أسماء الله الحسنى

اللطيف القاهرة - أحمد مراد: ''اللطيف'' اسم وصفة لله تعالى تدخل في نطاق رحمته بعباده وعدله وعلمه بأحوالهم وما هو انفع لهم وما هو ضار بهم وتقول الباحثة الاسلامية د· خديجة النبراوي: سمى الله نفسه سبحانه وتعالى اللطيف لانه لطيف بعباده لا يحملهم ما لا يطيقون ولا يكلفهم إلا ما في وسعهم فهو خالقهم وهو اعلم بطاقتهم ووسعهم ''ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير'' واللطيف صفة من يعلم دقائق المصالح وبواطن الأمور وغوامضها، وما دق منها وما لطف، ثم يسلك في ايصالها الى المستحق سبل الرفق دون العنف فاذا اجتمع الرفق في الفعل واللطف في العلم فهذا هو معنى اللطيف، ولا يتصور كمال وشمول ذلك في الفعل والعلم إلا لله تعالى فهو وحده اللطيف المطلق المحيط بالدقائق والخفايا، ومن مظاهر لطفه سبحانه وتعالى خلقه الجنين في بطن الأم في ظلمات ثلاث وحفظه فيها وتغذيته بواسطة السُرة الى ان ينفصل فيستقل بالتناول بالفم ثم الهامه عند الانفصال التقام الثدي وامتصاصه ولو في ظلام الليل من غير علم ولا مشاهدة، ومن مظاهر لطفه بعباده ايضا انه اعطاهم فوق الكفاية وكلفهم دون الطاقة ومن لطفه اخراج اللبن الصافي من بين الفرث والدم واخراج الجواهر النفيسة من الاحجار الصلبة واخراج العسل من النحل والدر من الصدف ومن ذلك خلقه الانسان من النطفة وجعله مستودعا لمعرفته وحاملا لأمانته ومشاهدا لملكوته وهذا ايضا رفق ولطف لا يمكن احصاؤه واذا كان الله تعالى من حيث انه دبر الامور حكما ومن حيث رتبها مصورا ومن حيث وضع كل شيء في موضعه عدلا فانه من حيث رحمته بعباده وعلمه باحوالهم وطاقتهم ووسعهم فهو لطيف وتضيف د خديجة: وحظ العبد من اسم الله اللطيف الرفق بعباد الله تعالى والتلطف بهم في الدعوة الى الله والهداية الى سعادة الاخرة من غير ازدراء وعنف ومن غير خصام وتعصب واحسن وجوه اللطف هو الجذب الى قبول الحق بالتماثل والاعمال الصالحة ·