الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«المركزي الصيني» ينشط لطمأنة الأسواق العالمية

«المركزي الصيني» ينشط لطمأنة الأسواق العالمية
14 أغسطس 2015 01:34
بكين، شنغهاي (رويترز، أ ف ب) خفضت الصين أمس قيمة عملتها لليوم الثالث على التوالي، لكن الأسواق العالمية التي اهتزت بهذا التخفيض المفاجئ، أبدت ارتياحاً بعد تعهد السلطات اتخاذ إجراءات لمنع انهيار اليوان. وخفض البنك المركزي الصيني السعر المرجعي لليوان مقابل الدولار أمس بنسبة 1,11% ليبلغ 6,4010 يوان، بعد أن بلغ 6,3306 يوان الأربعاء، حسب دائرة تبادل العملات الأجنبية في البنك المركزي. وهذا التخفيض أقل من سابقيه في اليومين الأخيرين (حوالى 2% صباح الثلاثاء ثم حوالى 1,6% الأربعاء)، وتم بعد تقارير حول تدخل البنك المركزي الصيني الأربعاء للجم تراجع اليوان. وقال البنك المركزي الصيني أمس، إنه لا يرى سبباً لمزيد من التراجع في سعر اليوان في ظل الأساسيات الاقتصادية القوية التي تتمتع بها البلاد، وذلك في مسعى لطمأنة الأسواق العالمية المتوترة بعد أن خفض البنك قيمة العملة المحلية في وقت سابق من الأسبوع الجاري. ومع تراجع اليوان لليوم الثالث على التوالي، قال بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، إن البيئة الاقتصادية القوية والفائض التجاري المحقق والوضع المالي السليم واحتياطيات النقد الأجنبي الكبيرة منحت «دعماً قوياً» لسعر الفائدة. وأثار قرار الصين تخفيض قيمة عملتها يوم الثلاثاء الماضي من خلال خفض السعر الاسترشادي الرسمي 2%، مخاوف من «حرب عملات» وأربك سوق المال العالمي ودفع عملات آسيوية أخرى نحو الانخفاض إلى مستويات هي الأدنى منذ أعوام عدة. كما أثار القرار اتهامات من ساسة في الولايات المتحدة بأن بكين تدعم مصدريها بشكل غير عادل. ويقول البنك المركزي الصيني في الوقت الحالي، إن الإجراء هو تخفيض استثنائي لليوان، لكن مصادر من دوائر رسم السياسات في الصين قالت لـ «رويترز» إن بعض الأصوات القوية داخل الحكومة تدفع من أجل استمرار تراجع سعر اليوان، ما قد يؤشر على وجود ضغط من أجل تخفيض شامل للعملة بما يصل إلى نحو 10%. وقال يي جانج نائب محافظ البنك، إن من الهراء الاعتقاد بأن الحكومة كانت تتوقع أن ينخفض اليوان لهذا الحد. وقال بنك الشعب الصيني في وقت سابق أمس إنه لا يوجد أساس للهبوط المستمر في قيمة اليوان. لكن حتى إذا تمكن البنك المركزي من وضع حد أدنى لسعر اليوان الآن، فمن المرجح أن تعزز البيانات الاقتصادية الضعيفة في يوليو والتوقعات بخفض أكبر لسعر الفائدة في وقت لاحق هذا العام، التكهنات بأن السلطات ستترك اليوان ينخفض أكثر. وصرحت مساعدة حاكم البنك جانغ تشاوهوي بحسب تصريحات مكتوبة «حالياً لا أساس لمواصلة انخفاض سعر صرف اليوان». وأضافت أن «البنك المركزي قادر على إبقائه مستقراً على مستوى منطقي ومتوازن». وأدت هذه التصريحات إلى ارتياح في أسواق الأسهم الآسيوية والعملات في منطقة آسيا-المحيط الهادئ، بعد تسجيل أضخم حجم مبيع في يومين هذا الأسبوع منذ 1998، على الرغم من تأكيد المحللين أن هذا الارتياح ما زال مهتزاً. وصرح المحلل في البنك الكندي للتجارة في هونج كونج باتريك بينيت «على الأرجح أن الأسوأ انتهى». وأوضح أن «تدخل البنك المركزي الصيني هدأ الأسواق. لا أحد يعتبر أن اليوان سيواصل تراجعه إلى ما لا نهاية». وتضبط الصين عملتها بشكل صارم، وتتيح تقلبها ضمن هامش قدره 2% ارتفاعاً أو انخفاضاً حول السعر المرجعي الذي تحدده يومياً. وفسر المحللون هذا القرار المفاجئ بأنه مجهود لإنعاش الصادرات الصينية بتخفيض أسعار سلعها في الخارج ولدعم الإصلاحات الاقتصادية سعياً لإدخال اليوان إلى سلة العملات المرجعية الاحتياطية التي يعتمدها صندوق النقد الدولي والتي تتضمن حالياً الدولار واليورو والين والجنيه الاسترليني. وأثار تذبذب العملة التي لطالما تمتعت بالاستقرار المخاوف، وتوقع الكثير من المحللين استمرار تراجع قيمة اليوان في الأشهر المقبلة، ما سينعكس على حركة التجارة العالمية. وقالت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية أمس، إن تخفيض قيمة اليوان «يسلط الضوء على ضغوط أكبر على الاقتصاد»، لكنه يظهر أيضاً أن السلطات لا تزال ملتزمة الإصلاح الموجه نحو السوق. وقال يي جانج إن بلاده ستعجل بافتتاح سوق الصرف الأجنبي وستجتذب المزيد من المستثمرين الأجانب، إذ تقوم بتحرير أسواقها المالية. ويعتقد أن بنوك الدولة قامت أمس بشراء اليوان وبيع الدولار. وعلى الرغم من أن اليوان فتح على تراجع طفيف، أمس، كان السعر الفوري دون السعر الاسترشادي بنسبة 0,1%، وهو أقرب مستوى منذ نوفمبر، حيث حاول البنك المركزي إبطاء وتيرة البيع الحاد التي أدت إلى خسارة العملة الصينية نحو 3,2% من قيمتها منذ الإغلاق يوم الاثنين. وقال البنك المركزي أيضاً أمس إنه سيراقب التدفقات المالية «غير الطبيعية» عبر الحدود بعد أن أثار تخفيض قيمة العملة مخاوف من أن المستثمرين سيسعون إلى سحب رؤوس الأموال من الصين تحسباً لأي هبوط في سعر العملة في المستقبل. من ناحية أخرى، نقلت صحيفة تشاينا بيزنس نيوز عن ما جون كبير الاقتصاديين ببنك الشعب الصيني (البنك المركزي) قوله، إن البنك «قادر تماماً» على تحقيق الاستقرار في اليوان عن طريق التدخل في العملة. ونسبت الصحيفة إلى ما جون قوله «عند الضرورة فالبنك المركزي قادر تماماً على جلب الاستقرار لسعر الصرف عن طريق التدخل المباشر في سوق الصرف الأجنبي». وقال ما إن تراجع اليوان في اليومين الأخيرين «تحت السيطرة» وإن احتياطيات البلاد البالغة 3,65 تريليون دولار وتعد الأضخم في العالم قادرة على حماية العملة. واستبعد أن تشعل الخطوة الصينية شرارة منافسة عالمية على خفض قيمة العملات، قائلاً إن ثاني أكبر اقتصاد في العالم مازال قادراً على النمو نحو سبعة بالمئة هذا العام، وهو ما سيتماشى مع المستوى الحكومي المستهدف. وتشير سلسلة بيانات اقتصادية ضعيفة هذا الشهر بخصوص الصادرات والاستثمار والناتج الصناعي، إلى أن التباطؤ قد يكون تفاقم رغم خفض سعر الفائدة أربع مرات منذ نوفمبر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©