الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

فان بيرسي: المثالية ليست فكرة خيالية وهذه تجربتي مع السجن!

فان بيرسي: المثالية ليست فكرة خيالية وهذه تجربتي مع السجن!
26 فبراير 2009 23:36
تحدث النجم الهولندي ونجم أرسنال روبن فان بيرسي مع صحيفة ''ديلي ميل'' البريطانية عن والديه اللذين أورثاه مهارة وفنون كرة قدم دون أن يكون لهما علاقة بعالم الساحرة المستديرة، في حوار أقرب ما يكون إلى الفضفضة عن حياته الخاصة وعن أسرار كرة القدم· وأشار إلى الأسبوعين اللذين قضاهما في سجن روتردام، وذكر أنه شخص يسعى كي يكون أفضل شخص في العالم في أي عمل يقوم به، وتلك هي القيمة التي اكتسبها من الأب والأم، وحينما أراد أن يضرب مثالاً على ذلك، قال إنه أراد أن يقيس قدراته في لعبة تنس الطاولة فقرر التدريب المكثف على اللعبة، ثم طلب أن يتبارى مع لاعب إنجليزي محترف، وكانت المفاجأة أن فان بيرسي تفوق عليه، ومنذ ذلك الوقت أدرك أنه لا مستحيل في هذه الحياة· وذكر فان بيرسي أن والده كان نحاتا، ولكنه في الوقت ذاته كان بارعاً في ممارسة بعض أنواع الرياضة مثل رمي الرمح، وهو الأمر الذي جعله على قناعة بأن الإنسان لديه قدرات كامنة قد لا يتعرف عليها دون أن يمنح نفسه الفرصة لممارسة هذه القدرات· وعلى الرغم من أن النجم الهولندي لم يرث حب الفن الذي يشترك فيه والديه، حيث أن الأم رسامة والأب نحات فإنه يرى أن الجمال والقدرات الفنية والحلول المبتكرة جزء لا يتجزأ من المواقف التي يواجهها في كرة القدم، وهو بالتالي يدين بالكثير لأسرته الفنية التي ورثته القدرة على الأبداع داخل الملعب· ويقول فان بيرسي عن نفسه أنه لا يرى الأشياء كما يراها والديه، فقد ينظران إلى شجرة ويريان فيها شيئا جميلا مدهشا، أما هو فيراها شجرة عادية· ولكن هذا لا يمنع أنه يقدر الجمال، فعندما ينظر إلى البحر مثلا في أي مكان، يرى الجمال فيه· ولكنه يرى أن والديه لديهما قدرة إبداعية في مجال الفن، ولكن قدرته الإبداعية ترتبط بكرة القدم· فهو يرى أشياء لا يراها اللاعبون الآخرون عند اتخاذ القرار بحلول مناسبة· فهو دائما يبحث عن سبل للإبداع· عبقرية فينجر والحلول المبتكرة وأبدى فان بيرسي إعجابه بفكرة ونتائج دراسة قام بها المدير الفني لأرسنال أرسن فنجر والتي عرضت مؤخرا على لاعبي الفريق، وقد كانت تركز تلك الدراسة على وقت التفكير الذي يستغرقه اللاعبون في المراكز والمواقف المختلفة في ملعب كرة القدم قبل نقل الكرة· وأظهرت الدراسة أن لاعب الوسط يأخذ مابين نصف ثانية إلى ثانية من التفكير قبل أن يقرر نقل الكرة· أما المهاجمون فيأخذون وقتا أقل يتراوح مابين 0,1 و 0,2 من الثانية قبل أن يصل إليهم المدافعون· ويقول فان بيرسي بأن تلك الدراسة تعد دراسة شيقة لأنها تقيس بدقة ما يحدث فعلا، وأشاد بعقلية فينجر وقدرته على التفكير في حلول مبتكرة يقوم بتدريب الفريق عليها· بيركامب وفان باستن أساتذتي وكشف فان بيرسي عن أنه يشعر بالفخر والاعتزاز والتقدير تجاه كل من تيري هنري وأستاذيه الهولنديين دينيس بيركامب وماركو فان باستن، وأكد أنه لا يتردد في إطلاق لقب الأستاذ على كل من بيركامب وفان باستن، ويتذكر أنه عندما كان صغيرا حينما وطأت قدماه أرض أرسنال للمرة الأولى أجرى حوارات شيقة مع كل من دينيس وتيري عن كرة القدم· وكان شيئا ممتعا بالنسبة له أن يكتشف طريقة تفكيرهم في تلك اللعبة، وإلى أي مدى هما ماهران· فقد كانا دائما يسبقان المدافعين بخطوة أو اثنتين، هو شيء صعب في كرة القدم الإنجليزية التي تتميز بقوة وصلابة خطوط الدفاع في مختلف الأندية· كما كان سعيداً بكونهما يسعيان دائما لتقديم الأداء المثالي، وهذا هو الدرس الذي تعلمه من كل هؤلاء النجوم· وقال بيرسي أنه يحب تيري لأنه رفع مستوى كرة القدم في أرسنال، ورع سقف طموحات الفريق في الفترات التي تألق خلالها مع الجنرز، حيث أنه كان يطلب من كل اللاعبين أن يبذلوا قصارى جهدهم وتقديم أفضل مستويات لديهم، فقد كان هنري من هؤلاء الأشخاص الذين يؤمنون بالقدرات الكامنة لأي شخص، كما كان يؤمن أن فكرة التفوق المطلق لنجوم مانشستر يونايتد وليفربول إنما هي فكرة إعلامية ونفسية بالدرجة الأولى· وقال فان بيرسي عن بيركامب أنه كان على نفس النمط وكان مستمتعا بالعمل معه· وكذلك كان فان باستن عندما كان يتولى مسؤولية المنتخب الهولندي· فقد كان كلاعب وكمدير للفريق على نفس المستوى حيث يبحث دائما عن الأفضل والوصول للقمة، وهي الفكرة التي تستهوي فان بيرسي طوال مشواره الكروي· لست متكبراً أو مثيراً للمشاكل وأكد فان بيرسي أنه ليس متكبراً أو مشاكسا أو مثيراً للمشاكل، فلديه قيم يحترمها ويفهم الحياة· فلكونه قد نشأ في روتردام ولعب في الشوارع واكتسب الكثير من السلوكيات منها، فإنه يمتلك خبرة بالعديد من الثقافات ولديه العديد من الأصدقاء ذوي الثقافات المختلفة· وقد كان والده دائما يذكره بضرورة احترام الناس كما يتوقع منهم أن يحترمونه· إن الاحترام يعد شيئا هاما بالنسبة لفان بيرسي· وأما بخصوص المشكلات الشائعة التي واجهها في فينورد، بخاصة، مع بعض اللاعبين الكبار ثم مع المدرب فان مارفيك، فبعد أن غادر فان بيرسي أول فريق كان قد لعب معه، قال فان مارفيك أن سلوكه جعل من المستحيل أن يحتفظ به في الفريق، ولكن فان بيرسي يقول بأنه لم يكن هناك تواصل بينهما· واعترف بأن هذا الأمر كان جزئيا يمثل خطأ من جانبه، فقد كان صغيرا وغير ناضج وغير صبور كما يقول عن نفسه· وكان حلمه أن يظل يلعب طوال حياته الكروية في فينورد لأنه نشأ في روتردام، وكان هذا الفريق هو فريقه، ولكن الأمور تغيرت هناك وتعلم الكثير من التجربة· ثم فجأة انتقل للعب مع لاعبين كبار رغم أنه لم يتجاوز الخامسة عشرة فقد كان بعضهم يصل عمره إلى 33 أو 34 عاما، وكانوا يلعبون من أجل الحصول على المال· ويتذكر فان بيرسي كيف كان يلعب في أحد المرات ضد فريق إيندهوفن في كأس الاتحاد الأوروبي، وعندما قام بمراوغة صرخ أحد الرجال الكبار قائلا: ''لا تفعل ذلك·· إنك تلعب بنقودي··!، ولم يصدق فان بيرسي ما يسمعه، فهو خلال هذه المرحلة من عمره كان يلعب كرة القدم من أجل الاستمتاع، ومن أجل أن يجلب لنفسه وللجماهير قدر من المتعة· اتهام كاذب وحول تجربة السجن، قال بيرسي إنها كانت تجربة قاسية، فقد تم احتجازه في السجن لمدة أربعة عشر يوما، عندما كانت السلطات الهولندية تجري تحقيقا فيما ثبت بعد ذلك أنه اتهام كاذب حول اتهامه باغتصاب فتاة هولندية، وقد حفظت النيابة العامة الهولندية التحقيق والقضية تماما، تاركة فان بيرسي يشعر بمرارة، ولكنه كما قال استفاد من التجربة· لقد كانت تجربة قاسية في السجن حيث فقد وعيه تماما في بعض الأوقات· ولكنه يتذكر الوقت الذي كان يجلس فيه هناك ويفكر في الوقت الضائع· وقد حاول أن يكون إيجابيا ولم يظهر الفزع· وقد عرف الحقيقة بعد ذلك، ولكنه فقد أسبوعين من حياته وجزءا من سمعته مقابل لاشيء· ويقول إن هذه التجربة قد عادت عليه بالكثير من النتائج الإيجابية، فقد عرف الكثير من الأشخاص المحيطين به جيداً وتعلم الكثير عن الحياة· ففي سن الواحد والعشرين تبدو الحياة سهلة ولكنه فجأة أدرك أن الأمر غير ذلك· وقال بأن فينجر كان إيجابياً جداً معه وأنه لن ينسى ذلك أبداً فقد وقف إلى جواره بشكل كبير· ولكن الآخرين تجاوبوا تجاه ما حدث له بطرق مختلفة، وأن هذه التجربة قد أعطته الفرصة كي يتعرف على من يحيطون به جيدا· وقد اكتشف من هم أصدقاؤه النافعون له· ومن هذه الناحية يعتبر أن تلك التجربة مفيدة جدا له· وقال بأن من تصرفوا تجاهه بطريقة سيئة أثناء محنته لابد وأنهم شعروا أنهم كانــــوا أغبياء بعدما تم اكتشــاف الحقيقـــة وتمت تبرئة ساحته· فالفرد يمكنــه أن يرى الوجـــوه الحقيقيــة للأشـــخاص فقط عندمــــا يواجه مواقف سيئة في حياته· ويركز فان بيرسي الآن في كرة القدم وأسرته الصغيرة حيث إنه متزوج من امرأة هولندية من أصل مغربي تدعى بشرى، ولديهما طفل واحد يدعى سهيل ولد في عام ،2007 وقد تحدث فان بيرسي بتأثر وعاطفة جياشة عن رغبته في أن يكون لديه الكثير من الأطفال· هذا ولم يتطرق الحوار مع فان بيرسي عن قصة إسلامه وهل اعتنق الإسلام أم أن التقارير التي تحدثت حول هذا الأمر ليست صحيحة، فما زال هناك جدل واسع يحيط بهذا الملف· وإن كان من المرجح أن اللاعب اعتنق الإسلام، ولكن وفقاً لطبيعة الثقافة الأوروبية والغربية ليس من المقبول في كثير من الأحيان التحدث مع الشخص حول معتقداتــه الدينية لكونها تجسد قمة الخصوصية، وربما كان ذلك سبباً في عدم تطرق الصحيفة إلى هذا الجانــــب في حياة النجــم الموهوب روبن فان بيرسي·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©