الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرشدون الصغار.. من هنا تبدأ الأحلام

المرشدون الصغار.. من هنا تبدأ الأحلام
13 أغسطس 2015 22:50
أحمد السعداوي (أبوظبي) برنامج «المرشد الصغير»، الذي ينظمه مركز جامع الشيخ زايد الكبير، يعد من أفضل الأنشطة التي تشهدها العاصمة الإماراتية خلال فصل الصيف، لما يتعلمه المنتسبون من مهارات ومعارف متنوعة تترسخ لديهم في أعمارهم الصغيرة، وتسهم في تكوين شخصياتهم، فيصبحون أكثر ثقة في النفس وقدرة على التعامل مع الآخرين، وفي النهاية إظهار الصورة الحضارية للدولة على أفضل ما يكون أمام الأعداد الهائلة التي تزور جامع الشيخ زايد الكبير سنوياً، حتى أنه أصبح واحداً من أهم الوجهات الحضارية والسياحية والثقافية التي يقصدها الناس في أرجاء المعمورة. تقول موزة أحمد المنصوري، اختصاصي إرشاد ثقافي في مركز جامع الشيخ زايد الكبير بأبوظبي، إن برنامج «المرشد الصغير»، انطلق في السادس والعشرين من يوليو الماضي وينتهي في الثامن والعشرين من أغسطس الحالي، مقدماً لأطفال الإمارات، وجبة معرفية ثقافية متنوعة، وبأسلوب شيق يتناسب مع أعمارهم الصغيرة بما يسهم في إكسابهم معارف جديدة ومهارات شخصية مفيدة ترافقهم طوال حياتهم. أسابيع خمسة وتشرح المنصوري؛ أن فترة البرنامج مقسمة على خمسة أسابيع، الأسبوعان الأولان، تدريب نظري، وتقديم لمحة عن مسيرة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ودوره في تأسيس الدولة ووضع قواعد النهضة بها، ومعلومات عن جامع الشيخ زايد والعمارة الإسلامية، والسياحة في إمارة أبوظبي، والثقافة الإماراتية، وأشهر المصممين المعماريين الذين اسهموا في بناء وإنجاز هذا الصرح المعماري الرائع الذي شهد له الجميع. والأسبوعان التاليان، تطبيق عملي على ما تعلموه من خلال جولات مشتركة بين الطلاب بإشراف المدربين، وخلال هذه الجولات، يقوم الطلاب بشرح ما تعلموه على المدرب، لبيان مدى الإفادة من البرنامج، وما تعلموه على مدى الأسبوعين، ثم يتم اختيار الفريق المميز بين الطلاب للالتحاق بالفريق المميز من الدفعة الأولى، من أجل تهيئتهم بشكل احترافي للعمل كمرشدين ثقافيين في الجامع مستقبلاً. وتتابع المنصوري: أما الأسبوع الأخير، فيتضمن تدريباً نظرياً أمام الزائرين، من خلال عمل جولات فعلية أمامهم، ويتخلل هذا النشاط قيام كل طالب بتقديم فقرة من الجولة إلى الزائرين، الأمر الذي يبهر الزوار ويجعلهم في حالة اندهاش أن مجموعة من الصغار في هذا العمر، يمتلكون هذا الكم من معلومات ومعارف وثقة بالنفس تجعلهم قادرين على أن يكونوا أشخاصا مميزين في المستقبل. وتضيف: وأثناء هذا الأسبوع نقدم للطلاب ورش عمل، تضيف إليهم مهارات جديدة توسع مداركهم في الشرح عن الجامع ومحتوياته، إذ أخذنا واحدة من الأشياء المتوافرة في الجامع، وهي الثريات وطريقة عملها بالألياف الزجاجية الضوئية، بحيث ندربهم على استخدام تقنية عمل الثريات بالألياف الضوئية بشرح تفصيلاتها للطلاب من خلال صنع جهاز مبسط يعمل بهذه التقنية. ثالثة فعاليات الأسبوع الأخير تتمثل في تنظيم رحلة للطلاب إلى قصر الحصن ومن خلالها يتعرفون إلى كثير من المعارف عن العادات والتقاليد الإماراتية، وكيف كان يعيش الأقدمون وما الوسائل والأساليب التي اعتمدوا عليها في حياتهم في الزمن القديم. شروط الالتحاق وتبين اختصاصي الإرشاد الثقافي في مركز جامع الشيخ زايد الكبير، أن شروط الالتحاق في دورات المرشد الصغير، أن يكون الطالب مواطناً ويكون عمره من 11 إلى 15 سنة، مشيرة إلى أن فترة التدريب النظري التي خضع لها الطلاب اتسمت بالخروج عن النمطية، عبر تنظيم مسابقات ترفيهية وتثقيفية يتعلم فيها الطفل بشكل حيوي وفعال الأهداف المرجوة من البرنامج، وعلى سبيل المثال هناك مسابقة «اشهر المساجد في العالم»، التي يأخذها منتسبو البرنامج كواجب منزلي، وفي اليوم التالي نعرض عليهم صوراً فيقومون بالتعرف إليها، وهكذا تدور المسابقة وتزداد معارف الطلاب عن أشهر المساجد في العالم وأين تقع، وغيرها من المعلومات المتعلقة بها، وهناك مسابقة «التعرف إلى أشهر 10 خطوط عربية»، ومسابقة «ربط الكلمات»، التي من خلالها يتعلم الطلاب ربط الموضوعات بأخرى. أهداف أساسية ويورد، أحمد بارزيق، رئيس قسم الإرشاد الثقافي وخدمات الزوار بمركز جامع الشيخ زايد الكبير، أن هناك أهدافاً أساسية عدة من وراء تنظيم برنامج «المرشد الصغير»، أولها إعداد جيل جديد من المرشدين الثقافيين الإماراتيين الخاص بالترويج لإمارة أبوطبي والدولة بصفة عامة، علماً بأن قسم الإرشاد الثقافي وخدمات الزوار وصل إلى توطين مهنة الإرشاد الثقافي بنسبة مائة في المائة، وهم مؤهلون ومدربون على تقديم جولات ثقافية على أرقى مستوى. خدمة مجتمعية أحد أهم أهداف البرنامج، وفقاً لـ « بارزيق»، هو إشغال وقت الطلاب في العطلة الصيفية بشيء مفيد يعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع، فهي خدمة مجتمعية يستفيد منها جميع الشرائح في الدولة. وفيما يخص ردة فعل أولياء الأمور على هذا البرنامج، كشف رئيس قسم الإرشاد الثقافي وخدمات الزوار بمركز جامع الشيخ زايد الكبير، عن أنهم وجدوا دعماً وترحيباً كبيرين من أولياء الأمور، لدرجة أن بعض الأسر أحضر ولدين وثلاثة من أبنائها، وصار هناك تنافس من الأشقاء في المجموعة نفسها، على من يكون الأفضل في هذا المجال المميز، مشيراً إلى أن عدد الملتحقين به بلغ خمسين طالباً وطالبة من مختلف مناطق إمارة أبوظبي، حيث تم توفير وسائل مواصلات من وإلى الجامع طوال أيام البرنامج، باختلاف المناطق التي يسكن فيها الطلاب. وفيما يتعلق برؤية إدارة المركز المستقبلية، لما سيكون عليه برنامج «المرشد الصغير» كشف بارزيق، عن الاستعداد لاستقبال أعداد أكبر من الطلاب، خاصة بعد الإقبال الكبير من جانب الأهالي، الذين يحرصون على إلحاق أبنائهم ببرنامج المرشد الصغير لما فيه من فوائد متنوعة. تخطيط المستقبل من بين منتسبي البرنامج، قالت، اليازية العامري، 11 سنة، طالبة الصف السادس بمدرسة الإمارات الوطنية، إنها عرفت عن البرنامج من خلال عمتها التي تعمل مرشدة في حديقة حيوان العين، التي حدثتها عن برنامج «المرشد الصغير» وشجعتها على الالتحاق به، خاصة أنها أحبت أن تفعل مثلها وتتميز في مجال الإرشاد، مبينة أنها استفادت إلى حد كبير من البرنامج وعرفت معلومات كثيرة، ولم تعد تشعر بالخوف حين تقدم معلومات أمام الناس من الزوار العرب والأجانب، والإسهام في التعريف بالوطن وحضارته. سلامة الفلاسي، 15 سنة، الطالبة بمدرسة أدنوك، ذكرت من جانبها أنها انضمت لبرنامج «المرشد الصغير» بناءً على رغبة ذاتية منها، وضمن تخطيطها لمستقبلها وتطوير مهاراتها، وبالفعل تعلمت الكثير من المعارف والمهارات، وازدادت ثقتها بنفسها ومعلوماتها صارت أكثر، وقالت إنها تخطط للعمل مرشدة سياحية خاصة أنها وجدت متعة في العمل مع الناس من أجناس الأرض المختلفة والمشاركة في تعريفهم بما تمتلكه الإمارات من قدرات في مختلف المجالات وليس فقط الجانب المعماري، وهو ما يجعلنا نشعر بالفخر كأبناء الإمارات حينما نتحدث عن بلدنا في موقف أو فعالية أو نشاط. تشجيع الأهل محمد شعيب الحوسني، 13 سنة، طالب بمدرسة العجبان، قال إن والدته شجعته على الالتحاق بالمرشد الصغير خلال الاجازة الصيفية، عندما حكى معها أنه يريد أن يطور من مهاراته، فنصحته بهذا البرنامج لما فيه من فوائد عديدة، أهمها زيادة الثقة بالنفس، والتعرف إلى معلومات كثيرة عن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» ودوره في تأسيس الدولة، وتحصيل معلومات غزيرة عن جامع الشيخ زايد وجوانب الجمال والعمارة فيه. صداقات جديدة عبدالله حسين، 15 سنة، طالب بمدرسة الرواد، أكد على وجود كثير من الفوائد التي اكتسبها بعد انضمامه للمرشد الصغير بتشجيع من الأهل، معدداً أهم هذه الفوائد في تعلم التعامل مع الناس وشرح الأشياء لهم، وطريقة التواصل معهم والأساليب الإيجابية في توصيل المعلومات إلى الآخرين بشكل صحيح، وفي الوقت ذاته طور لغته الإنجليزية من خلال التعامل مع جنسيات متنوعة، وتعرف إلى كيفية تكوين صداقات نافعة تنعكس على شخصيته في هذه السن، خاصة أنه قرأ أن الأصدقاء في مرحلة المراهقة التي يمر بها هم الأشخاص أكثر تأثيراً عليه في حياته وسلوكياته، ما سيجعله يواصل صداقته مع «ربعه» الذين تعرف إليهم خلال فترة وجوده في برنامج «المرشد الصغير»، فضلاً عن المعلومات الكثيرة التي عرفها عن أبوظبي وجامع الشيخ زايد بما له من قيمة معمارية وجمالية فريدة من نوعها في العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©