الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العنف ضد الأطفال في اليمن جريمة تبحث عن متهم!

العنف ضد الأطفال في اليمن جريمة تبحث عن متهم!
26 فبراير 2009 23:50
تقول الدراسات العلمية في تعريف العنف هو ''كل سلوك أو تصرف يرتبط بالقوة أو الشدة أو الإساءة والعدوان موجه نحو الطفل وينطوي على أشكال من الإيذاء البدني واللفظي أو النفسي، بما في ذلك الإهمال واللامبالاة، وهو يحدث لهم في الأسرة والمدرسة والشارع وفي مؤسسات الرعاية الاجتماعية، مثل دور الإيواء، والأحداث، والسجون، وفي أماكن مختلفة من المجتمع المحلي''· وقد شهدت محافظة لحج اليمنية مؤخراً انعقاد ندوة عن تعليم الفتاة ''العنف ضد الأطفال ''وأثره على استمرارية الفتاة في التعليم وقالت راقية علي عبدالرحمن السقاف - مدير إدارة تعليم الفتاة بمحافظة لحج - إن الندوة جاءت في إطار خطة الإدارة في مناقشة العديد من الإشكاليات حول الطفولة المبكرة واستمرارية تعليم الفتاة حتى تواصل الفتاة تعليمها إلى كافة المراحل الدراسية حتى وصولها للدراسة في الجامعات· ويتحدث مدير عام الدفاع الاجتماعي بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، عادل دبوان الشرعبي عن ظاهرة العنف فيقول ''العنف ضد الأطفال مشكلة كبيرة ومتشابكة وتعانيها الكثير من الدول، ومنها الجمهورية اليمنية·· مفهوم العنف واسع ويشمل كثيراً من التعريفات أو المفاهيم الفرعية التي تندرج تحت هذا المفهوم العام''· مفهوم العنف ويرى الشرعبي أن مفهوم العنف في اليمن حتى الآن متداول في إطار الدراسات الاجتماعية فقط·· أما بالنسبة للدراسات القانونية أو التشريعات، فلا يوجد تحديد واضح لقضايا العنف التي ترتكب ضد الأطفال، وإنما موجودة في سياق بعض النصوص القانونية التي تجرم بعض أشكال هذه المشكلة أو تجرم بعض الجرائم التي توصف بأنها جرائم عنف ضد الأطفال· وأوضح الشرعبي أن المشكلة كبيرة ولكنها للأسف تتصف بالسرية والكتمان، نظراً لأن العنف أغلبه يمارس أوساط الأسر أكثر من غيره، وهو الذي لا يصل إلى مسامع الجهات المسؤولة لتطبيق ما هو متاح من نصوص توفر حماية جنائية في حالة ارتكاب العنف ضد الطفل، وأن هذه الجرائم تتصف أيضاً بالخجل الاجتماعي· أنماط العنف ومن أنماط العنف الممارس ضد الأطفال وأشكاله في اليمن: ''العنف الجسدي والنفسي، سوء المعاملة، الإهمال، والإساءة العاطفية والنفسية''، مؤكدا أن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عندما تصلها أي قضية تدخل في إطار قضايا العنف ضد الأطفال تتعامل معها من المنظور الاجتماعي لإعادة تأهيل الطفل الذي تعرض للعنف، مثلاً في قضايا تهريب الأطفال: ''لدينا مراكز استقبال للحماية والتأهيل تستقبل مثل هؤلاء الأطفال الذين يتعرضون لأشكال عديدة من أشكال العنف والإساءة والاستغلال، ونقدم لهم البرامج الهادفة إلى إعادة تأهيلهم وإعادة إدماجهم، خاصة في جانب التأهيل النفسي· وهناك عدد من الجمعيات الأهلية التي تعمل في معالجة مشكلة العنف ضد الأطفال في اليمن وتستقبل بعض ضحايا العنف من الأطفال المحتاجين إلى إعادة تأهيل نفسي، من هذه الجمعيات أذكر بالأخص مؤسسة الرحمة، ومؤسسة إنسان - قطاع الأيتام بمؤسسة الصالح، التي تتعامل كثيراً مع هذه القضايا''· والأطفال الأيتام قد يكونون ضحايا للعنف والإساءة والضياع إذا تم إهمالهم نظرا لعدم وجود من يعولهم وهناك تدخل في مجال حماية الأيتام من خلال دور الأيتام ومن خلال كفالة الأيتام في أوساط الأسر، التي تقوم بها الجمعيات الأهلية والذين يصل عددهم إلى حوالي 40 ألف حالة تقريباً· وبالنسبة للكفالة داخل دور الأيتام فهناك 30 داراً لرعاية الأيتام ''حكومية وأهلية ومختلطة'' تساعد في حماية هؤلاء الأطفال وإعادة تأهيلهم· العنف النفسي ولم يستبعد الشرعبي وجود العنف ضد الأطفال داخل مؤسسات الرعاية من قبل العاملين في هذه المؤسسات، ولكن يرى أن العنف الجنسي ليس بالمستوى الواضح، وإنما تمارس عملية الضرب وبعض الإهانات وهي ضمن العنف النفسي· فمن خلال الدراسة التي قام بها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عضواً في اللجنة التي ساعدت على تسهيل هذه الدراسة التي تناولت مشكلة العنف مباشرة، تطرقت إلى موضوع ممارسة العنف ضد الأطفال في المنزل وفي المدرسة ودور الرعاية· وتستهدف هذه الأنشطة والحملات - على حد قول دبوان - توعية 389 موظفا من العاملين في الدور والمراكز الإيوائية حول الآثار النفسية والجزاءات القانونية لممارسة العنف ضد الأطفال للعاملين والأطفال في الدور والمراكز وإكساب 662 من الأطفال النزلاء في الدور والمراكز الإيوائية معلومات حول كيفية حماية أنفسهم من العنف في هذه المواقع ووضع آلية عمل لتعزيز وسائل الرصد لحالات العنف التي قد تمارس ضد الأطفال ومتابعة تطبيق الجزاءات القانونية ضد العاملين الذين قد يرتكبون حالات عنف ضد الأطفال في الدور والمراكز· العنف الأسري وبحسب الكثير من الدراسات العلمية والمسوح الميدانية الاجتماعية فإن العنف الأسري في المجتمع العربي بشكل عام، وفي المجتمع اليمني بشكل خاص، يرتبط إلى حد كبير بمنظومة القيم الاجتماعية والثقافية التي تعطي الأهل الحق في ممارسة العنف على الأبناء انطلاقاً من السلطة أو الحقوق الأبوية، وكثيراً ما يختلط العنف الأسري تجاه الطفل بمفهوم التأديب كوسيلة للحصول على طاعة الطفل وإخضاعه لتحقيق توقعات الأهل، بل ينظر إليهم (الأطفال) كقاصرين في نظر الكبار ومن حق هؤلاء أن يبحثوا في حاجاتهم ومسائلهم وحتى مشكلاتهم من خلال وجهات نظرهم ككبار، وبالتالي فإن أي اعتراض للطفل وحتى المراهق على سلوك والديه أو الذين في حكم الكبار وأي رفض يصبح الأطفال عرضة للإيذاء واستعمال القوة والقسوة، لأن في ذلك خروجاً على العرف الأسري· وقالت دراسة يمنية حديثة حول العنف ضد الأطفال بشكل عام ــ حوالي 88,2 بالمائة من أطفال العينة المبحوثة ــ إن النمط الغالب في تعامل الأبوين معهم عند ارتكاب أي فعل أو خطأ هو العقاب بأشكاله المختلفة، وقليل من الأهل من يستخدم الأساليب التربوية كالتفاهم وشرح الخطأ أو التحذير من تكراره· إسكات الطفل··خطأ كما أشار معظم الأطفال في المناقشات ''البؤرية'' إلى أن الآباء لا يتيحون لهم فرصة إبداء الرأي والحوار والنقاش، وإنما يميلون إلى إسكات الطفل عند الحديث، ومعاملة الصغير بقسوة، مقابل معاملة الكبير باحترام· كما أوضح هؤلاء إلى أن من أهم مسببات تعرضهم كأطفال للعقاب في البيت: عدم طاعة أمر الوالدين، إهمال الواجبات المدرسية، والتأخر في العودة إلى المنزل· ويجمع الأكاديميون وخبراء الطفولة على أن الإعلام والمدرسة والمسجد والأسرة، تغيب عنهم أساليب التربية الحديثة، ''الأمر الذي يجعل المجتمع يعيش وفقا لمنظومة من الأعراف والتقاليد الموروثة تاريخيا·
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©