الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

جيشا شمال وجنوب السودان يرفضان العودة للحرب

جيشا شمال وجنوب السودان يرفضان العودة للحرب
11 نوفمبر 2010 23:48
أعلن وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين ونظيره الجنوبي نيال دينق نيال أمس أن السودان لن يعود إلى الحرب الأهلية بين شماله وجنوبه مهما كانت نتيجة استفتاء يناير حول مصير جنوب السودان. وقال حسين في مؤتمر صحفي نادر للرجلين في الخرطوم “اتفقنا على أن الحرب ليست خيارنا ونحن قادرون على أن تكون عملية الاستفتاء دعما للأمن والاستقرار مهما كانت نتيجة الاستفتاء”. من جانبه قال نيال دينق نيال وزير الدفاع في (الحركة الشعبية لتحرير السودان سابقا) (جنوب) في المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر وزارة الدفاع بالخرطوم إنه “من خلال الحوار الذي جرى أمس(الأول) واليوم (أمس) اتفقنا على أن لا عودة إلى الحرب”. ويفترض أن يختار سكان جنوب السودان في استفتاء مقرر في التاسع من يناير بين البقاء في سودان موحد أو الانفصال عنه. ويواصل حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان التي تحكم منطقة الحكم شبه الذاتي في جنوب السودان هذا الأسبوع مناقشاتهم حول رهانات ما بعد الاستفتاء. وتناولت المناقشات أربع قضايا أساسية يجب تسويتها لضمان فترة انتقالية سلمية بعد الاقتراع وهي المواطنة والأمن والموارد الطبيعية مثل النفط واحترام الاتفاقيات الدولية لا سيما تقاسم مياه النيل. وفي هذا السياق ، كشف رئيس لجنة حكماء أفريقيا ثامبو امبيكي عن إحراز تقدم في المباحثات حول قضايا الاستفتاء وابيي وترسيم الحدود بين الشمال والجنوب الجارية في الخرطوم بين شريكي الحكم في السودان مؤكدا أن المباحثات تسير بصورة جيدة وقد أحرزت تقدما ملموسا.وقال امبيكي إنه اطلع الرئيس السوداني عمر البشير بالتقدم الذي تم إحرازه في المباحث لكنه لم يكشف للصحفيين تفاصيل بشأنه، مشيرا إلى أن الرئيس عمر البشير قد وجه باستمرار المباحثات لحين التوصل إلي حلول نهائية للقضايا العالقة كافة.وكان الوسطاء وفي مقدمتهم لجنة امبيكي قد منحت الشريكين مهلة لمدة خمسة أيام انتهت أمس للتوصل إلى حل بشأن القضايا محل الخلاف بينهما، لكنه أشار أمس إلى أن المباحثات ستتواصل لمدة لم يحددها هذه المرة. وكشف مسؤول حكومي لـ”الاتحاد”أن التقدم الذي طرأ على المباحثات يتعلق بملف ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب والذي قال إنه”شهد سلاسة في الطرح والتناول”، مشيرا إلى أن الاتفاق حول استفتاء أبيي “ما زال متعثرا ما يرجح تأجيله باتفاق الشريكين إلى ما بعد استفتاء الجنوب”. وفي واشنطن أقرت الولايات المتحدة بصعوبة إجراء استفتاء منطقة أبيي الغنية بالنفط في السودان في موعده المحدد مطلع العام المقبل، بالتزامن مع استفتاء الجنوب، ونفت الاتهامات التي تشير إلى أن واشنطن تريد انفصال جنوب السودان عن شماله. وقالت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها المصري أحمد أبو الغيط إن الاتفاق الشامل بين شريكي الحكم في السودان حزب (المؤتمر الوطني) و(الحركة الشعبية لتحرير السودان) حول أبيي وقضايا عالقة أخرى “أمر قد لا يتحقق قبل موعد الاستفتاء” لكنها أضافت أن هذا لا يعني تغيراً في موقف الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها ستواصل تحميل الشمال والجنوب مسؤولية التوصل إلى اتفاق سلمي يلبي تطلعات الجميع.وأضافت كلينتون “ما دأبت الولايات المتحدة على فعله وكذلك المصريون والاتحاد الأفريقي وآخرون هو حث الطرفين على الجلوس معا للتمعن مليا في تلك القضايا والتوصل إلى حل بشأنها”.وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة ستواصل السعي للتوصل عن طريق التفاوض إلى اتفاق لجميع المسائل العالقة بين الجانبين ربما قبل إجراء الاستفتاءين. وأضافت قائلة “إما أن يبقيا متزوجين ويتحسن حالهما أو أن يحصلا على الطلاق وفي هذه الحالة يجب أن يكون طلاقا سلمياً ومدنياً”. وعن أبيي، قالت كلينتون “إننا نريد حلا للقضايا العالقة وهذا أمر قد لا يتحقق قبل موعد الاستفتاء، لكن هناك جهودا هائلة وضغوطا كبيرة تبذل من كل جيران السودان وآخرين من أجل إقناع الطرفين بالجلوس على مائدة التفاوض والتباحث بشأن تلك القضايا وضرورة اتخاذ قرار بشأنها من أجل الحصول على نتيجة سلمية”.وكانت واشنطن قد رفضت مقترحا مصريا بتأسيس نظام كونفدرالي بين شمال السودان وجنوبه، مشيرة إلى أن اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب تنص على أن من حق شعب جنوب السودان تقرير مصيره، وأن الولايات المتحدة تنتظر نتائج الاستفتاء المقرر يوم التاسع من يناير المقبل. من ناحيته، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ السناتور جون كيري الأربعاء إن الحكومة السودانية تنتظر عرضا جديدا من الرئيس أوباما وتفضل التوصل إلى اتفاق متفاوض عليه بشأن منطقة أبيي المتنازع عليها.وأعرب كيري في تصريح للصحفيين عن تفاؤل حذر بشأن الاستفتاء المزمع إجراؤه في يناير القادم، مشيرا إلى أن المسار كان بطيئا جدا لكن هناك إمكانية لإحراز تقدم. من جانبه، قال رئيس بعثة الولايات المتحدة الخاصة بمساندة مفاوضات السودان برينستون ليمان في تصريحات لـ”راديو سوا” الأميركية إنه “من المعروف أن قضية أبيي في غاية الصعوبة، وللجانبين العديد من المصالح والمشاعر المتعلقة بها، ولم نتوصل إلى تسوية بشأنها حتى الآن”.وأضاف أن “اللجنة العليا للاتحاد الأفريقي تواصل مفاوضاتها حول قضايا الجنوب، وعلى رأسها قضية أبيي، ونأمل أن تتوصل الجهات المعنية إلى حل في المستقبل القريب”.وأعرب عن اعتقاده بأن الأطراف “وصلت إلى نقطة تشير إلى أنه سيكون من الصعب جدا إجراء الاستفتاء الخاص بأبيي في موعده”.وتابع ليمان قائلا إنه “إلى أن يتوافر لنا خيار آخر، يظل الاستفتاء هو الهدف الذي نسعى إلى تحقيقه حسب الاتفاق الذي تم التوصل إليه”. ونفى المسؤول الأميركي صحة الاتهامات التي تشير إلى أن واشنطن تريد انفصال جنوب السودان عن شماله، مؤكدا أن الولايات المتحدة تريد «احترام اتفاقية السلام الشامل التي تعطي الحق لسكان الجنوب في اختيار مصيرهم والتصويت للانفصال أو الوحدة». وتابع قائلا إنه «ليس لدينا أي أفضلية لأي من الجانبين، ونريد الاعتراف بالنتائج مهما كانت، وتجنب الحرب الأهلية» مشيرا إلى أن واشنطن «ستتعامل مع السودان الموحد أو مع الجانبين إذا قرر الشعب الانفصال». كما نفى المسؤول الأميركي أن تكون الولايات المتحدة تفرض ضغوطا على الشمال لتنظيم استفتائي الجنوب وأبيي في موعدهما، غير أنه أكد في الوقت ذاته حرص واشنطن على تنفيذ اتفاقية السلام الشامل.وقال إنه “من المهم بالنسبة لحكومة الخرطوم و(الحركة الشعبية لتحرير السودان) الالتزام باتفاقية السلام الشامل من أجل تطبيع العلاقات، كما أنه من المهم لهما المضي قدما للتوصل إلى تسوية، ، وهذه هي الرسالة التي نحن بصدد إبلاغها”. وفي الخرطوم ، اتهمت وزارة الداخلية السودانية منظمات طوعية بـ”التجسس لصالح دول أجنبية تسعي لإنفاذ مخطط تخريب لإفشال عملية استفتاء جنوب السودان” لكنها رفضت الكشف عن تلك الدول مشيرة إلى “خطورة الأساليب التي تتبعها لإتمام مهمتها عبر استقطاب الشباب لزرع الفتن والكراهية بين الجنوب والشمال حال الانفصال”. وتوقعت وزارة الداخلية أن “تصاحب عملية الاستفتاء مخاطر ومهددات أمنية تتطلب خططا مغايرة لخطة التي اتبعتها في فترة الانتخابات لإحكام السيطرة علي الوضع الأمني وتأمين المواطنين من المخاطر المتوقعة”.ورجحت الوزارة قيام الأحزاب المعارضة بتعبئة قواعدها للخروج في مسيرات مناهضة للنظام في الخرطوم بحجة عدم شرعيته عقب الانفصال. وقال نائب المدير العام لقوات الشرطة السودانية العادل العاجب إن المرحلة المقبلة تتطلب خططاً محكمة للسيطرة على الأمن وتجنيب البلاد سيناريوهات عنف محتملة بالتزامن مع موعد الاستفتاء علي مصير الجنوب مشيرا إلى أن أهمية تضافر جهود كل الأنظمة العدلية والأمنية لتأمين المواطنين من المخاطر المتوقعة.وأكد العاجب لدى مخاطبته سمنار “تحديات الاستفتاء”أن التدخل الأجنبي في شؤون البلاد يهدف لإسقاط الدولة ووقف التقدم الذي أحرزه السودان في مشاريع التنمية وزعزعة الاستقرار والتعايش السلمي بين أفراد المجتمع واعتبر الفصائل الجنوبية المسلحة الموجودة في الشمال أحد مهددات الأمن والاستقرار حال انفصال الجنوب.
المصدر: الخرطوم ، واشنطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©