المطلوب
من صندوق الزكاة
يعرف الإنسان قيمة المال جيدا ودائما·· أما في رمضان فتزداد هذه المعرفة وفي أجواء الشهر الكريم المليئة بالتراحم والتكافل فان من لديه مال يعرف قيمة هذا المال ليس لنفسه فقط بل وقيمته للآخرين أيضا وبسبب نفسية الإنسان المختلفة والمتجردة في أيام الصوم وفي لحظات وساعات الجوع فان من لديه مال يشعر بما يشعر به الفقراء ممن ليس لديهم المال وبأولئك ممن يفتقرون إلى الطعام ليس بسبب فريضة الصيام وإنما بسبب ''فريضة'' الفقر والحاجة·
في الإمارات مصادر عمل الخير والإحسان كثيرة ومتعددة فلا تقتصر على جمعيات أو هيئات خيرية ولا على صندوق الزكاة أو الهلال الأحمر بل اغلب رجال الأعمال والتجار الأثرياء صار لكل منهم مكتب متخصص لمساعدة المحتاجين والفقراء كل يعمل بطريقته وحسب قناعاته·
لا احد يستطيع أن يفرض على أي فرد أو جهة طريقة عمله للخير ولكننا نشير إلى نقطة وطريقة قد تكون مهمة وقد تساعد كثيرا على تقليص عدد المحتاجين في المجتمع وهي الزكاة عن طريق صندوق الزكاة فهذا الصندوق الذي أكمل العامين من عمره واستطاع فقط أن يجمع 65 مليون درهم من أهل الخير والمزكين بحاجة إلى دعم اكبر سواء من الحكومة أو من المزكين من المسلمين·
على مدى السنتين الماضيتين لاقى الصندوق الاهتمام من المسؤولين في الدولة وبجهوده الذاتية ومن خلال ميزانيته التي لم تتجاوز الخمسة ملايين درهم سنويا واستطاع أن يحقق بعض الإنجازات التي تستحق الاهتمام وهذا واضح من خلال دليل إنجازات الصندوق وواضح كذلك من خلال الموقع الاليكتروني للصندوق والذي يقدم خدمات عالية المستوى ومن خلال تصفحي لهذا الموقع بدا واضحا لي مقدار الجهد الذي بذل من اجل تقديم كل تلك الخدمات بسهولة ويسر للسائلين عن فريضة الزكاة والراغبين في مساعدة الآخرين·
ما يعرفه الجميع أن لصندوق الزكاة دورا اجتماعيا وإنسانيا كبيرا فمن خلاله يمكن أن تحل كثير من مشاكل المجتمع··· وفي المرحلة القادمة من المهم أن يتم تحديد دور هذا الصندوق بشكل أوضح··· ويفترض أن يكون تكافلي ومالي وليس جمعية خيرية وهذا ما يجب التأكيد عليه وخصوصا أننا نشعر بان هناك بعض الالتباس والتداخل بين دور صندوق الزكاة ودور الهيئات والجمعيات الخيرية···· لذا من المهم أن نعرف ماذا نريد من صندوق الزكاة بالضبط؟ هل نريد أن يكون احد الهيئات التي تضاف إلى قائمة الجمعيات الخيرية في الدولة أم أننا نريده مؤسسة مالية تعمل بنظم وقوانين واضحة ولها أهداف اجتماعية وخيرية أيضا وهدفها مساعدة أفراد المجتمع ممن يعانون من مشكلات مالية سواء كانوا مديونين أو غارمين أو محتاجين إلى مساعدة لتحسين مستوى معيشتهم وتوفير احتياجاتهم الرئيسية·
الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان هي أن أي مجتمع يعيش أفراده بالتعاون والتكافل والمحبة بروح العائلة الواحدة فلا يهمل منه البائس والعاجز والمريض واليتيم لهو مجتمع من أرقى المجتمعات··
محمد الحمادي
عدد اليوم
