيلونا الذي تم التفاوض بشأنه خلال 2005 وكان ينص على تحسين الخدمات المختلفة بكلفة 5,1 مليارات دولار على خمس سنوات. إلا أن هاربر، الذي وصل إلى السلطة بعيد ذلك الوقت، اهمل هذا الاتفاق بسرعة. من جهة أخرى من المرجح جداً على ما يقول بيكار إن المحافظين أن زادوا الأموال المخصصة للشعوب الأصلية فانهم سيطلبون من هذه الجماعات تقارير حول كيفية استخدام الأموال التي تحصل عليها. وهذه الجماعات لا تحبذ ذلك كثيراً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©