الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هناء المزروعي·· مناضلة أكاديمية في حقل المرأة

هناء المزروعي·· مناضلة أكاديمية في حقل المرأة
6 يناير 2008 00:22
رغم سنوات عمرها التي لم تتجاوز الثلاثين فإن هناء حمد علي المزروعي تسير بثبات وثقة نحو التفوق ابتداءً من المرحلة الابتدائية وصولاً إلى الجامعة، ومؤخراً حصلت على درجة الماجستير في الآداب بامتياز لتواصل رحلة تفوّقها، وتستعد الآن لرسالة الدكتوراة، وهي سعيدة بهذا الإنجاز، كما أنها اختيرت كأصغر باحثة اجتماعية في الإمارات عام 2006 من جمعية الاجتماعيين بالشارقة· تحظى تجربة هناء المزروعي باهتمام خاص لأنها متميزة في الحقل التعليمي، فقد نالت شهاداتِ تقدير وجوائزَ عديدةً لتفوّقها في كافة المراحل الدراسية· وهي مولودة لأب إماراتي، وأم قطرية· تخرجت من جامعة قطر، وحظيت بتكريم ''أمِّ الإمارات'' أثناء زيارة سموها لدولة قطر في نهاية التسعينات، لأنها حصلت على المركز الأول بتقدير امتياز على مستوى طلاب جامعة قطر· نقطة التحول في حياة هناء المزروعي عندما عملت بسفارة الإمارات بقطر كمتدربة في المكتب الثقافي لمدة عام تمهيداً لتعيينها، ثم عرض عليها لتفوّقها أن تكمل طريق الدراسات العليا، وخيرت بين الوظيفة والبعثة التعليمية في مصر فقبلت البعثة، واتجهت للدراسة في مصر على مدى أربع سنوات، وتمكنت من إعداد دراستين غاية في الأهمية: الأولى هي تمهيدي ماجستير حول الغزو الثقافي وتأثيره على أبناء الإمارات، والأخرى، رسالة ماجستير في علم الاجتماع ناقشتها مؤخراً وحصلت على الدرجة بتقدير امتياز من جامعة الإسكندرية، وكانت بعنوان ''التغيرات الثقافية والوعي الاجتماعي للمرأة الخليجية، دراسة مقارنة بين الإمارات و''قطر''، وتعد هذه الرسالة الأولى من نوعها في الدولة التي تناقش موضوع الوعي الاجتماعي من خلال المقارنة بين مجتمعين لديهما ظروف متشابهة مثل اكتشاف البترول في السبعينات، ورسوخ بعض العادات والتقاليد التي تحكم وضع المرأة في كل منهما برغم الاختلاف في بداية الاهتمام بالمرأة، حيث بدأ في الإمارات عام ،1973 في حين تأخر في قطر حتى عام ·1997 هناء المزروعي منذ جاءت إلى مصر لتدرس بها، قررت أن تكون قضية المرأة شغلها الشاغل، وقالت: إن المرأة حققت الانتصار في تأكيد قيمتها في المجتمع، وازداد الوعي لديها بأنها تمثل نصف المجتمع، والدراسات عن المرأة الخليجية عامة والإماراتية بصفة خاصة نادرة، وهو ما شجعها لإعداد دراسة متميزة تنتصر للمرأة· وأضافت أن إيمانها بقضية المرأة جعلها تنفق أربع سنوات من عمرها للبحث عن مفهوم الوعي الاجتماعي والتغير الثقافي للمرأة في كل من الإمارات وقطر من خلال التركيز على قضايا العمل والتعليم والزواج وطبيعة الوعي واتخاذ القرار في الأسرة بالنسبة للمرأة، وحفزها على المضي في طريقها البحثي حيث لا توجد دراسة عربية تناقش وضع المرأة بين مجتمعين تجمعهما ظروف متشابهة· وقد عكفت على إجراء الدراسة بالرجوع إلى عشرات المراجع العلمية مع المقابلات الشخصية مع ما يقرب من 281 من الرجال والنساء، منهم 142 من الإمارات، و139 من قطر، ومن كافة المراحل العمرية والمستويات التعليمية· وتقول هناء المزروعي: إنها ركزت في رسالتها على التعرف إلى مظاهر التغير الثقافي في المجتمعين الإماراتي والقطري كما تحددها المرأة، وتأكيد روافد تشكيل الوعي الاجتماعي للمرأة الخليجية وأبرزها الأسرة والتعليم ووسائل الإعلام والجمعيات النسائية، والجهود المبذولة لتنمية الوعي الاجتماعي للمرأة· وقد واجهتها معوقات كثيرة، منها كثرة التنقل بين مصر والإمارات وقطر، وتخوّف النساء من طرح الموضوع عليهن باعتباره مجهولاً وغامضاً إلى حد ما· وأكدت أن أوضاع المرأة الخليجية، خاصة في الإمارات وقطر، تمر بتحولات إيجابية منذ أوائل السبعينات وحتى الآن، وتتميز تجربة الإمارات بالنسبة للمرأة بأنها تدريجية وانسيابية منذ قيام الاتحاد النسائي في عام ،1973 ولا تزال المرأة تحظى باهتمام خاص من كل القيادات في الدولة· وقد صدر العام الماضي قرار مهم لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' بإنشاء مؤسسة التنمية الأسرية بأبوظبي التي تعنى بشؤون المرأة والأسرة وتنمية العمل الاجتماعي· وتضيف هناء المزروعي: إن مستقبل الوعي الاجتماعي للمرأة الخليجية بصفة عامة والإمارات وقطر بصفة خاصة يمكن أن يسير في اتجاهين متعارضين أحدهما متفائل والآخر متشائم، وتميل هي إلى الاتجاه الأول بحصول المرأة على كافة حقوقها الاجتماعية والاقتصادية، بشرط أن تستمر الدولة في توفير الوسائل التي تمكن المرأة من التعبير عن ذاتها· ويمكن تحقيق ذلك عن طريق إتاحة الفرصة للتعليم أمام الجميع، وتشجيع الجمعيات التي تهتم بالمرأة، وأن يلعب الإعلام دوراً ملموساً للقضاء على التمييز بين الذكور والإناث، وأن يتم الزواج بحرية كاملة من الطرفين، وأن يكون للزوجة الحق في القبول والرفض دون قهر، وفتح آفاق جديدة لعمل المرأة حتى تمكن الاستفادة من طاقاتها في التنمية والمساواة بين المرأة والرجل في العمل· وتؤكد أن الوعي الاجتماعي للمرأة الإماراتية حالياً أفضل منه في الماضي، وهذا الوعي عملية مركبة تبدأ مع الشخص منذ ميلاده وتستمر معه طوال الحياة، ولقناعتها بهذا تستعد لرسالة الدكتوراة حول تمكين المرأة الإماراتية ومشاركتها السياسية مع رصد للقوانين والقرارات حول أوضاع المرأة· وتأمل هناء المزروعي بعد الحصول على الدكتوراة العمل في مجال يخص المرأة حتى تفيد المجتمع·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©