الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيبولا.. رعب الانتشار في المدن الكبرى

1 سبتمبر 2014 23:40
تود فرانكل فريتاون - سيراليون جاء «إيبولا» من أقصى مدينة «فريتاون» يسعى ناشراً الموت والخوف. واضطر مستشفى «أولا ديورينج» وهو مركز علاج طب الأطفال الوحيد في سيراليون إلى إغلاق أبوابه بعد أن استقبل طفلاً في الرابعة من العمر، ثم تأكد أنه مصاب بفيروس «إيبولا». ولقي الطفل حتفه، والثلاثون طبيباً وممرضاً الذين اتصلوا بالمريض، احتجزوا في حجر صحي، وأجبروا على الانتظار 21 يوماً، وهي الفترة التي يتأكد فيها الإصابة بالمرض، ورفض من تبقى من أفراد الفريق الطبي العودة إلى العمل. وهنا في غرب أفريقيا، سجلت الدول الأكثر تضرراً وهي غينيا وليبيريا وسيراليون أكثر من 3000 حالة، منها 240 إصابة في فريق العاملين في الفرق الطبية في أسوأ تفشٍ للمرض منذ ظهوره. والآن ينتقل المرض من المناطق النائية إلى المدن المزدحمة مثل «فريتاون»، التي يكتظ بها 1,2 مليون نسمة. وبدأت مسيرة الفيروس إلى «فريتاون» ببطء. وظهرت أول حالة رسمياً في منتصف يوليو الماضي، ثم بعد ستة أسابيع، أصبح عدد الحالات 30 حالة. وعدد الحالات الآن يزيد على 40 حالة ويتوقع أن يرتفع العدد سريعاً. واقتصرت عمليات الانتشار السابقة على القرى النائية، حيث تساعد الجغرافيا على عمليات الاحتواء والتطويق الصحي. ويثير ظهور المرض في مدينة كبيرة مثل «فريتاون» أو «مونروفيا» عاصمة ليبيريا كوابيس فيروسية. والأسبوع الماضي، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن حالات الإصابة قد تبلغ 20 ألفاً في منطقة غرب أفريقيا. وقال «ديفيد نابارو» مبعوث الأمم المتحدة الجديد لتنسيق جهود مكافحة «إيبولا»: «لم تمر بنا تجربة مثل هذه من قبل فيما يتعلق بإيبولا... وعندما تدخل إيبولا المدن فإنها تكتسب بعداً جديداً». ومع وصول المرض إلى «فريتاون»، توقف الناس عن المصافحة والعناق، وانتشرت الأواني البلاستيكية المليئة بمحلول الكلورين المخفف أمام مقار العمل للتشجيع على غسل اليدين. والباعة الجائلون أصبحوا يبيعون القفازات الطبية مقابل دولار واحد بدلاً من بيعهم الفول السوداني والمظلات من قبل. وانتشرت شاحنات مزودة بمكبرات صوت تجوب المدينة وتطالب المواطنين بأن يغسلوا أيديهم وتحذرهم من الفيروس. و«إيبولا» هو اسم نهر في الكونغو اكتشفت بالقرب منه أول إصابة بالفيروس عام 1976. وليس للفيروس المسبب للحمى النزفية علاج، واحتمالات النجاة تساوي احتمالات الهلاك. واكتشاف المرض صعب لأن أعراضه المبكرة يصعب تمييزها عن أعراض الملاريا أو التيفود، وهي الأمراض الشائعة أثناء الفصل المطير. ولا ينتقل «إيبولا» عبر الهواء مثل الانفلونزا بل ينتقل عبر الاتصال بسوائل الجسم مثل الدم واللعاب والعرق. وظهرت أول حالة في سيراليون في مايو الماضي في منطقة «كايلاهون» النائية. وبعد شهر أصبح في البلاد 158 حالة. وفي يوليو الماضي، بلغ عدد الإصابات 533 حالة. وأعلنت حالة الطوارئ عبر البلاد. وأقام الجنود متاريس على الطرق لتطويق مناطق الإصابة الرئيسية في الريف، ما أعاد إلى الأذهان ذكريات الحرب الأهلية الوحشية في البلاد التي انتهت عام 2002. وتعاني سيراليون من قلة الأطباء وأكثر من نصف السكان يعيشون في فقر، وطالما عانوا الملاريا والكوليرا وحمى لاسا النزفية أيضاً التي تنقلها الفئران. وغادر بعض السكان «فريتاون» إلى بلدان أجنبية حتى تمر أزمة الفيروس. لكن الخروج من البلاد أصبح أصعب لأن عدداً من خطوط الطيران توقفت عن تسيير رحلات إلى مطار «لونجي» الدولي. وبناء على أوامر من الحكومة الفرنسية، الأسبوع الماضي، أصبحت شركة «آير فرانس» آخر هذه الخطوط الجوية التي توقف رحلاتها إلى البلد الواقع في غرب أفريقيا. وهناك احتمال كبير ألا يبدأ العام الدراسي في الموعد المقرر في التاسع من الشهر الجاري. ومديرو صناعات التعدين والعقاقير والمصارف الذين كانوا ينزلون عادة في فندق «لايتهاوس» غابوا عن الفندق الذي يقول مديره «أندرو دامواه» إن نسبة إشغال الغرف فيه بلغت 15 في المئة فقط. ومعظم نزلاء الفندق حالياً من الأطباء والممرضين الأجانب الذين يعالجون المرضى. والمستشفيات شاغرة أيضاً لأن السكان لا يدخلونها مخافة الإصابة بـ«إيبولا»، وشهدت مستشفى «كينيما» الحكومية وفاة 40 فرداً من الفرق الطبية بسبب «إيبولا»، وفي مستشفى «كوناوت» بـ«فريتاون» لقي الطبيب المشرف على جناح علاج «إيبولا» حتفه قبل أسبوعين. ومستشفى «كوناوت» هو المركز الطبي الرئيسي في المدينة. وجناح العزل الخاص بـ«إيبولا» في المستشفى هو جزء من نظام الفرز في البلاد. فالمرضى المشتبه في إصابتهم بالفيروس ينتظرون حتى ظهور نتيجة تحاليل المعامل قبل أن ينقلوا إلى مركزي المعالجة الوحيدين وهما منشأة في «كايلاهون» تديرها مجموعة «أطباء بلا حدود»، والمستشفى الحكومي في «كينيما». وتمنت «مارتا لادو»، وهي طبيبة إسبانية جاءت إلى البلاد في مارس الماضي والمسؤولة عن جناح فرز المرضى في مستشفى «كوناوت»، أن تحصل على المزيد من أفراد الفرق الطبية والإمدادات، لأن عمال الرعاية الصحية خائفون حقاً وليس لديهم ما يكفي من القفازات الواقية. و«منظمة أطباء بلا حدود»، حذرت من أن هناك عجزاً على امتداد العالم في البذات الوقائية التي تكسو الجسم بأكمله التي يرتديها عمال الرعاية الصحية عند تصديهم لعلاج «إيبولا»، وذكر مركز عمليات الطوارئ لمكافحة «إيبولا» في سيراليون أن عليه الانتظار ستة أسابيع للحصول على سيارات الإسعاف المجهزة لنقل مرضى «إيبولا». ومن المتوقع إنشاء مركز ثالث جديد لمعالجة «إيبولا» بالقرب من «فريتاون»، لكنه لن يكون جاهزاً للعمل قبل شهر، كما أرسلت جنوب أفريقيا معمل اختبار متنقلاً للكشف عن «إيبولا»، وهو يعمل بالفعل. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©