السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«دار الأيتام» تطلق حملة «الإحسان» لدعم 47 ألف أسرة لبنانية محتاجة

«دار الأيتام» تطلق حملة «الإحسان» لدعم 47 ألف أسرة لبنانية محتاجة
16 أغسطس 2011 22:33
عماد ملاح (بيروت) - تواصل المواكب السيّارة التي تنظمها المؤسسات والجمعيات الخيرية الإسلامية بلبنان، وفي مقدمتها “دار الأيتام الإسلامية” تجوالها في المناطق، فيما انتهى نصب المجسمات التي ترحب بقدوم شهر رمضان المبارك. الزينة الأجمل لا شك أن شوارع بيروت بدت هذه السنة لجهة الزينة والإنارة فقيرة جداً، وقد تعود الأسباب للأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتفاقمة ولحالة الركود السائدة، ولولا أن “دار الأيتام الإسلامية” بادرت إلى زيادة محطات التزيين في الساحات العامة والمستديرات، فرفعت العدد من 14 إلى 18 ساعة، وفق المدير العام للدار محمد بركات، الذي أوضح أن “دار الأيتام” لم تتخلف يوماً خلال شهر رمضان المبارك عن القيام بكل مستلزمات هذا الشهر الفضيل، فمن يتجول في شوارع وأحياء العاصمة، يرى الأعلام واليافطات والشعارات الملونة فوق الأعمدة إلى جانب ميداليات ولوحات تحمل معاني الخير والبركة والتفاؤل، وتنتشر أشرعة مضيئة تنير ما يحمله الظلام الدامس، والبارز هذا العام الإعلان عن إجراء مسابقة لاختيار الزينة الأجمل، خصوصاً أن الأهالي هم الذين اعتادوا التزيين في مبادرات فردية، خفت وتيرتها هذه السنة لأسباب بعضها يعود لحالة “التقشف” الحاصلة على أكثر من صعيد. ويؤكد بركات أن الدار عملت هذه السنة وتعاونت مع 56 مؤسسة، وأطلقت سياسة منفتحة في مختلف المناطق اللبنانية، والأولوية للعاصمة وضاحيتها للنهوض بالمجتمع والبيئة على أسس سليمة وصحيحة. ويضيف “شعار “دار الأيتام الإسلامية” هذا العام كان “الإحسان ارتقاء بمن يحسن إليهم”، والمظاهر الرمضانية كان لها الوقع القيّم في نفوس الصائمين والمؤمنين، فأبرزنا لوحات المواكب ورموز شخصية “المسحراتي” عبر “مرحباً يا رمضان”، حيث عمدنا إلى الربط بين هذه الشخصية المحببة والقطاعات الإنتاجية، والهدف من وراء إبراز دور “المسحراتي” في تنبيه الناس إلى حقوقهم الاجتماعية والصحية وغيرها”. رسائل خير يقول بركات “لا وجود لخصوصية في المناطق ضمن عملنا، لأن المواكب الرمضانية الخاصة هي للجميع ومن أجل الجميع، ونحن اشتغلنا بقدر الإمكانيات المتاحة، نجحنا بالرغم من المعوقات العديدة والظروف القاهرة، ونحن بصدد تسيير وتنظيم موكب يضم 200 طفل يرتدون لباس “المسحراتي”، وهذا العمل جديد بتصميمه وتنظيمه ويدل على أننا نستبشر خيراً بمستقبل لبنان، ومواكبنا هي رسائل خير وتفاؤل بغد جديد بكل المقاييس”. وكانت الدار أطلقت حملتها الرمضانية قبل قدوم الشهر المبارك تحت شعار “الإحسان ارتقاء بمن يحسن إليهم”، وأهدافها تطبيق مفاهيم التغيير والتطوير للنهوض بأوضاع الفئات المحتاجة في المجتمع، واعتماد الاتقان كمفهوم تطويري. إلى جانب هذه المفاهيم الإنسانية تم تزيين جميع مراكز مؤسسات الرعاية، ورفعت اللافتات التي تحمل اسم الدار، وصور الأطفال مرفقة بعبارة “مركز أيتام الزكاة وقبول الصدقات والتبرعات”، وجميعها مفتوحة أمام المحسنين حيث يصار إلى تسلم التبرعات وإصدار الإيصالات وتسليمها للمتبرع. وبحسب الإحصاءات الرسمية فإن 47 ألف مواطن وأسرة في لبنان، يستفيدون من خدماتها، منهم 12 ألف يتيم ومعاق، بالإضافة إلى زيارة 35 ألف متبرع للدار في كل عام. أياد بيضاء يقول بركات إن “حجر الأساس لـ”دار الأيتام الإسلامية” وضع عام 1932، إلاّ أن انطلاقتها كانت سنة 1917، عندما قدمت جمعية “المقاصد الخيرية الإسلامية” قطعة أرض من أملاكها لإنشاء الدار التي هي الآن المركز الرئيسي لمؤسسات الرعاية الاجتماعية، ومنذ ذلك الوقت العلاقة وطيدة ووثيقة وقوية مع “المقاصد”، لأن الرسالة التي تربطنا معها هي واحدة، وأولها رسالة العلم والخير والرعاية والتنمية والإيمان العميق بالله عز وجل، ومن بعده بالوطن والمواطنين”. وحول المساهمين والداعمين لـ”دار الأيتام”، يوضح بركات “المساهمون في أعمال الخير والبر والتقوى كثر، ومن بين الذين أسهموا في بناء الدار، مفتي الجمهورية اللبنانية الراحل الشيخ محمد توفيق خالد، وهو أول من حق له استعمال لقب مفتي الجمهورية، وهو صاحب علم ومكانة متميزة ورؤية بعيدة المدى. وكذلك كان لوجيه بيروت عمر بك الداعوق دور كبير في دعم ومساندة الدار، ومواقفه المؤيدة للعروبة أفردت له مكانة خاصة لدى المسلمين، وقد تبرع مرات عدة لمؤسسات الرعاية من جيبه الشخصي وماله الخاص. وقد بنى غرفة في الدار على نفقته”. يتابع “أما العالم الشيخ أحمد عمر المحمصاني الذي وقف عام 1932 يوم وضع حجر الأساس لبناء الدار، فقد استهل كلامه بالآية الكريمة: “لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ”.. وتابع “كلنا نحب الذهب وأنا أيضاً، وأحب هذه الدار التي نضع حجر بنائها اليوم، وها آنذا افتتح متبرعا لها بمائة ليرة ذهبية، وهذا المبلغ كان يومها كبيراً جداً، وقد تمت الاستفادة من التبرع في بناء غرفة باسم الشيخ عمر وغرفة ثانية عن روح صديقه العلامة الشيخ محمد رشيد رضا”. تاريخ تأسيس دار الأيتام الإسلامية جاءت فكرة إنشاء دار الأيتام الإسلامية التي أبصرت النور خلال الحرب العالمية الأولى، بعدما حملت مجموعة من السيدات نواة الهدف، وعرضنها على جمال باشا، والغاية من المبادرة تعزيز دور المرأة وحضورها وممارستها العمل الخيري والاجتماعي، وهكذا تأسست “دار الأيتام” قبل إعلان “دولة لبنان الكبير” وقبل تحقيق الاستقلال في عام 1943، وقبل تأسيس “مصلحة الإنعاش الاجتماعي” في عام 1960 ووزارة الشؤون في عام 1993. والجدير بالذكر أن “دار الأيتام الإسلامية” تأسست بموجب مرسوم جمهوري يعترف باستقلاليتها، وليس بقرار سياسي أو جمعية أخذت ترخيصها من وزارة الداخلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©