بغداد- عواصم- وكالات الأنباء: برزت ملامح استراتيجية أميركية جديدة في العراق أمس في اتجاه تغليب الحل السياسي على العسكري، حيث اعترف وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد لأول مرة بأن تحقيق النصر في العراق سيحتاج في نهاية الأمر إلى حلول سياسية إلى جانب القوة العسكرية· في الوقت ذاته كشفت صحيفة ''فاينانشيال تايمز'' البريطانية أن واشنطن تمارس ضغوطاً على الحكومة العراقية لإصدار ما وصفته بـ''عفو شامل'' عن المتمردين بغرض وقف العنف وتطبيع الوضع في العراق·
وأكد رئيس لجنة الكونجرس الخاصة بالعراق ووزير الخارجية الأميركي الأسبق جيمس بيكر أنه لا يوجد ''حل سحري'' للحالة العراقية، ووصف الوضع بأنه ''فوضى عارمة''· ويعتزم بيكر تقديم تقرير بشأن إجراء تغييرات في الاستراتيجية الأميركية بالعراق مطلع العام المقبل·
وفي لندن، أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أن الانسحاب من العراق مبكراً سيكون ''كارثة''، ولكنه أكد في الوقت نفسه تصميمه على سحب الجنود البريطانيين تدريجياً لئلا يتحول وجودهم إلى ''استفزاز'' للعراقيين·
وعلى صعيد التحركات الداخلية لوضع حد للعنف الطائفي، زار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي كلا من المرجع الديني علي السيستاني والزعيم الديني مقتدى الصدر في مدينة النجف· وأكد المالكي أن الجميع يتحرك من أجل إيجاد أجواء الوفاق والمصالحة الوطنية وفرض السلم في البلاد· وأعلن مصدر بمنظمة المؤتمر الإسلامي أن المرجعيات السنية والشيعية العراقية ستوقع غداً ''وثيقة مكة'' بهدف حقن الدماء في العراق· وأوضح المصدر أن المرجعيات ستصل إلى مكة المكرمة اليوم·
وعلى الصعيد الميداني، واجهت القوات الأميركية أحد أسوأ أيامها حيث أعلنت مقتل 10 من جنودها في بغداد ومحافظتي الأنبار وديالى ليرتفع عدد القتلى الأميركيين خلال شهر أكتوبر إلى 67 جندياً· ومن ناحية أخرى، اغتيل عقيد عراقي بالاستخبارات وأربعة من حراسه في انفجار عبوة ناسفة بالعمارة، فيما قتل 3 جنود عراقيين في انفجار عبوة ناسفة بكركوك·
عدد اليوم
