الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان في بلادي

19 أكتوبر 2006 23:49
الإزار رمز الأناقة·· اليوم رمضان زمن المسلسلات تحقيق-مريم الشميلي للماضي جماله الخاص ورونقه اللامع بكل معطياته·· وخطوط رسمها التاريخ قديماً، ترجمت على شكل عادات وتقاليد يومية مارسها آباؤنا وأجدادنا·· ولكن لم يظل الماضي على حاله، بل احتك بحاضر قوي تميز بالاستحداث وعجلة سحبت كل ما هو موجود سواء في الناحية الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية· وهنا يقف الكثير من أبناء الماضي، وأبناء الحاضر، فمنهم من يرى الحاضر رمز التقدم والحضارة وأمراً لابد منه، ومنهم من يرى أحلى أيامه ويستعيد ذكرياته بالماضي الذي يعتبره منارة يقتدى به، ولكن ألبس هذا الماضي ثوب المستقبل؟، الأمر الذي ينفيه الآباء ويضع الحواجز عليه خاصة إذا تعلق الأمر بالمناسبات الدينية والعادات اليومية والتي كان لها النصيب الأكبر في شهر رمضان وأيام الأعياد· ذكريات جميلة مريم محمد - تتنهد قبل أن تبدأ الحديث - ثم تقول: يا ابنتي للماضي عبق جميل ورائحة مميزة وذكريات محفورة في قلوبنا خاصة في شهر رمضان· فالبرغم من بساطته ومحدودية العيش إلا أننا قضينا فيه أجمل أيام عمرنا ولا توجد أوجه مقارنة بين ماضينا والحاضر الذي نعيشه ومدى توفر وسائل الرفاهية وارتفاع المستوى المعيشي للفرد والبهرجة وكل ما هو جديد·· لا يمثل رُبع المتعة التي عشناها قديماً، ففي الماضي كنا نجلس مع أمهاتنا أثناء تجهيز الطعام والتحضير لوجبة الإفطار والتي أيضاً تنوعت بأشكالها فمنها الحلو ومنها المالح· وتضيف مريم تنوعت المأكولات الشعبية، فهناك مأكولات تطهى في أوقات معينة من السنة مثل الهريس والبريش والفرني والهريسة والمزينة بالدارسين القرفة والحلو النشا والخبيص والصاقوا والبلاليط، وأيضاً المخبوزات الخبز الخمير والخبز المحلي والجب وتميزت مائدة الإفطار بتجمع جميع أفراد العائلة في مكان واحد·· وكانت تملأ المائدة الضحكات والبهجة والمواقف والدعابات الجميلة· وبعد الإفطار نقوم نحن النساء بتجهيز المكان لفترة الفوالة وتأتي هذه الفترة بعد صلاة التراويح·· حيث يتزاور النساء والأطفال والأقارب والمنازل بالفرجان والحارات· كما كنا بالرغم من كبر سننا كفتيات نلعب الألعاب الشعبية المختلفة مثل الغميضوا - ولعبة المريحانة وغيرهما من ألعاب أخرى بعكس بعض فتيات اليوم اللواتي يقضين معظم أوقاتهن بالمراكز والأسواق بدون أية شغلة أو مقصد·· فنحن لسنا كبنات اليوم · اليوم عندما تسألين الفتيات عن أنواع المأكولات الشعبية، فبالكثير تكاد تعرف 3 الى 4 أصناف وباقي الأصناف غربية وغير خليجية· حقوق الجار سعيد غانم - 65 عاماً - يضيف قائلاً: في السابق كان الناس في رمضان ورغم المشاغل وصعوبة الحياة يتصفون بالتراحم والتعاطف فيما بينهم ولم ينقطع سؤال الجار عن الجار، فهذا أمر أساسي ومعاونته أمر لابد منه سواء بالأكل أو بأمور أخرى· ويسرد سعيد: قديماً كانت مؤن المنزل تأتينا عن طريق تموين الحكومة بتوفير السكر والأرز والطحين للأفراد بموجب بطاقة مخصصة لكل أسرة· والمعروف في رمضان سابقاً ان رب الأسرة كان يخرج منذ الصباح الباكر للسوق لشراء لوازم البيت من اللحم والأرز والسمك حسب الأصناف والماركات الموجودة في السوق والتي تميزت بوفرتها وبرخص ثمنها وجودتها وتناسبها مع ماديات الأفراد ومدخولهم اليومي، ومن بين السلع التي تميزت بأسعارها الأسماك ومنها الأكثر انتشاراً ورغبة عند المستهلك القباب الذي كان يباع بـ أربع آنات أي نصف درهم واللحوم مثل الخاروف وبسعر يتراوح ما بين 3 الى 5 دراهم حسب وزنه وحجمه· ومن أصناف الأرز الرائجة قديماً والأكثر استخداماً في رمضان إرز بلم الذي تميز بغلاء سعره·· والأصناف الأقل سعراً أرز دشتي وكسار · رمز الأناقة ويضيف سعيد عن العيد: زمان كنا نفرح بملابس العيد سواء كانت غالية أو رخيصة وكنا نهتم أيضاً بالموضة·· وكرجال كان الوزار أهم من الدشداشة حيث يعرف بأناقة الشخص ومستواه المادي من الإزار الذي يوضع على الكتف وعرفت في تلك الآونة أنواعاً كثيرة من الماركات وأشكال معروفة مثل أبو مفتاح ومولانا وتستورد من الهند وكان أفضلها نوع يسمى بـ اللاس ويسمى أيضاً أبوضرسين · ومن أنواع الملابس الكندورة منها الصيني وكورة ويتميز الصيني عن غيره بالتطريز والذي تقوم به إحدى النساء أما عن الشال فكان أعلاها بـ 50 درهماً وأقلها بـ 25 درهماً· ويسرد سعيد قائلاً: اليوم الملابس تتجاوز عند الشخص أكثر من 2000 درهم ولا تعجبه أحياناً· ويحكي سعيد عن حادثة حدثت قديماً انهم أفطروا في يوم 28 من رمضان بسبب خطأ فلكي في الحسابات الفلكية وأجبروا كل المقيمين بالدولة على الإفطار في ضحى يوم 28 من رمضان وبعدها صاموا غرة العيد بعد التصحيح· عبادات علي الشميلي - 79 عاماً - إمام مسجد قال: قديماً كنا ننتظر شهر رمضان بفارغ الصبر لأنه شهر الطاعات وغفران المعصيات، أما اليوم الناس تنتظر رمضان للمسلسلات والبرامج التليفزيونية والخروج للأسواق· ويتابع الشميلي قائلاً: كنا نحس بطعم العبادة حيث كنا نحن الأطفال نهرع للمساجد طيلة وقت النهار لقراءة القرآن وتدبر معانيه تشجيعاً من الوالدين وحتى قبيل أذان المغرب نذهب للمغزل ويحضر كل منا طعاماً معه الى المسجد ونجتمع جميعاً ونفطر، فالطعام المتوافر لدينا وبعد صلاة التراويح نخرج جميعاً الأطفال والأمهات ونتزاور في المنازل وتبدأ الألعاب الرمضانية مثل لعبة الاستغماء ولعبة الذئب وغيرها من الألعاب حتى وقت السحور· يضيف علي : وقتها كانت المشاكل قليلة والمحبة تسود أرجاء الفريج ولا تحمل قلوب الناس الضغينة والحقد· وكان الناس يقضون رمضانهم بالعبادات وصلة الأرحام بعكس اليوم الناس تقضي رمضان بكثرة المعاصي وغيرها من أمور أخرى·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©