الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا: معارك التعليم

13 أغسطس 2013 23:17
اتخذ الجدل بشأن التعليم في الولايات المتحدة طابعاً هجومياً وتحول إلى حرب لا حاجة لنا بها. ويحفر الجانبان خنادقهم وتُلقى الاتهامات، وللأسف تتأثر حياة الأطفال سلباً، لأن ما لدينا من عمى يحول دون أن نرى أن كل هذا قائم على خيارات خاطئة. وجاءت آخر المناوشات في مايو عندما كتبت المؤلفة «ديان رافيتش» على مدونتها أن المدير التنفيذي لثورة الآباء، «بن اوستن»، «بغيض» لمساعدته في التماس الآباء بالتخلص من ناظر مدرسة، وأن هناك «مكاناً خاصاً في الجحيم» للمشاركين في ثورة الآباء. (واعتذرت رافتش منذ ذاك الحين عن الهجمات الشخصية). النار والكبريت لا يأتيان من معسكر واحد، فقد وصف «ويتني تيلسون» المؤيد البارز لإصلاح التعليم تعليقات رافيتش بأنها «بلطجة» في نشرة أخبار عبر البريد الإلكتروني. ما يحزنني أن الجانبين رسموا خطوط المعركة بينما لا حاجة لأي معركة، هناك إحساس أننا نواجه دوماً بابين: معالجة عوامل الفقر أو معالجة عناصر المدرسة، ندعم المعايير أو ندعم المعلمين. نعتني بالنتائج الأكاديمية أو نعتني بالطفل ككل. هذه الثنائية المثيرة للغثيان تنتج منزل مرايا يتركنا في حيرة. في كل واحدة من هذه الحالات الإجابة هي فعل الاثنين معاً. فمساعدة الأطفال على النمو في بيئة صحية أقل توتراً يؤثر مباشرة على مثابرتهم وتعاطفهم ونجاحهم الأكاديمي. وإرسال هؤلاء الأطفال إلى معلمين مهتمين وأكفاء لديهم توقعات مرتفعة ويحفزونهم لمتابعة طموحاتهم يساعدهم مباشرة في خياراتهم في الحياة والنجاح. ومع التخلص من أي الجانبين، سيصبح الطريق مألوفاً للأسف: وعرا، وتكثر به إحصاءات الانقطاع عن التعليم. يجب أن يكون التعليم من أكثر المهن احتراماً، ويجب أن يحصل المعلمون على رواتب مجزية جداً ويجب أن يحظوا بقدر هائل من الدعم والموارد وتطوير الجودة المهنية. يجب على المعلمين أن يقدحوا شرارة الإبداع عند الأطفال. ويجب على المعلمين أن يساعدوا التلاميذ في الحصول على مستويات مرتفعة من المهارات والمعرفة الدقيقة. ويجب على المعلمين أن يلتزموا بمعايير مرتفعة وأن يبحثوا عن الطريقة التي يعملون بها، وأن يطرحوا على تلاميذهم طائفة من الإجراءات عاماً بعد عام. هذه «الواجبات» تقوم إحداها على الأخرى ولا تنقض إحداها الأخرى. وبالنسبة للأطفال والآباء أصحاب الدخول المنخفضة، هناك الكثير من الخدمات الشاملة التي يمكن أن تساعد في تسوية أرضية مشتركة والأمر لا يتعلق بالمستوى الأكاديمي فقط. فسياسة الإسكان هي ضمن سياسة التعليم، والأمر نفسه ينطبق على سياسة النقل، كما أن سياسة الرعاية الصحية هي سياسة تعليم، وسياسة العدل الجنائي هي سياسة تعليم، وسياسة الغذاء هي سياسة تعليم. لا أعرف أحداً يعتد به من المشاركين في حركة إصلاح التعليم يعتقد أن المدارس هي الحل الوحيد، ولا أعرف أحداً يعتد به يعارض حركة إصلاح التعليم يعتقد أن المدارس لا قيمة لها. وشخصياً أنا مهتم بهذا لأن إحدى طالباتي، وتدعى جيسينا، قالت لي إن لديها قطعة بيتزا مجمدة واحدة في منزلها لإطعامها وستة من أخواتها. أنا مهتم بهذا الأمر، لأن كودي، وهو تلميذ آخر، جاءني ذات يوم في المرحلة الرابعة وهو لا يستطيع قراءة جملة «الكلب كبير» رغم اجتيازه اختبارات القراءة كل عام. هناك فارق واحد فقط مهم: بين الذين يعتقدون أن كل الأطفال يستطيعون النجاح بصرف النظر عن ظروف ميلادهم ولون بشرتهم وبين الذين لا يعتقدون ذلك. وهناك طريق ثالث وهو طريق المستقبل. أقول فليخزى الذين يجعلوننا نراوح في مكاننا عند خريطة تعليمية يذهب فيها وقتنا ومالنا وجهدنا إلى بالغين يجادلون مع بالغين بدلا من أن يتحد البالغون حول قضية مشتركة تضمن أن يحظى كل طفل بفرصة مساوية ليختار طريقه. هناك طريق ثالث وقد مر وقت طويل لنبدأ فيه. ‎أليوت هاسبل كاتب أميركي متخصص في التعليم ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©