الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حسام الدين فالح: الإمارات شجعت على تألق فن الخط في السنوات العشر الأخيرة

حسام الدين فالح: الإمارات شجعت على تألق فن الخط في السنوات العشر الأخيرة
13 أغسطس 2013 23:18
قال الخطاط العراقي حسام الدين فالح إن دعم دولة الإمارات وذوق مسؤوليها العالي ورعايتهم لفن الخط شجع على الحضور والتألق لفن الخط في السنوات العشر الماضية، حيث لهم الفضل الكبير بإعطائهم فن الخط دفعة قوية أوصلته إلى ما هو عليه الآن، خاصة أن فن الخط لا يصل إليه إلا ذو ثقافة عالية، وذوق جمالي عالٍ. وقال الخطاط فالح الذي شارك مؤخرا في ملتقى رمضان لخط القرآن الكريم الذي نظمته وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، إن الملتقى الرمضاني لخط القرآن الكريم، والذي شارك فيه ثلاثون خطاطاً، يأتي تتويجاً لمدى رعاية دولة الإمارات واهتمام القيادة الحكيمة فيها، بهذا الفن العريق. والخطاط حسام الدين فالح، فنان مجاز من حامد الآمدي، آخر عمالقة الخطاطين الأتراك، وهو حقوقي يعمل موظفا، وقد تأثر بوالده الخطاط المعروف فالح سالم، بحيث أخذ الجانب الوظيفي في البداية، مكتفيا بأن يكتب للناس. لكنه بعد أن دخل في أسرار الخط، واطلع على القيم الجمالية التي تخفى عن العين العامة، ولا يراها إلا المختص الخبير، هنا تعلق بفن الخط وأحبه، وهو يرسم لإرضاء نفسه في محبة الخط وجماله، وليس للجانب التجاري. نظرة ويقول فالح في لقائه مع «الاتحاد» عن فن الخط وعلاقته به «أنا لا أنظر للخط كوظيفة كتابية، لكني أنظر له كفرع من الرسم، فأنا عندما أكتب حرف الألف مثلا، أتخيل أنه رجل رشيق يقف شامخا برشاقة، وعندما أتخيل حرف الياء أتخيل بجعة تسبح في الماء، أما إذا نظرت إلى الخط كوظيفة كتابية فلا أعتقد أنك تتقدمين فيه. وما لفت نظري أن في إسطنبول عندما فزنا في مسابقة «البركة» في العام الماضي، رأيت رسامين من ألمانيا، وهم لا يعرفون من العربي شيئا، يتركون الرسم والإنتاجات الفنية الأخرى، ويركزون على فن الخط العربي، وهذا يدل على أن هذا الفن ليس وظيفة كتابية، الألمان ليس لهم علاقة بالعربية، ولهذا استدعوا الجانب الموسيقي والفني بالحرف، وأنا أنظر له كذلك». الحرف والموسيقى ولأن البداية كانت من القرآن الكريم وتدوين آياته، كما أن الشعر ومقولات الحكمة كان لها مكانها في هذا الفن وتطويره، يشير الفنان إلى ذلك، موضحا «طبعا الفنان ينظر إلى الحرف، ليس من الجانب الديني فقط، لأن الجانب الديني إذا أخذته صرفا لا أعتقد أنه يعطي كل ما في الخط من جمال روحي وحسي، إذا لم تتأثري في الموسيقى. تصوري أنني عندما أكتب وأستغرق في الكتابة أستمع إلى موسيقى الدانوب الأزرق لشتراوس، أو إلى عزف على الكمان، وهذه ليست موسيقى روحية. لكن قداسة الدين توجد لتنظمنا أخلاقيا، الجانب الديني له بعد كبير في تطور فن الخط، لكن هناك أشياء أخرى، مثل الخطاطين الأتراك أغلبهم كانوا متصوفين، وبعضهم كانوا موسيقيين مثل مصطفى عزت حسن روا وغيره، وهناك من الخطاطين من يكتبون الشعر بالحروف الفنية، وهي أيضا تحمل نغمات في الخط. أما الخطاط الذي أخذ الخط من جانب معين أو محدود وليس له بعد إنساني وثقافي وانفتاح على كل الثقافات، فترين خطه أقل موسيقى وأقل جودة». وكما أن للألوان جمالها في التشكيل، نسأل الفنان عن دور هذه الألوان في رسم الخط، وعن اختيار لون الورق بما يتناسب مع الحروف، يؤكد الفنان وجهة نظره «الأسود أجمل لوضوحه، لكن ليس هو وحده في ساحة الخط، ومن الجمال الفني أن استخدام ألوان عدة. لكن الأسود تبقى رمزيته للوضوح عن بقية الألوان. أما بالنسبة للورق، فهذا سؤال مهم والرد عليه بأن تبقى الريادة للشرق في هذا اللون بحيث لا يؤثر سلبا على العين. الأهمية في هذا الشيء الآن أن الاتحاد الأوروبي عمم أن الطابعة لا تصير بالأبيض، لأن تضاد الأبيض مع الأسود، وبالعكس، يصير يؤذي العين». الطبيعة وعن ملامح الطبيعة وتأثيراتها عند الخطاط إن كانت تظهر كما في الفن التشكيلي، يجيب فالح مركزا على الجمال والذائقة الجمالية في الفن، قائلا «حتى الوجه الحسن، وأي شيء جميل في الطبيعة ليس بمعنى الخضرة والغابات والوديان، بل أي منظر جميل، وربما صباحا تشاهدين بلبلا، وهذا يعطيك إحساسا جماليا مفرحا، أي شيء أقل جمالا يؤثر على الخطاط، لأن الجانب الموسيقي، الروح، وليس بمعنى العزف، له تأثير كبير. فقد تجدين خطاطا يسمع الموسيقى ويحب الجمال، وهذا ينعكس على خطه، ولكن المختصين ينظرون إليه بأقل جمالية على الرغم من أنه مستوفي الشروط، بحيث تكون قاعدته صحيحة ونظيفة لكن ليس جميلة». العمارة وعن العراق وعلاقة الخط بالفن المعماري، خاصة أن بلد الفنان يضم أقدم الحضارات في التاريخ، يقول «لدينا آثار في المناطق الدينية تمازج فن العمارة مع الزخرفة مع فن الخط وتعطيك وحدة متكاملة من الجمال الراقي. ولهذا فن الخط أثر على العمارة الإسلامية، وأثر أيضا على العمارة الغربية الآن، حتى الغرب صار يستخدم هذه الحروف، مثل الخطاط اللبناني نيسب مكارم، حيث أخذ الجانب ليس القاعدي، ولكن حركة القلم، وكانت له الريادة في فرنسا الآن. الأوروبيون يستخدمون تقنيات الكتابة العربية وتقنيات رسم الحروف، ويضعونها في المباني، ومن يذهب إلى أوروبا الآن يشاهدها. لذلك فن العمارة مع الخط موجود ومهم جدا». وعن الصحراء وما فيها من تموجات تظهر مع الحركات الرملية التي نراها في تشكل الكثبان، ومدى استلهام الخطاط لهذا الجمال يقول «هذا موضوع فني جدا وأنت تأخذين العنصر الجمالي، وإن كان هذا نزرا يسيرا في بيئة قاسية، هذا هو تذوق الجمال، وهذه هي خامة الفنان الأصلي، إذا لم يأخذ الجميل حتى من البيئات القاسية لا يصبح فنانا أبدا. حرف الواو أما عن علاقته بالحروف يقول «كل الحروف أحبها، لكن هاجسي هو حرف الواو. أعتقد أن حرف الواو ومن يجيده هو مفتاح الخط، حتى شكله. وهناك من يشبهه بالجنين في بطن أمه. بما أنه محور الولادة فعن طريقة تشكله تولد كل الأحرف، وهو أصعب الأحرف، وهو مفتاح فن الخط، والذي لا يجيده لا يصل إلى أسرار الخط. هذا هو حرف الواو المكور، أحبه وهو مفتاح هذا الفن».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©