الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمام النسائي أفقه أهل عصره

الإمام النسائي أفقه أهل عصره
26 فبراير 2009 23:52
الإمام أبوعبدالرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي صاحب واحد من أشهر كتب الحديث الستة ''سنن النسائي''، وقد صنف الإمام النسائي مؤلفات كثيرة، بلغ مجموعها واحدا وخمسين كتابا، أهمها، السنن الكبرى، والصغرى، ''مسند علي''، و''الكنى الكبير''، و''عمل اليوم والليلة''، و''التفسير''، و''الضعفاء والمتروكون في رجال الحديث''، وبلغت أحاديثه 5774 حديثا، ووصف بأنه أفقه أهل عصره· ولد النسائي سنة 512 هجريا بنسا - بفتح النون - وهي مدينة بخراسان، وطلب العلم في صغره فارتحل إلى قتيبة في سنة 032 هجريا فأقام عنده سنة فأكثر عنه، ولرغبته الأكيدة في طلب العلم سافر إلى العواصم الإسلامية واتصل فيها بأهل المعرفة والحديث في خراسان والحجاز ومصر والعراق والجزيرة والشام والثغور· ودرس الحديث والفقه والعلوم العربية، على يد كبار الفقهاء والمحدثين منهم إسحاق بن راهويه، وهشام بن عمار، ومحمد بن النضر بن مساور، وسويد بن نصر، وعيسى بن حماد، وأحمد بن عبدة الضبي، وأبو الطاهر بن السرح، وأحمد بن منيع، وإسحاق بن شاهين، وبشر بن معاذ العقدي، وبشر بن هلال الصواف، وتميم بن المنتصر، والحارث بن مسكين، والحسن بن صباح البزار، وحميد بن مسعدة، وزياد بن أيوب، وزياد بن يحيى الحساني· وقال عنه ابن حجر في تهذيب التهذيب: ''سمع من خلائق لا يحصون· وانشغل - رحمه الله - بالعلم والتبحر في الحديث وتميز بالفهم والإتقان والبصر ونقد الرجال وحسن التأليف· وحدث عنه أبو بشر الدولابي، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو علي النيسابوري وغيرهم· واستوطن النسائي مصر ورحل الحفاظ إليه وكثر مريدوه فحسده مشايخها، فخرج إلى فلسطين· وقال عنه الذهبي: فوكان شيخنا مهيبا، مليح الوجه، ظاهر الدم، حسن الشيبة، وكان نضر الوجه مع كبر السن، يؤثر لباس البرود النوبية والخضر، ويصوم صوم داود ويتهجد· وقال الحافظ ابن طاهر: ''سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه فقلت قد ضعفه النسائي، فقال: يا بني إن لأبي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم، قلت: صدق فإنه ليَّن جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم''· وقال مأمون المصري المحدث: ''خرجنا إلى طرسوس مع النسائي سنة الفداء فاجتمع جماعة من الأئمة عبد الله بن أحمد بن حنبل ومحمد بن إبراهيم مربع وأبو الآذان فتشاوروا من ينتقي لهم على الشيوخ فأجمعوا على أبي عبد الرحمن النسائي وكتبوا كلهم بانتخابه''· وقال محمد بن المظفر الحافظ: ''سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار وأنه خرج إلى الفداء مع أمير مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه والانبساط في المأكل وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهدف· وقال الحافظ أبو علي النيسابوري أن فالإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائي· وقال أبو الحسن الدار قطني: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصر· وقال أبو سعيد بن يونس في تاريخه: فكان أبوعبد الرحمن النسائي إماما حافظا ثبتا· وقال الدار قطني: فوكان أفقه مشايخ مصر في عصره وأعلمهم بالحديث والرجالف· واختلفت كتب التاريخ في مكان وزمان وفاة الإمام النسائي - رحمه الله - فقال ابن خلكان وابن كثير إنه توفي بمكة مقتولا شهيدا مع ما رزق من الفضائل رزق الشهادة في آخر عمره سنة 303 هجريا، وقال البعض إنه توفي بفلسطين في صفر سنة 203 هجريا ومنهم ابن يونس وأبو جعفر الطحاوي، وذكر بعض المؤرخين أنه توفي بفلسطين سنة 303 هجريا ومنهم الحافظ أبوبكر محمد بن عبدالغني بن نقطة، وقال أبوعامر محمد بن سعدون العبدري الحافظ مات أبو عبدالرحمن النسائي بالرملة في فلسطين يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر سنة 303 هجريا، ودفن ببيت المقدس·
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©