الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سعد مصلوح: نعيش في عصر لم نهيئ أبناءنا له معرفياً

سعد مصلوح: نعيش في عصر لم نهيئ أبناءنا له معرفياً
11 نوفمبر 2010 23:37
أكد الباحث المصري الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح أن اللغة العربية تختلف عن لغات العالم كونها اللغة الوحيدة التي تجمع في تراكيبها أربعة من ستة أنماط موزعة على لغات العالم المختلفة، هذا بالإضافة إلى أنها من اللغات ذات النسق الحر. وأضاف: “كما أن اللغة العربية تختص بنظام عروضي غني قلّ مثيله، إذ تمتاز بإمكانية كتابة عدد لا متناهٍ من القصائد فيها على قافية واحدة، وهذا ما لمسناه منذ نشأة الشعر في العصر الجاهلي إلى الآن. كما تمتاز العربية بقدرتها على تضمين مقاصد البلاغة في التركيب النحوي بأشكال مختلفة عدة، ويعتبر ذلك ميزة إضافية إليها”. جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمتها إدارة الثقافة والفنون في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أمس الأول، في المسرح الوطني بأبوظبي، تحت عنوان “اللغة العربية والدراسات البينية”، وقدم فيها الباحث الدكتور سعد مصلوح قراءة لحاضر اللغة العربية وما تعانيه من الحيرة والتجاذب في الدراسات والبحوث، بحضور عدد من الأدباء والمختصين باللغة العربية والمهتمين بالطروحات النظرية حول اللغة. وفي تقديمه للمحاضر قال الدكتور صائل شديد أستاذ اللغة العربية بكلية التقنية العليا بأبوظبي: “إن الدكتور سعد مصلوح، علم من أعلام اللغة والدراسات اللسانية وهو هنا يضع الأسئلة حول علاقة اللغة العربية بالعلوم الأخرى والظواهر الماثلة في تداول اللغة العربية”. وأشار شديد إلى تاريخ الدكتور سعد مصلوح المعرفي ومساهماته الثقافية منذ حصوله على درجة الماجستير في اللغة العربية من دار العلوم بجامعة القاهرة، مروراً بحصوله على الدكتوراه من جامعة موسكو حتى أستاذيته الآن في جامعة الكويت، وقبلها في آداب بني سويف وجامعة الملك عبد العزيز في السعودية، وأهمية كتبه ومنها: “في نظرية الترجمة” الذي فاز به في جائزة الشيخ زايد للكتاب عن فرع الترجمة”. ثم استهل الدكتور سعد مصلوح المحاضرة التي افترضها مناقشة معرفية تطمح إلى أن تكون - بحسب قوله - مفاعلة، ومداخلة بين المحاضر والجمهور. وأكد أن صيرورة البحث المعرفي قد أصابها التغير، خاصة في العقود الثلاثة الأخيرة. وقال: “أجد أن حاضر الثقافة العربية يتنازعها قطبان، متعارضان وهما أولاً التخصص وثانياً التداخل المعرفي أو البينية”. وعرف مصلوح مصطلح البينية بأنه بنية تعالق أو تقاطع أو تشابك معرفي بين العلوم المختلفة، وأكد أننا بحاجة إلى تغيير القبلة البحثية من أحادية التخصص إلى تعالق التخصصات أي - بحسب تعبيره - الذهاب إلى البينية بين العلوم. وتساءل مصلوح: “هل كان أسلافنا أصدق نظراً وأعمق فهماً للصلات الشائكة بين المعارف؟”. وأجاب: “لقد درج المتقدمون على تقسيم العلوم إلى علوم الغايات، وهي العقائد والأديان، وعلوم الوسائل، وهي البلاغة والنحو والصرف، وأجد أن هذه قسمة نظرية، ولكن على الجانب التطبيقي نجد تداخلاً لديهم بينها، ولذا قال الشافعي: “إن تعلم النحو من الواجبات” كونه يشير إلى أن النحو يتوصل به إلى إعجاز القرآن فهو واجب”. وتحدث مصلوح عن طبيعة توجهنا للمعارف وافترض أننا نعيش في عصر لم نهيئ أبناءنا له، في التعليم الثانوي وحتى الجامعي، إذ بدأنا بخلق فجوة معرفية حين قسمنا بين العلمي والأدبي ثم عززنا هذه الفجوة عند طالب اللغة العربية في التشعيب بين اللغوي والأدبي. وأشار مصلوح إلى أن علم اللسانيات - وهو العلم الذي يشتغل عليه منذ سنوات طويلة - يتضمن الصوتيات التي تدخل في علوم اللغة، وفي هندسة الاتصال، وفي الطب والتشريح، وعلم الكلام، وفي فنون الأداء المسرحي. واعتبر علم الدلالة نافذة اللسانيات على المعارف المختلفة، وطرح مصلوح سبل ردم وتجاوز الفجوة بين التخصصات عبر إيصال ما بينها من علائق، وذلك في إطار تغيير فلسفتنا التعليمية. وأشار إلى أن الإسلام قد أرسى ثلاثة مستويات، وهي أولاً تأسيس حوار معرفي بين العلوم، وثانياً خلق حوار علمي داخل الكتاب الواحد، وثالثاً تحاور أجيال الباحثين من أجدادنا، وهذا ما نجده في كتب التهافت. وقال: “القضية باختصار أنني أعتقد أن أجدادنا كانوا أصفى نظراً وأدق علمياً وأبرع تناولاً حينما أدركوا أن التعالق المعرفي هو الذي شكّل معارفهم التي كتبوا فيها”، ثم أغنى الحضور المحاضرة بطروحات كثيرة حول زوايا متعددة تخص بنية اللغة العربية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©