الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وشاء الهوى ·· معاناة الطبقة الوسطى

وشاء الهوى ·· معاناة الطبقة الوسطى
18 أكتوبر 2006 23:45
دمشق ـ عمّار أبو عابد: أمل عرفة تقع في غرام دكتور متزوج، وعبير شمس الدين فتاة تعاني عقدة نفسية، وباسل خياط طالب جامعي فقير إلى حد العدم، يعمل في ورشة بناء· أما ديمة قندلفت فتتزوج ثلاث مرات، في حين أن الطالب قيس الشيخ نجيب يعمل في تجارة المخدرات!· وتقع كاريس بشار بين يدي أحد المنتجين الذي يغريها بالعمل في التمثيل، ويستغلها· هذه بعض النماذج من طلاب الجامعة التي يعرضها مسلسل (وشاء الهوى) تأليف يم مشهدي وإخراج زهير قنوع، واللافت أن كلاً من هذه النماذج تغرق في السلبية، ولا ترى ضوءاً في نهاية النفق! يحاول مسلسل (وشاء الهوى) تقديم شريحة من بيئة الحياة الطلابية الجامعية، والمشكلات التي تواجه الطلبة الفقراء أثناء الدراسة وما بعدها· لكنه يختار نماذج متطرفة، وحالات غريبة وشاذة، لا يمكن أن تشكل في مجموعها نموذجاً لمجتمع جامعي طبيعي أو واقعي· ويزعم المخرج زهير قنوع الذي يخوض تجربته الإخراجية الأولى أن مسلسله (يتلمس واقع الشباب الجامعي، سواء في حياتهم الدراسية أو بعد تخرجهم، ويلاحق آمالهم وآلامهم وأحلامهم في العمل والحب وعلاقاتهم الحياتية· كما يحاول من خلال ثلاثين حلقة أن يدخل في تفاصيل الحياة اليومية التي يعيشها جل أبناء الطبقة الوسطى، وفي تفاصيل قد تبدو غير مهمة بالعموم، إلا أنها تشكل معالم أساسية لحياتنا· كما يبحث في التدمير اليومي الذي تبثه السلعة في ذات الإنسان سواء كان السلعة فنية أو ثقافية أو مادية)· ويرى قنوع أن عمله (يدخل في عمق المتغيرات التي تعصف بحياتنا، فما الذي ينتظر الشباب في الغد، وسط ماهية القيم الموجودة: قيم المال والاستهلاك، حيث كل السلع متاحة وعلينا فقط أن نؤمن المال· وكل ذلك يتم تجسيده من خلال مجموعة من الأصدقاء الشباب في سنتهم الأخيرة بكلية الحقوق)· وفي مشاهد العمل نرى شباباً وافدين من القرى المختلفة إلى العاصمة، بعضهم يسكن في المدينة الجامعية، وآخرون وجدوا المأوى في غرف بائسة عند أطراف المدينة· وكل واحد من هؤلاء الشباب يسعى إلى تحقيق حلمه في حياة الرفاهية التي يفتقدها، ويعيش نقيضها في البؤس! وما يجمع بين هؤلاء جميعاً، ليس الحصول على المال وتحقيق الرفاهية، بل علاقات حب وصداقة تتفاوت بين العلاقة الكارثية وتلك السطحية العابرة وغير المجدية· ويلاحظ أن العمل يكاد يختصر المكان الجامعي فيحوله إلى مقعد في حديقة الجامعة، وغرفة في المدينة الجامعية، ولا نكاد نرى من المشهد الجامعي إلا هاتين العلامتين الفقيرتين إلا فيما ندر· هؤلاء في الجامعة يقوم بأدوار طلاب الجامعة كل من: أمل عرفة، كاريس بشار، ديمة قندلفت، نضال نجم، رنا أبيض، كفاح الخوص، لمى الحكيم، رنا شميس، لينا أحمد، هيلين جنابي، لمى شمندي، محمد الأحمد، هاني البكار· وعلى هامش حياتهم الجامعية، يشاركهم الهم والحياة كل من الفنانين: منى واصف، خالد تاجا، سليم صبري، عبد الهادي الصباغ، حسن عويتي، ناهد حلبي، سحر فوزي، رنا جمول، رامي حنا· الفنانة ديمة قندلفت في دور الجامعية ليلى، يحكم عليها النص والمخرج أن تتزوج ثلاث مرات تباعاً! فهي ككل جامعية تتمنى أن تنال الشهادة وأن تجد عملاً، وشاباً تتزوجه لتنجب أطفالاً، لكن أحلامها لا تتحقق، وبوصلتها تخطئ كثيراً، وهكذا تتزوج ثلاث مرات، لتصل إلى نتيجة مفادها أنها لم تحصد سوى الفشل رغم كل الظروف التي أتيحت أمامها! تقول ديمة عن الشخصية التي تجسدها بأنها تمثل نموذجاً لعدد كبير من فتيات اليوم اللواتي تصطدم أحلامهن بصخور الواقع، وتضيف عن أدائها لهذا الدور قائلة: هذه أول مرة أوظف خبراتي وعفويتي في أداء الدور دون أن يفرض المخرج رؤيته·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©