الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحكواتي شخصية تراثية لاتزال موجودة رغم الحياة العصرية الحديثة

الحكواتي شخصية تراثية لاتزال موجودة رغم الحياة العصرية الحديثة
19 أكتوبر 2006 23:47
تُعد مهنة ''الحكواتي'' - وهو شخصية تراثية يتذكرها الكبار والصغار- من أقدم المهن في مصر وبلاد الشام وبعض البلدان الاخرى العربية والاجنبية، وملخصها أن ''الحكواتي'' يسرد في أحد المقاهي الشعبية أو مجالس كبار القوم أو وجهائهم، قصصا وحكايات إما من السير الشعبية أو من الأساطير، وتختلف موضوعاتها بين الفروسية والشجاعة والحرب والمغامرات المثيرة والفضائل، ويدخل الحكواتي -الذي غالبا ما كان يرتدي في الزمن السابق، لباسا خاصا، بما فيه الطربوش الأحمر- الكثير من خياله على القصة التي يتناولها بالسرد، لشد انتباه المتلقين، الذين ينفعلون أيما انفعال بها، كما يتقمص أدواراً عديدة ، فتراه مرة بطل القصة، ومرة عدو البطل، ومرة يخوض الحرب مستعملاً عصاة بيده كأنها سيف مصلت على رقاب الأعداء، أو غير ذلك من فعاليات الحكاية، وغالبا ما يتناول الحكواتي السير الشعبية مثل أبوزيد الهلالي، أو عنترة، أو الظاهر بيبرس، وغيرها الكثير، وعادة ما ينسج بعض (الحكواتيين) شخصيات ومسميات من خيالهم المحض، بقصد إثارة المتلقين· رُبع قرش وتستهوي الحاضرين هذه الجلسات، اذ يقضون أوقاتاً للتسلية، مقابل أجر بسيط رُبع قرش مثلاً، حيث لم تكن في تلك الأزمان القديمة أية وسيلة للترفيه كما هي في الوقت الحاضر (محطات فضائية تلفزيونية واذاعية وانترنت وألعاب·· وغيرها) كما تثير هذه الجلسات فضول السياح، فيحضرونها، رغم أنهم لا يفهمون ما يقوله باللغة العربية، وإنما تشدهم حركات الحكواتي وتمثيله للحكاية، ويعجبون بها كثيرا· أما أجرة الحكواتي فكان يتقاضاها من صاحب المقهى الشعبي الذي كان يحدد تعريفة الدخول إلى مقهاه بما في ذلك أسعار المشروبات، والتي عادة ما تكون ضئيلة· وكان عمل الحكواتي يتواصل على مدار السنة، إلا أن لجلساته خصوصية في شهر رمضان، اذ يتناول موضوعات تتناسب مع الشهر المبارك وقيمه الروحية· كما أن الصائم بعد الصيام والتهجد والتعبد كان يحتاج الى وقت للراحة والترويح عن النفس، فكان يجد ذلك في جلسات الحكواتي، التي مازالت موجودة في سوريا ومصر وبعض البلدان الاخرى العربية والأجنبية، خاصة في الأرياف·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©