الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خلافات في قمة «العشرين» حول سبل إنعاش الاقتصاد العالمي

خلافات في قمة «العشرين» حول سبل إنعاش الاقتصاد العالمي
11 نوفمبر 2010 23:04
بدأت دول مجموعة العشرين مساء أمس في العاصمة الكورية سيؤول، قمة تبدو عاصفة على خلفية توترات بين دول تسجل فائضاً تجارياً وأخرى تسجل عجزاً حول “حرب العملات”. وبدأت القمة الخامسة للمجموعة بعشاء عمل، حضره الرئيسان الأميركي باراك أوباما والصيني هو جينتاو اللذان يستقطب بلداهما الأنظار في القمة. وتبدو القمة حساسة لأوباما الذي أضعفته الخسارة في الانتخابات التشريعية الأخيرة. إذ سيتعين عليه الرد على انتقادات من غالبية شركائه الذين يتهمون الولايات المتحدة بالأنانية بعد قيام الاحتياطي الفدرالي بضخ 600 مليار دولار إضافي في الاقتصاد. وكان أوباما صرح أمس بأن هذا الإجراء هدف إلى “تحفيز النمو” في الولايات المتحدة و”أيضاً في الخارج”. إلا أنه حذر إثر لقاء مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونج باك من أنه “سيكون من الصعب تحقيق ذلك إذا بدأنا نرى الاختلالات الاقتصادية الكبرى التي ساهمت في عودة الأزمة تظهر من جديد”. وتريد الولايات المتحدة في موازاة ذلك الحد من فائض الدول المصدرة الكبرى، وفي مقدمها الصين وألمانيا. وعدلت واشنطن عن المطالبة بقصر فائض الحسابات الجارية على نسبة 4% من إجمالي الناتج الداخلي بعد اعتراض برلين وبكين بشدة عليه. وأعلنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أن “وضع حدود سياسية للفائض أو العجز التجاري ليس مبرراً اقتصادياً ولا مناسباً سياسياً”. وقالت إنها لن تقبل فرض مستويات رقمية للاختلالات في موازين المعاملات الجارية أثناء القمة. وأضافت ميركل في نص كلمتها التي ستلقيها في وقت لاحق في اجتماع قمة المجموعة “من أجل نمو قوي ومتوازن من الضروري خفض الاختلالات العالمية في المعاملات الجارية للدول. العمل المنسق وحده هو الذي يمكن أن يدفعنا للأمام. مفتاح خفض الاختلالات القائمة هو بالأساس أن يكون لدينا أسعار صرف للعملات الرئيسية تتحرك بطريقة مرنة. كما أنها يتعين أن تعكس الأسس الاقتصادية للدول”. وأوضحت ميركل أنها لن تقبل أي مستويات رقمية للاختلالات في المعاملات الجارية. وقالت “تحديد مستويات للفوائض أو العجوز في موازين المعاملات الجارية ليس مبرراً من الناحية الاقتصادية أو مناسباً على الصعيد السياسي. هذا سيكون أيضاً مناقضا لمبادئ حرية التجارة في العالم”. وأضافت ميركل أن الدول الغنية الرئيسية أبدت استعداداً أثناء قمة مجموعة العشرين التي عقدت في تورونتو في يونيو لتقليل العجز في موازينها للمعاملات الجارية. وقالت “من المهم بالنسبة لي أن الدول الصناعية وعدت بخفض العجز إلى النصف بحلول 2013 وتحقيق استقرار نسبة ديونها أو خفضها بحلول 2016”. وأضافت ميركل أن إزالة الحواجز أمام التجارة شيء أساسي لتقوية الانتعاش العالمي. وقالت “يتعين على القمة أن ترسل إشارة واضحة بأن مجموعة العشرين مستعدة لقيادة جولة الدوحة إلى نهاية ناجحة العام القادم”، مشيرة إلى محادثات تحرير التجارة العالمية المتعثرة التي طال تعثرها. وفي أحسن الأحوال يمكن أن تكتفي القمة بتكليف صندوق النقد الدولي بوضع إرشادات عامة للحد من اختلال التوازن بين الدول الدائنة والمستدينة. وقال المتحدث باسم قمة العشرين كيم يون كيونج للصحفيين في أعقاب المباحثات الأخيرة أمس الأول بين مسؤولين ومساعدي وزراء مالية المجموعة “لا تزال هناك اختلافات كبيرة حول قضايا العملات والاختلال الحالي في التوازن”. وتخشى الدول الناشئة أن تؤدي سياسة إنعاش الاقتصاد الأميركي إلى تدفق أموال المضاربات عليها. واتخذت بعضها مثل البرازيل إجراءات للحد من حركة رؤوس الأموال، التي تخضع في الصين لمراقبة صارمة. ودعت المستشارة الألمانية من جهتها إلى أن تتخذ دول مجموعة العشرين موقفاً حازماً من التدخل الحمائي الذي تخشاها دول عدة. وحذر رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان من “وجود مخاوف من أننا دخلنا فعلاً في خفض تنافسي لقيمة العملات يذكر بالركود الكبير” في ثلاثينات القرن الماضي. أما الرئيس البرازيلي المنتهية ولايته لويس ايناسيو لولا دا سيلفا فقد اعتبر أن العالم يسير نحو “الإفلاس” ما لم تنعش الدول الثرية استهلاكها الداخلي بشكل أكبر بدلاً من تعزيز صادراتها. وفي شوارع العاصمة الكورية الجنوبية، تظاهر قرابة ثلاثة آلاف شخص احتجاجاً على انعقاد القمة “التي لا تعكس وجهة نظر العمال والفقراء” بحسب يونج اي هون نائب رئيس الاتحاد النقابي “كي سي تي يو”. استراتيجية جديدة للتنمية سيؤول (رويترز) - قال رئيس منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أمس إن استراتيجية عالمية جديدة للتنمية سيجري الكشف عنها خلال قمة مجموعة العشرين المنعقدة حالياً في سيؤول تمثل “قفزة كبيرة للأمام”. وتعتزم مجموعة العشرين للاقتصادات العالمية الكبرى تبني “اتفاق سيؤول للنمو المشترك”، الذي يتضمن التأكيد على أهمية الاستثمار في البنية التحتية كوسيلة لتحقيق نمو مستدام في الدول الفقيرة. وقال أنجيل جوريا الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية للصحفيين “هذا سيغير بحق الطريقة التي نتعامل بها مع التنمية”. وأضاف أن تبني خطة عمل تمتد سنوات عدة سيكون “إنجازاً كبيراً للغاية” لقمة مجموعة العشرين التي تنهي أعمالها اليوم. وتحدد الخطة تسعة مجالات تحتاج لإجراءات لتخفيف صعوبات التنمية بما في ذلك تدريب المهارات وإتاحة التمويل وزيادة الاستثمارات وتحسين التركيبة المادية للدول النامية. وقال جوريا “تتمثل القفزة الكبيرة للأمام هنا في أن الأمر لم يعد مسألة مساعدات بل مسألة تنمية”. أوباما: قوة الاقتصاد الأميركي في مصلحة النمو العالمي سيؤول (د ب أ) - قال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس إن وجود اقتصاد أميركي قوي هو أمر جيد للعالم، رافضاً الانتقادات بأن سياسة بلاده النقدية تتسبب في إغراق أسواق المال بدولارات رخيصة. وقال أوباما بعد اجتماع مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونج باك إن “الأمر الأكثر أهمية الذي تستطيع الولايات المتحدة فعله للاقتصاد العالمي هو أن تنمو، لأننا ما زلنا أكبر سوق في العالم وأكبر محرك لنمو سائر الدول”. وسئل أوباما عن الرد على الانتقادات من دول مثل ألمانيا، التي اتهمت مجلس الاحتياط الاتحادي الأميركي بخفض قيمة الدولار من خلال طبع أموال بهدف شراء سندات في محاولة لإنعاش اقتصاد البلاد. لكن أوباما رفض التعليق مباشرة على إجراءات مجلس الاحتياط، وشدد في الوقت نفسه على أنه أصدر أوامره إلى فريقه “بالتركيز كل يوم على الطريقة التي نستطيع بها أن ننمي اقتصادنا، ونزيد الصادرات”. كما أشار أوباما إلى أن الدول المصدرة الناجحة مثل ألمانيا بصدد “الاستفادة من أسواقنا المفتوحة وشرائنا لمنتجاتها”. الاختلالات العالمية سيؤول (رويترز) - قال رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أمس إنه ليس واثقاً من أن قمة مجموعة العشرين في سيؤول يمكنها التصدي بنجاح لمسألة الاختلالات العالمية. وقال هاربر للصحفيين “استمرار هذه الاختلالات مشكلة على المدى البعيد ويجب التصدي لهذه الأمور ... هل سيجري التصدي لها في هذا المؤتمر.. لست متأكداً لكنني أعتقد أننا سنحظى بمناقشة أكثر صراحة بشأن بعض تلك الأمور التي يجب تسويتها”. وأضاف أنه يشعر بأن قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي “البنك المركزي الأميركي” طبع مزيد من النقود كان الخيار الوحيد المتاح على الأقل في المدى القصير وذلك في ضوء الضعف الشديد لمعدل نمو الاقتصاد الأميركي. وقال “أولئك الذين ينتقدون سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي ... لا أعرف ما البديل الذي يقترحونه”. قلق روسي لعدم استقرار الاقتصاد العالمي سيؤول (رويترز) - قال مصدر من الوفد الروسي المشارك في قمة مجموعة العشرين أمس إن روسيا تشعر بالقلق لأن الاقتصاد العالمي “غير مستقر وغير متوازن” ولأن بعض الدول تخفض عملاتها لتحفيز النمو. وقال المصدر “نحن قلقون خاصة بسبب محاولات دول عدة اتخاذ قرارات أحادية الجانب لإضعاف عملاتها من أجل تحفيز النمو من دون الاتفاق مع الشركاء الآخرين”. بكين تدافع مجدداً عن مراقبتها لسعر الصرف سيؤول (ا ف ب) - جددت الصين، المتهمة بإضعاف قيمة عملتها من خلال مراقبتها لسعر صرفها، تأكيدها أمس أنها تقوم بذلك بشكل «مسؤول»، وتعهدت بزيادة مرونة سعر صرف اليوان تدريجياً. وقال هونج لي المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية للصحفيين «إننا سنحسن آلية سعر الصرف وسندع السوق تلعب دوراً أكبر وسنزيد مرونة سعر صرف اليوان بهدف إبقائه ضمن مسار متوازن». وأدلى المتحدث بهذا التعليق في وقت بدأ فيه قادة دول مجموعة العشرين في سيؤول قمتهم بهدف تصحيح الاختلالات الكبرى في توازن الاقتصاد العالمي ومحاولة تفادي «حرب عملات». وتتعرض الصين لضغوط متزايدة منذ أشهر من جانب شركائها التجاريين لرفع قيمة عملتها أمام الدولار. ويعتبر هؤلاء أن ضعف اليوان يعزز الموقع التنافسي للصادرات الصينية. حتى أن بعض البرلمانيين الأميركيين يعتبرون أن سعر صرف اليوان أضعف من قيمته الفعلية بنسبة 20% إلى 40% مقابل الدولار. إلا أن بكين رفضت مراراً وبشدة أي احتمال لإعادة تقييم كبيرة لعملتها، مؤكدة أن ذلك سيهدد صناعاتها المصدرة وملايين الوظائف. ومع ذلك حقق اليوان تقدماً ببضع نقاط مئوية مقابل العملة الخضراء خلال الأشهر الأخيرة. من جانبه، تعهد الرئيس الصيني هو جينتاو بزيادة الحوار والتعاون مع الولايات المتحدة وذلك بعد الخلافات بين البلدين بخصوص التجارة والعملة.
المصدر: سيؤول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©