رحالة ومقاتل

تحدثنا في الفترة السابقة عن الرحالتين ابن بطوطه وابن جبير واللذين قاما برحلاتهما عن طريق البر، مستغلين ركوب البحر في بعض مراحل الرحلات، وسوف نتحدث عن صاحب أول رحلة بحرية حول العالم، فرديناندو ماجلان الذي ولد سنة 1480 ميلادية تقريباً في سابروزا بالقرب من فيلا ريال ‏في مقاطعة تراس أو مانتيس ‏البرتغالية، وهو ابن ريو دي ماجلاوس، بعد وفاة والديه وهو في سن العاشرة انضم إلى حاشية الملكة إليانور ‏في البلاط الملكي البرتغالي بسبب ارث العائلة. حصل ماجلان على لقب ربان بعدما قام بالعديد من الرحلات البحرية لحبه الشديد للبحر والمغامرات، وقد نال اللقب لشجاعته ومهارته، غادر ماجلان البرتغال عام 1517 قاصداً اسبانيا، وهناك تزوج وحصل على الجنسية الاسبانية. كان ماجلان قد اعد مشروعا للإبحار حول الأرض والوصول الى جزر التوابل (اندونيسيا)، وذلك من خلال الإبحار غرباً، قام ماجلان يساعده الفلكي فاليرو بإعداد خطة الإبحار، وفي 1518 ميلادية وقع ماجلان وفاليرو وثيقة تم رفعها للملك واقترحا فيها الحصول على نسبة 5% من الغنائم التي سيحصلان عليها خلال رحلتهم والباقي للحكومة الإسبانية، على أن يتم تمويل الرحلة مادياً من خلال الحكومة الإسبانية. وفي أغسطس 1519 ميلادية أبحر اسطول ماجلان المكون من خمس سفن وعدد من البحارة تجاوز 280 رجلا من جنسيات مختلفة، توجهت الرحلة الى الجنوب ووصل ماجلان إلى ساحل امريكا الجنوبية حتى مصب نهر لابانا، وحاول ان يعبر إلى الجانب الآخر ولم يتمكن حتى وصل إلى ميناء سانت جوليان والذين أطلق عليهم البيتاجونيون أي أصحاب الأقدام الكبيرة. ثم غادر نحو الجنوب ووصل الى رأس الإحدى عشر عذراء مدخل المضيق الذي أسماه مضيق ماجلان وهو في أقصى جنوب أمريكا الجنوبية، وقد لقي ماجلان أثناء عبور المضيق الذي استغرق 38 يوماً، عددا من الصعوبات، حيث اتجه إلى الجانب الآخر لأمريكا الجنوبية حتى وصل إلى البحر الجنوبي الأعظم الذي أطلق عليه البحر الهادئ، ووصل بعد رحلة عناء شديدة الى جزيرة جوام ثم اتجه غرباً حتى وصل إلى جزر الفلبين، حيث استقر ماجلان ورجاله وتقرب من أمير الفلبين واتفق معه على ان يساعده في غزو بعض الجزر المجاورة وخلال هذه الغزوات قتل ماجلان في 1521 ميلادية. وعاد من رجال ماجلان 31 رجلاً فقط على ظهر السفينة الوحيدة المتبقية فيكتوريا التي أصبحت أول سفينة تبحر حو العالم. وحياكم الله إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية