نأخذ البريء بالسقيم
مررت في بعض سكك البصرة فسمعت استغاثة جارية تضرب، فتيممت الأبواب حتى وقفت على الباب الذي يخرج منه الصوت، فقلت: يا أهل الدار! أما تتقون الله؟ علام تضربون جاريتكم؟ فقيل لي: ادخل، فدخلت، فإذا امرأة كأن عنقها إبريق فضة، جالسة على منصة، وبين يديها غرابٌ مشدود، وفي يدها عصا تضربه بها، قال: فكلما ضربت الغراب صاحت الجارية، فقلت: ما شأن هذا الغراب؟ فقالت لي: أما سمعت قول قيس بن ذريح حيث يقول:
ألا يا غراب البين قد طرت بالذي أحاذر من ليلى فهل أنت واقع
ألا وقع كما أمره؟ فقلت: إن الغراب ليس هو ذاك الغراب،
فقالت: نأخذ البريء بالسقيم حتى تظفر بحاجتنا·
السؤال
(1) وقف سائل على باب فقال: يا أصحاب المنزل، فبادر صاحب الدار قبل أن يتم كلامه وقال: فتح الله عليك، فقال السائل: يا قرنان كنت تصبر لعلي جئت أدعوك إلى وليمة·
(2) قال أبوعثمان الجاحظ: وقف سائل بقوم فقال: إني جائع، فقالوا له: كذبت، فقال: جربوني برطلين من الخبز ورطلين من اللحم·
(3) وقف سائل على باب فقالوا: يفتح الله لك، فقال: كسرة، فقالوا: ما نقدر عليها، قال: فقليل من بر، أو فول، أو شعير، قالوا: لا نقدر عليه قال: فقطعة دهن، أو قليل زيت، أو لبن، قالوا: لا نجده قال فشربة ماء، قالوا: وليس عندنا ماء، قال: فما جلوسكم ههنا، قوموا فاسألوا فأنتم أحق مني بالسؤال·