الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجزائر تقدّم 5 ملايين وجبة إفطار لعابري السبيل في رمضان

الجزائر تقدّم 5 ملايين وجبة إفطار لعابري السبيل في رمضان
16 أغسطس 2011 22:32
تشرف وزارة التضامن الجزائرية على تقديم 5 ملايين و 170 ألف وجبة إفطار مجانية في رمضان لعابري السبيل والمحتاجين والعائلات الفقيرة، عبر 691 مطعما عاما افتتحتها لهذا الغرض في رمضان، أغلبها في الجزائر العاصمة والمدن الكبرى، حيث يكثر عمال المناطق الداخلية وعابرو السبيل، وأسندت الوزارة مهمة التأطير إلى متطوعي الكشافة الإسلامية والهلال الأحمر. (الجزائر) - “الاتحاد” رافقت القائد العام للكشافة نور الدين بن براهم في جولة قادته إلى 4 “مطاعم رحمة” بالجزائر العاصمة للاطلاع على ظروف تحضير وجبات الإفطار ومدى الإقبال عليها. البداية كانت بالمطعم المركزي “بريسكو” بساحة أول مايو بقلب مدينة الجزائر، في حدود الساعة الرابعة والنصف مساءً حيث كانت عملية تحضير الوجبات قد انتهت، وشرع عددٌ من شبان الكشافة المتطوعين بنقلها تباعاً في شاحنات صغيرة إلى مختلف “مطاعم الرحمة” وتاليا إلى عدد من الأحياء الفقيرة لتوزيعها على العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل. جهودٌ كبيرة يعتبر بن براهم أن العملية الأخيرة “أهمّ بكثير من وجبات الإفطار لعابري السبيل، لأنه يتعذر على العائلات الفقيرة الانتقال بأطفالها إلى مطاعم الرحمة لتناول وجبات الإفطار، أو حتى تلقي الوجبات ونقلها إلى بيوتها، ولذا كان لزاماً علينا أن نقوم نحن بإيصالها إليها في بيوتها حفاظاً على كرامتها”. ويحضِّر المطعم المركزي نحو 1500 وجبة يومياً تشرف عليها 12 طاهية فقط تابعة لولاية الجزائر، وتبذل الطاهيات الـ12 جهوداً مضنية لتحضير الوجبات المطلوبة قبل الساعة الرابعة من مساء كل يوم ليفسحن المجال لمتطوعي الكشافة لنقلها وتوزيعها على بعض المطاعم وكذا العائلات الفقيرة في بيوتها. إلى ذلك، تؤكد وردية بورديم، مديرة المطعم، أن العاملات يبدأن عملهن كل يوم على الساعة السادسة صباحاً وينتهين منه في حدود الثالثة مساءً، وهنَّ يحضرن ثلاثة أطباق كل يوم، وفي مقدمتها “الشربة”؛ الطبق الرئيس في المائدة الرمضانية الجزائرية. علامات العياء كانت بادية على العاملات الـ 12 بعد يوم عمل مضن وطويل، ولكن علامات الرضا والارتياح كانت بادية عليهن جميعاً وهن يتابعن بداية عملية التوزيع، تقول خداوج حيروني “لا شك أن إعداد 1500 وجبة يوميا ليس بالأمر السهل، ولكننا نشعر بارتياح شديد لأنها ستذهب إلى مواطنين يعيشون بعيدا عن دفء أسرهم التي تقطن بالمناطق الداخلية وكذا العائلات المعوزة”. وتعقب زميلتُها سعاد إبراهيمي “إنها صورة ناصعة للتضامن الاجتماعي وتجسيد مشاعر الأخوة والتعاطف بين أبناء البلد الواحد”. أما وردة مزنر فتقول “هي عملية استثنائية نقوم بها طيلة شهر رمضان، إنها أجواء رائعة بالفعل”. مطاعم المحسنين الأجواء في مطعم “برج البحري” شرق الجزائر العاصمة لا تختلف كثيراً، فقد أنهت الطاهيات هناك تحضير الوجبة وعلامات الارتياح بادية على وجوههن بدورهن، ويقدم المطعم 80 وجبة مباشرة لعابري السبيل و25 وجبة للعائلات، أما في منطقة “برقي” غرب الجزائر، فقد تابعنا بداية توزيع نحو 100 وجبة للعائلات انطلاقاً من مركز كشفي صغير لا يتسع لاستقبال عابري السبيل، فضلاً عن امتلائه بمحتويات “قفة رمضان”، ويشرف المركز على التوزيع التدريجي لـ2750 سلة غذائية على العائلات الفقيرة، بحسب المسؤول الكشفي رشيد بودينة. وبمنطقة “باش جراح” يقع “مطعما رحمة”، الذي يتسع الأول لـ280 عابر سبيل، والثاني لنحو 100، واللافت أن تحضير الوجبات يتمّ بمركز تجاري كبير تابع لأحد المحسنين، وهو يحضر ألف وجبة يومياً على نفقة هذا المحسن، يوجه منها نحو 400 للمطعمين المذكورين والباقي للعائلات الفقيرة في بيوتها، ويوظف المركز 8 طاهيات بينما يشرف عشرات المتطوعين من الكشافة الإسلامية على خدمة عابري السبيل ونقل الوجبات إلى العائلات، حسب يونس إسحاق، قائد “وحدة الأشبال” بالكشافة. تجسيد التضامن يتناول وجبة الإفطار في هذا المطعم نحو 280 عابر سبيل وعامل من الولايات الداخلية، حيث يقدم شبان الكشافة حبات تمر لكل صائم ليبدأ بها الإفطار قبل أداء صلاة المغرب جماعة، ثم يقدّمون بعدها ثلاثة أطباق وهي الشربة و”اللحم الحلو” و”المثوَّم” وتعدّ أطباقاً رمضانية شهيرة وأساسية لدى العائلات الجزائرية طيلة الشهر الفضيل، وتليها الفواكه في نهاية الوجبة. أبدى عابرو السبيل تحفظا شديدا في حديث إلى الصحافة أو تصويرهم، واكتفوا بالقول إن الظروف هي التي دفعتهم إلى الإفطار في “مطاعم الرحمة”، مشيدين بهذه المبادرة التي تخفف عنهم الشعور بالبعد العائلي. ويؤكد بن براهم أن عدد مرتادي “مطاعم الرحمة” الـ21 التي تشرف عليها الكشافة بالجزائر العاصمة، قد تضاءل مقارنة بالعام الماضي بسبب تزامن رمضان مع العطلة الصيفية التي غادر فيها عددٌ كبير من العمال مدينة الجزائر باتجاه المناطق الداخلية لقضاء عطلهم، وكذلك لقضاء شهر رمضان بين ذويهم، ما سمح للكشافة بتركيز جهدها على إيصال أكبر عدد ممكن من الوجبات إلى العائلات الفقيرة بمقارّ سكنها، ولم تستثن العائلات المقيمة بالأحياء القصديرية قصد تجسيد الوحدة والتضامن ومشاعر الأخوة بين الجزائريين. ويضيف أن الكشافة تقدم 11,670 وجبة يوميا لعابري السبيل والعائلات، منها 3,200 بالجزائر العاصمة وحدها، ما يرفع عددها طيلة رمضان إلى 335,100 وجبة توزعها الكشافة وحدها، وقد جندت لهذا الغرض 46 ألف متطوع يعملون عبر 81 “مطعم رحمة” في 27 ولاية جزائرية، مشددا على أن “نوعية الوجبات المقدّمة قد تحسنت كثيراً مقارنة بالسنوات الماضية”، ومشيراً إلى أن تجربة “مطاعم الرحمة” بدأت تقريباً عام 1995 مع اشتداد الأزمة الاقتصادية بالبلد، وخدماتُها تتحسن من سنة إلى أخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©