الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

19 أكتوبر 2006 23:52
اختلاط الماء بالأرض الهامدة الاتحاد -خاص: يقول الحق سبحانه وتعالى: ''وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون'' (الأنبياء : 30)· كما يقول: ''يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب'' (الحج: الآية 5)· وقد خلق الله سبحانه وتعالى السماوات والأرض وما بينهما بالحق، وتميزت الأرض باحتوائها على نظم بيئية متعددة· والنظام البيئي معناه مساحة الأرض التي تحوي مكونات حية وأخرى غير حية، تتفاعل مع بعضها وتنتقل العناصر الكيماوية من المكونات غير الحية إلى الكائنات الحية وبالعكس، وقد أثبت العلم أن الكائنات الحية تتكون من عنصرين أساسيين، هما: الماء والتراب، وحبيبات التربة هي مكون غير حي يحفظ الماء، ويحمل كثيراً من العناصر الغذائية اللازمة للمكونات الحية، واختلاط الماء بالتربة، يعطى مظهرا لبداية نشاط الكائنات الحية بها على مختلف صورها، مثلما يحدث لحبيبات التربة ذاتها· وهو ما يوضحه لنا الخالق عز وجل في قوله تعالى: ''وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج'' (الحج : 5)· وقوله تعالى: ''ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير'' (فصلت : 39)، أي أن سقوط المطر أو إنزال الماء على الأرض أو التربة يتسبب عنه حدوث ثلاث آيات· وبالفعل، أثبت الكثير من علماء الأرض والحياة، بواسطة الأجهزة العلمية الحديثة، أن نزول الماء يؤدي إلى حدوث هذه الآيات بنفس الترتيب الذي جاءت عليه الآيات الكريمة· الحدث الأول: ''اهتزت وربت'' واهتزاز التربة معناه حدوث حركات اهتزازية منفصلة للحبيبات المكونة للتربة· ومن أجل فهم الآية على النحو الصحيح يجب في البداية معرفة مما تتكون حبة الطين، يقول علماء الأرض إن الطين من الغرويات المعدنية التي تتمتع بكثير من صفات الدقائق الغروية، وكل حبيبة من الطين تتكون من طبقات متراصة من صفائح السيلكا والألومينا، بعضها فوق بعض، كما تحمل على سطحها شحنات كهربائية سالبة أو موجبة على حسب نوع الطين (تنشأ من الزيادة أو النقصان في الشحنات الكهربائية للوحدات الداخلة في تركيب معدن الطين)، ومن ثم فإن نزول الماء على الأرض بكميات مناسبة يؤدي إلى اهتزاز حبيباتها لأن ظهور الشحنة الكهربائية على سطوح الحبيبات يسبب عدم استقرارها، وحدوث حركات اهتزازية لا يمكن سكونها وثباتها إلا بعد تعادل هذه الشحنات بأخرى مخالفة لها في الشحنة (ناتجة عن تأين الأملاح بالتربة) حيث يتم تلاقحها على سطح الحبيبة فتستقر وتسكن، وجعل المخلوقات في أزواج رحمة من الله تعالى لها للاستقرار والسكون· كما تحدث حركات واهتزازات لجزيئات التربة (الغروية) نتيجة دفع الدقائق الطينية بجزيئات الوسط السائلي (الماء)· ولما كانت حركة جزيئات السائل ليس لها اتجاه فإن الدقيقة الغروية (حبيبة الطين) تهتز وتتحرك من مكانها نتيجة لما تتعرض له من ضربات غير متساوية على جوانبها المختلفة· والوسط السائلي (الماء) يكون هو الغالب على الجزء الصلب، وكلما كان الوسط السائلي متوفراً بكميات مناسبة أدى ذلك إلى تباعد حبيبات التربة عن بعضها وسهولة حركتها ما لم يحدث لها تخثر أو تجميع، فإذا نقص تقاربت الحبيبات وأبطأت حركتها واهتزازها حتى تتوقف، وإذا تعادلت الشحنة الكهربائية التي تحملها استقرت وفقدت حركتها واهتزازها، لذلك فإن كلمة (اهتزت) الواردة في الآية الكريمة هي تأثير مباشر للماء على حبيبات التربة· وهناك تفسيرات تشير إلى أن حبيبات التربة تهتز وتنتفخ وتظهر أعضاء الجنين فوق سطح التربة ، ويحدث ذلك نتيجة عملية بزوغ وخروج الريشة أو استطالة السويقة ( تحت الفلقية ) تدفع حبيبات التربة إلى أعلى مسببة اهتزازاً لحظياً لجزيئات التربة المتماسكة بعد حدوث عملية الإنبات · المعجزة الثانية هي كلمة ''ربت'' والمراد بها انتفخت ونمت وزادت في السمك، وهو ما يعني زيادة حجم الأرض نتيجة زيادة حجم حبيباتها، ونظرا لأن حبيبة الطين تتكون من طبقات متراصة، فإنه توجد بين كل طبقة وأخرى مسافة بينية تتيح لجزيئات الماء وأيونات العناصر الذائبة فرصة الدخول فيها، وعندما تتشرب الحبيبة الماء، والأيونات، يتمدد معدن الطين، ويزيد سمك قطر الحبيبة· والماء الممسوك على سطح الحبيبات له دور كبير في زيادة سمك التربة كلها بزيادة المسافة بين الحبيبات، وهكذا تربو الأرض بتأثير الماء· وتأتي المعجزة أو الآية الثالثة على قدرة الخالق سبحانه وتعالى، في كلمة ''أنبتت'' أي حدثت عملية إنبات البذور وغيرها مما تحويه الأرض به وهذا يوحي بخروج الحي من الميت، كما في قوله تعالى: ''والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور'' (فاطر، الآية9)· فعندما يتوفر الماء تستقي منه البذور، وجميع الأعضاء النباتية القابلة للإنبات فينشط جنين البذرة، وتنتقل المواد الغذائية البسيطة التركيب إليه بعد تحلل المواد المعقدة مائياً بواسطة الأنزيمات الخاصة بذلك فتنبت أعضاؤه وتبدأ ببزوغ الجذير (الذي يتحول إلى الجذر بأكمله مع اكتمال عملية الإنبات) أولاً بقدرة الله عز وجل كي يتحسس وسط الإنبات، ويوفر احتياجات النبات فيما بعد، ثم يليه الريشة (التي تتطور لتصبح سائر الجزء الأخضر في النبات) كل ذلك يكتمل والبذرة ما تزال تحت سطح التربة· ومع نمو الجذير وانتحائه إلى أسفل، تتجه الريشة أو السويقة إلى أعلى رافعة فوقها حبيبات التربة المتراكمة مخترقة لطبقاتها ثم تظهر فوق سطح التربة بانتحائها جهة الضوء· وتشير الآية الكريمة تشير إلى إنبات البذور الخاصة، وهي أقرب إلى ذهن وعقل إي إنسان كما أن كلمة (بهيج) تدل على البهجة، وهي ما تراه الأعين من ألوان شتى لأزهار النباتات البذرية من ذوات الفلقة وذوات الفلقتين· ومما يؤكد ذلك قول الله سبحانه وتعالى: ''أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها أإله مع الله بل هي قوم يعدلون'' (النمل : 60)· (ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة)
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©