الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

بلدية أبوظبي: إجراء مؤقت ومستعدون لبحث الشكاوى

19 أكتوبر 2006 01:09
حمد الكعبي: كشفت جولة ''الإتحاد'' الميداينة في منطقة الخالدية بأبوظبي عن وجود سكن خاص لعمال تابعين لأحدى الشركات قامت دائرة البلديات ''بلدية أبوظبي '' بمنحه للشركة بعد ما خصخصت الدائرة هذا القطاع، يقع سكن العمال في حي سكني وسط بيوت عائلات تقطن في هذا الحي منذ ما يقارب من 20 عاما، مما يسبب إزعاجا مستمرا لها· خصوصا أن السكن العمالي يرتكب العديد من المخالفات الجسيمة ضد القاطنين في المنطقة الذين اعترضوا على وجود سكن للعمال بينهم، والذي يعتبر ضد الخطط المستقبلية التي رسمتها الدولة في إيجاد مجمعات سكنية متكاملة للعمالة في مناطق محددة ومناسبة لتلك الفئة· رصدت ''الاتحاد'' العديد من المخالفات للعمال في المنطقة في مقدمتها المخالفات الصحية حيث يقطن في الغرفة الواحدة أكثر من 15 عاملا مما يهدد بانتشار الأمراض المعدية في المنطقة بالإضافة إلى المخالفات الاجتماعية حيث تكرر ارتكاب العديد من السرقات وغياب وجود جهة رقابية على السكن، ويقطن في السكن الذي استأجرته الشركة من البلدية أكثر من 80 عاملا في 4 حجرات يشتركون بدورة مياة واحدة، مما يتسبب في مشاكل ومشادات يومية بين العمال ويتسبب هذا التكدس الغير طبيعي بمخلفات '' قمامة '' تهدد المنطقة بانتشار القوارض والزواحف وانتشار الأمراض وقال محمد أرشد أحد القاطنين في سكنة العمال المخصصة لهم من قبل دائرة البلديات والزراعة بالخالدية من خلال الشركة، إنه يعمل منذ فترة بإحدى الشركات التي تعمل مع البلدية بعد الخصخصة التي أدخلتها البلديات في أقسامها ودوائرها المختلفة، ويقول أنه بعد الخصخصة لم يتغير على العمالة أي شي سوى تقليل الرواتب التي يحصلون عليها، حيث يحصل العامل على 450 درهما من الشركة أما السكن فكان ولا يزال في نفس المكان في الخالدية، ويقول أن طبيعة الحياة في السكن الجماعي رديئة بسبب اختلاف طبائع العمالة وثقافاتهم ، ويقول أن الأمراض تنتشر بسرعة بينهم خصوصا أمراض الأنفلونزا والأمراض المعدية، وأعرب محمد أرشد عن تذمره من سوء السكن وكثرة عدد المشاكل التي تنشب بين العمال مؤكدا أنه لا يوجد من يتابع أوضاعهم في السكن من الشركة ولا من البلديات· غير صالح من جهته قال راجو ''عامل'' إن أكثر من 15 عاملا يسكنون في نفس الحجرة التي يسكنها وجميعهم يعملون في الشركة التي اتفقت مع البلدية حسب ما قال على هذا السكن، ويرى راجو أن مشكلته الأساسية تدني الراتب حيث يتقاضى راتبا شهريا يصل إلى 400 درهم لا تفي بأداء حوائجه الأساسية، وقال إن المرتبات وصلت إلى نصف الراتب الذي كانوا يحصلون عليه قبل خصخصة القسم الذي يعملون به، أما السكن الذي يقطنه هو وزملاؤه فهو لا يصلح للسكنى ومكان غير نظيف وغير صحي حسب ما يقول، لأنه إذا ما مرض أي فرد سرعان ما ينتشر المرض إلى كل العمال الموجودين في غرفته وبالتالي يتنقل المرض من غرفة إلى أخرى، وقال راجو أنه لا يحتك بأبناء ''الفريج'' ويبرر ذلك بأن الأطفال في الفريج نوعان : الأول فهو ''من يقومون بالشتائم'' ، والنوع الآخر ''من يكون في حالة رعب وخوف أول ما ينظر إلينا''· وتبسم راجو قائلا : '' أنا أعلم أن مظهري مخيف وشكلي مرعب '' وغريب عن طبيعة أشكال أهل هذه المنطقة ، ويؤكد أنه لا يوجد أحد من زملائه تعرض لأي فرد بالمنطقة منذ أن قدم راجو إليها مشيرا إلى أن مشاكلهم تظل محصورة في إطار السكن الذي يعيشون فيه· وقال بارومورا امولولامبا ''عامل جديد'' انضم إلى العمل في الشركة منذ فترة وجيزة، وجاء ليسكن في هذا المكان الجماعي ،ان الشركة عندما تعاقدت معه في بلاده وعدته بالعديد من الامتيازات من سكن ترفيهي وراتب مغر وأمور أخرى دفعت به إلى ترك كل حياته والمسارعة لقبول العقد وأضاف '' للأسف كل الاتفاقات التي تمت معي وجدت أنها غير صحيحة عندما لامست الواقع '' أننا نعيش هنا وكأننا نعيش في أفقر الأحياء في بلدتنا، لا فرق بينهما سوى أن هنا سكنات جماعية وهناك فردية أو مع العائلة· وأكد بارومورا أنه يعتزم إنهاء العقد مع الشركة والعودة إلى بلاده · لا نريد الشكوى من جهته طلب شعيب الذي يعمل في الشركة ويسكن في نفس المكان من ''الإتحاد'' عدم التصوير وبشدة، وقال ''نحن لا نريد الشكوى على البلديات أو على الشركة التي نعمل بها، حتى لا يقومون بفصلنا من العمل، ونحن في أمس الحاجة للعمل، يؤكد أنه لا مخالفات ولامشاكل بسكنهم خوفا على وظيفته، مشيرا إلى أن عدد العمال الموجودين في أربع غرف نوم هو 80 عاملا مع المشرفين على السكن 5 عمال، وقال إنهم جميعا يستخدمون دورة مياه واحدة، ومطبخ واحد! وأضاف أنه يصل من عمله بنفس الأوقات التي يصل فيها جميع العمال، ويتوجهون لأعمالهم في نفس الوقت مما يسبب أزمة فعلية للجميع ونشوب نزاعات بين العمال أصبح أمرا عاديا وبشكل يومي · عذاب العائلات قال سلطان سعيد الذي يسكن بالقرب من سكن العمال إن هذا السكن مخالف بكل محتوياته وتفاصيله فهو لا يحترم حقوق العمالة من توفير السكن الملائم له بالطرق التي تتماشى مع توجهات العاصمة في الفترة الأخيرة، ولم يحترم حق العائلات التي تسكن هذه المنطقة والتي تخشى على أفرادها خصوصا الأطفال من التعرض لأي مشكلة مع وجود ما يقارب من 80 عاملا في بيت واحد يتوسطون عائلات مواطنة، ليس لهم ذنب أن تعرضوا لمشاكل مع تلك الفئة التي تختلف عنهم في الثقافة والعادات والتقاليد والثقافة ، يشاهدون يوميا مناظر لم يعتادو عليها من قبل، فالعمالة بعد ما يرجعون من عملهم تجدهم أجسادا بشرية عارية لا يخجلون· المشكلة تتفاقم من جانبه قال خليفة راشد أن السكن العمالي للبلدية قام بالتضييق على المواطنين القاطنين في المنطقة و المشكلة تتفاقم يوما بعد يوم بعد أن خصخصت دائرة البلدية هذا القطاع بحيث تقوم الشركة بنفس الدور الذي كانت البلدية تقوم به بل وأضافت أعدادا هائلة من العمالة عن العدد الذي كان موجودا من قبل وتلك كارثة، ويتساءل خليفة أين دور البلدية في هذه الأزمة ؟ أين موقفها من الذين يخالفون القوانين التي من المفترض أن تطبقها دائرة البلديات بذاتها؟ أي عليها وعلى غيرها· ويقول خليفة راشد بدل أن ترفض البلديات هذا الوضع السيء والمخل، هي التي تمارسه وتقوم على تشجيعه! الرحيل أفضل من جهته يقول سعيد أحمد أنه منذ حوالي سنتين استأجر فيللا بالقرب من سكن العمال، ولكنه لم يكن يعلم بوجود سكن للعمال يجاور الفيللا التي استأجرها، ويقول أنه قرر بعد انتهاء عقد الإيجار الرحيل من المنطقة خوفا على أبنائه، مشيرا إلى أنه لا يستطيع أن يحبسهم في البيت، فلابد لهم من الخروج والتعرف على أبناء الحي الذي ينتمون إليه، وممارسة حياتهم الاجتماعية من دون خوف أو تعرض لمواقف محرجة كأن يشاهدون رجلاعريانا، لا يغطي جسده سوى قطعة قماش بالية، لا تستر عورته كاملة، والبعض تجده ينشر الغسيل وهو عريان والآخر مرمي على باب السكن يدخن السيجارة، ومناظر مريبة ومخلة· التذمر بدأ جاسم ''من سكان المنطقة '' حديثه مع ''الإتحاد'' بالتذمر والتأفف وقال إن البلدية هي الجهة الوحيدة التي تحارب وترفض من يقومون بذلك العمل من القطاع الخاص فكيف تقوم به هي؟ أين القوانين التي تمنع تجمعات العمالة بين العائلات ؟ ويشير جاسم أننا إذا لم نكن نرتاح في بيوتنا فأين سوف نرتاح ؟ البلدية بذلك ضربت جميع القوانين بعرض الحائط! فهي التي أسست ذلك السكن لعمالها وبعد أن خصخصت هذا المجال كان يجب عليها أن تطبق شروطها وقوانينها على الشركة التي استلمت المشروع، وكان يفترض على الأقل أن تبقي الوضع على ماكان عليه في السابق ولا تسمح للشركة بجلب المزيد من العمالة إلى السكن الذي لا يتسع لأكثر من 20 عاملا على فرض أن كل أربعة عمال في غرفة·الشركة جلبت عمالة بأعداد غير طبيعية إلى السكن ويقطن في الغرفة الواحدة 20 عاملا وأضحى السكن تجمعا عماليا بمعنى الكلمة في وسط حي سكني وهذا غير معقول وغير مقبول· وأشـــــــار جاســــــم إلى لافتة معلقة على المبنى توضــــــح أن المبنى يتبــــــع للبلــــــديات ويقول : ''كتب على اللوحــــــة إدارة الصحــــة العامـــــة'' فضحــــــك قائـــــــلا ''باب النجـــــار مخلع'' فهم لا يلتزمون بأســـــاســـــــيات الصحة العامة ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©