الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دراسة أميركية: لا فرق بين قراءة الصحف مطبوعة أو إلكترونية

دراسة أميركية: لا فرق بين قراءة الصحف مطبوعة أو إلكترونية
13 أغسطس 2015 07:38
إعداد: وائل بدران كشفت دراسة أميركية أن القراء يظهرون القدر نفسه من التعاطف والمشاركة الانفعالية عند قراءة القصص الإنسانية ذات المصداقية، سواء عبر الصحف المطبوعة أو الرقمية، بغض النظر عن الوسيط الذي يطالعون القصة من خلاله. وقارنت الدراسة التي أجرتها مجلة «كولومبيا جورناليزم ريفيو» بالتعاون مع مركز «جورج ديلاكورت» لصحافة المجلات ردود الأفعال الانفعالية لمجموعة من الأشخاص قرأوا قصة في إحدى المجلات المطبوعة مع مجموعة أخرى قرأوا القصة ذاتها عبر شاشة إلكترونية، وعلى كافة الصعد العملية التي يمكن قياسها، أظهرت المجموعتان نتائج مماثلة بصورة مفاجئة. وتذكر قراء النسختين المطبوعة والإلكترونية نفس مستوى التفاصيل، وشعروا بالاندماج المتساوي في المفردات والقصة بشكل عام، وكان من المرجح أن يكون رد فعلهم متماثلاً بناء على استجاباتهم العاطفية بالتبرع بالمال أو الوقت لقضية مرتبطة بالقصة. وكشفت أيضاً دراسات ذات صلة أنه لا يوجد اختلاف في الفهم على أساس المقارنات المتوازية بين الصحف المطبوعة والرقمية، بيد أن هذه النتائج تبدو متعارضة مع إجماع بين دارسين يقولون إن هناك فروقاً جوهرية بين تجارب القراءة على الورق وعبر الشاشات. وبحسب باحثين مثل «آن مانجين» و«ماريان وولف»، «عندما نقرأ على الشاشات، نتصفح ونجتزئ القراءة ويتشتت انتباهنا بسهولة، ولا نتذكر العرض المادي للمعلومات، كما نفعل عند قراءة الصحف المطبوعة، ونتيجة لذلك، يتأثر الفهم والاحتفاظ بالمعلومة». ويشير بعض الخبراء إلى أن تآلفنا المتزايد مع الشاشات يمكن أن يؤثر على نحو واسع النطاق في الطريقة التي نقرأ ونفهم ونتذكر بها النصوص المكتوبة، وربما تؤثر على الطريقة التي يمكن أن تدفعنا بها القصص للشعور بالتعاطف مع أبطالها وشخصياتها الأخرى، لأن التعاطف يستغرق زمناً ويحتاج إلى تركيز. وبالطبع، لهذا السيناريو نتائج كبيرة محتملة على الصحافة، التي تعتمد في كثير من الأحيان على تعاطف القراء كوسيلة لجلب وعي اجتماعي ومن ثم إحداث تغيير، مثلما أوضحت «كاليفورنيا جورناليزم ريفيو» في النصف الأول من هذا المشروع البحثي حول التعاطف والصحافة. ولكن عندما اختبرت الدراسة تلك الفرضية، لم تؤيدها النتائج، وليس معنى ذلك أنه لا توجد اختلافات حقيقية بين قراءة الصحف المطبوعة والرقمية، بيد أن الدراسة تؤكد أن هذه الاختلافات تكمن حقيقة في الثقافات التي نكونها بشأن التعامل مع كلتيهما. وأجريت الدراسة بالتعاون مع الأخصائية النفسية والعصبية «جينا رينين»، من خلال تجربة قرأ خلالها 64 شخصاً خضعوا للدراسة نفس القصة في مجلة إما مطبوعة أو رقمية، ومن أجل اختبار الاختلافات في ردود أفعالهم الانفعالية، طُلب منهم جميعاً الإجابة على عدد من الأسئلة التي تركز على أفكارهم ومشاعرهم بشأن الموضوع، وكذلك على التفاعل الاجتماعي العام والردود العاطفية تجاه المواقف في الحياة الواقعية. وتم اختيار القصة بناء على عدد من المعايير، إذ كان المطلوب مادة منشورة في إحدى المجلات يصل عدد كلماتها بضعة آلاف كلمة لمنح الأشخاص الخاضعين للدراسة تجربة قراءة أساسية، نظراً لترابط الزمن والتعاطف. وكانت القصة التي طلب منهم قراءتها «صبي بنصف عقل»، وعدد كلماتها 4600 كلمة، وتحتاج في المتوسط من 20 إلى 30 دقيقة لقراءتها، وتميزت بأنها لم تنشر في أية مجلة محلية، وهو ما جعل من المستبعد أن يكون لدى الأشخاص الخاضعين للدراسة أية دراية بالقصة. واشترط في القصة أن يكون من المرجح أن تؤثر عاطفياً في أكبر عدد ممكن من القراء، لذا تم البحث عن قصة ليست ذات صلة بالتوترات السياسية أو الأيديولوجية. وتبدأ القصة في غرفة تجهيز جراحي صغيرة، حيث يحاول «جيف بوتارس» تمالك أعصابه بينما يتم إعداد نجله البالغ من العمر 11 شهراً كي يخضع لجراحة في المخ. وتقدم قصة «صبي بنصف عقل» ذات البعد الشخصي والسرد الجذاب، معضلة، وكنا نأمل من خلالها أن ندعو القراء إلى الاندماج مع تجربة الشخصيات. وكان الهدف من القصة هو تحفيز حالة قراءة طبيعية بأقصى درجة ممكنة. وقرأ نصف الأشخاص المشاركين في الدراسة القصة في عدد مطبوع من دورية «إنديانابوليس»، بينما قرأها النصف الآخر في نسخة رقمية، إما باستخدام لاب توب أو كمبيوتر مكتبي. وتم استثناء شخص واحد من بين الـ 64 المشاركين، لأنه بدا لم يقرأ القصة كاملة. وارتكزت نتائج الدراسة على تحليلات الردود الـ 63 المتبقية. وأظهر مشروع بحثي نشرته أستاذة اللغويات في «الجامعة الأميركية»، «نعومي بارون» في كتابها «الكلمات على الشاشات: مستقبل القراءة في العالم الرقمي»، العام الجاري، أن طلاب الجامعة يفضلون الكتب الدراسية المطبوعة على نظيرتها الرقمية، لأن الطلاب يشعرون أنهم يركزون ويتذكرون بدرجة أفضل عند قراءة النصوص المطبوعة. وفي حين تكشف الدراسة أنه لا يوجد اختلاف مباشر في تذكر التفاصيل أو التفاعل معها بين الوسيطين، إلا أنها لم تأخذ في الحسبان التأثيرات طويلة المدى لدرجات الانتباه القصيرة والذاكرة المحدودة التي يشير بعض العلماء إلى أنها تصاحب تلقي المعلومات الرقمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©