معظم حالات العنف ضد الأطفال تتم داخل الأسرة

أبوظبي (الاتحاد) كشفت دراسة تربوية حديثة للأستاذ الدكتور أحمد فلاح العموش عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الشارقة، حول تصورات الأطفال للعنف في مجتمع الإمارات، مقدمة لجائزة خليفة التربوية، عن أن العنف ضد الأطفال يمارس بسرية، وأن غالبية حالات العنف تتم داخل الأسرة، ومن أشخاص معروفين لدى الأطفال «الأب والأم والإخوة والأخوات». أشكال الإساءة هدفت الدراسة إلى التعرف إلى العنف ضد الأطفال في مجتمع الإمارات، والتعرف إلى أشكال الإساءة الممارسة على الطفل داخل المنزل في حالة مخالفة الأوامر، والمتمثلة في الحبس في غرفة بمفرده، الشتم والسب، الصفع على الوجه، الشد من الشعر، استخدام أداة صلبة، التهديد والوعيد، الحرمان من الأشياء التي يحبها، إضافة إلى التعرف إلى الأشخاص الذين يمارسون الإساءة للأطفال داخل المنزل والمتمثلة في الأب، الأم، الأخ، الأخت، زوجة الأب والجدة. درجة التسامح كما هدفت إلى التعرف إلى درجة التسامح عن التأخر عن الوقت المحدد خارج المنزل، وأشكال العنف الممارس على الطفل في حالة التأخر خارج المنزل، وكذلك إلى شعور الطفل عند التعرض للعنف، والمتمثلة في الإحراج، والإهانة، والغضب، والخوف، وشعوره بالإهمال، والتعرف إلى نوع الإساءة الجنسية التي تعرض لها الطفل: مشاهدة أفلام إباحية، التعرض لاعتداء جنسي، ومصادر التعرف إلى الممارسات الجنسية «الإنترنت، غرف الدردشة، التلفزيون، مشاهدة مباشرة لبعض الأفراد»، وأماكن مشاهدة التحرش الجنسي «الحي السكني، الأسرة، المدرسة». وتأتي هذه الدراسة لبيان البعد الذاتي، المتصل بإدراك الأطفال لصور العنف في مجتمع الإمارات «المادي، العاطفي، الجنسي، الإهمال»، ونظراً لعدم وجود دراسات سابقة حول العنف ضد الأطفال في مجتمع الإمارات، فإن الدراسة الحالية تعد أنموذجاً لمعالجة هذه الظاهرة، وللقيام بدراسات وطنية للخروج بنتائج وتوصيات، تحدد حجم الظاهرة واتجاهها. خطورة الإهمال وفيما يتعلق بأشكال العنف الممارس على الطفل داخل المنزل في حالة مخالفة الأوامر وعدم الامتثال، تبين أن 14,7 % من الأطفال يُحبسون في غرفة لوحدهم عند مخالفة الأوامر داخل المنزل، و9,8 % يُشتمون ويُسبون، و1 % يُصفعون على الوجه، و2,1 % يُشدون من شعرهم (الإناث)، و3,1 % استخدام أداة صلبة، و39,9 % التهديد والوعيد، و22,8 % الحرمان من أشياء يحبونها، و16,6 % لم يحددوا نوع العنف الممارس ضدهم. وقد أظهرت نتائج الدراسة كذلك أن 42% من أفراد العينة يشعرون بأنهم مهملون داخل أسرهم، في حين بلغت نسبة الذين لا يشعرون بالإهمال 24,4%، و33,6% لم يحددوا ذلك، ما يمكننا من القول إن الإهمال يمثل إحدى صور العنف. كما أظهرت الدراسة فيما يتعلق بالشخص الذي يمارس العنف ضد الطفل في المنزل، أن الأب «احتل المرتبة الأولى» بنسبة 36,3%، تلاه الأخ بنسبة 20,2 % احتل المرتبة الثانية، ثم الأم بنسبة 14%، فالأخت 6,2%، وزوجة الأب 0,5%، والجدة 3,1%. وهذا يظهر أن غالبية أفراد أسر العينة «الأب، الأخ، الأخت، زوجة الأب، والجدة» يمارسون العنف ضد الأطفال وبأوقات مختلفة.