الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

إسرائيل تغتصب المنتجات الفخارية·· أيضا

20 أكتوبر 2006 00:06
غـزة- محمد ابو عبده: واكبت صناعة الفخار الحضارات الإنسانية منذ الأزل، وقد عثر في قطاع غزة على قطع فخارية أثرية تعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد كما عثر في تل العجول بالقرب من وادي غزة على قبور مصنوعة من الفخار على النمط المصري، ويعود تاريخها إلى 1200 سنة قبل الميلاد· ويعود تاريخ الفخار في فلسطين إلى أكثر من 4000 سنة قبل الميلاد حيث كان المزارعون الفلسطينيون يستخدمون الفخار لتخزين محاصيلهم وكأوانٍ للطعام· ومما يؤسف له أن صناعة الفخار حالياً في تدهور مستمر، وذلك للعديد من الأسباب والعوامل؛ فقد كان عدد مصانع الفخار اليدوي قبل عام 1994 نحو 29 مصنعاً، ويعمل بها نحو 80 عاملاً، أما الآن فقد تقلصت إلى 10 مصانع، ويعمل بها نحو 50 عاملاً فقط· وتوضح دراسة أعدتها وزارة الصناعة الفلسطينية أن متوسط رأس المال العامل المستثمر لكل معمل منها يتراوح من 3000 دولار إلى 12000 دولار، وتبلغ إجمالي الأموال المستثمرة في هذه الحرفة نحو 53000 دولار علماً أنه يتم تسويق منتجات الفخار للسوق المحلية بنسبة 10%، والنسبة المتبقية (90%) إلى إسرائيل، والتي تقوم بدورها بتصديره للخارج كمنتج إسرائيلي· وفي مدينة غزة اشتهرت صناعة الفخار وذاع صيتها حتى أن حياً كبيراً بأكمله يعود إلى الفترة ذاتها يقوم على صناعة الفخار بالقرب من سور مدينة غزة القديمة عرف بحي الفواخير، وبعد عام ،1948 انتقلت هذه الصناعة بالكامل إلى حي آخر عرف بحي الدرج· ويمتاز الفخار في غزة بلونه المائل إلى السواد أو السمرة وذلك عائد إلى نوعية الطين ويوجد اللون الأحمر والذي تمتاز به مدينة الخليل وهي المدينة الثانية في فلسطين المشهورة بصناعة الفخار، وتنتشر هذه الصناعة في شمال الضفة الغربية أيضاً ولكن بشكل متفرق· وتعتمد الصناعة بالكامل على المادة الخام المحلية، ويتم تصنيع الدولاب وهــــو الأداة الرئيســــة في هذه الصناعـــــة يدويـــــاً وبشكل بدائي، أما أفران الشي فتصنع من الحجر الناري الذي يتحمـــل الحرارة، فيمــــا تعد جذوع الأشـــجار وأغصانها وكذلك الزيوت المعدنية هي الوقود الأساسي المستخدم في الأفران· وصناعة الفخار من الصلصال مهنة قديمة احترفها الكثير من أهالي بلاد الشام ومصر حيث كانت تصنع منه أغلب الأدوات المنزلية، ولجأت بعض النساء الفلسطينيات إلى المهنة عقب منع قوات الاحتلال الإسرائيلي للعمال من الدخول للعمل داخل الخط الأخضر· تقول أم محمد في الخمسين من عمرها، التي كان زوجها يعمل داخل الخط الأخضر وفقد عمله في بداية انتفاضة الأقصى: ''بعد ازدياد أحوالنا المعيشية سوءاً وبعد أن فقد زوجي عمله وحاول مراراً البحث عن عمل دون جدوى كان لابد لي أن أعمل شيئاً ولم أحتج للكثير من التفكير، ولم أجد عيباً في أن أتعلم حرفة، فاتجهت إلى صناعة الفخار في أحد المراكز التدريبية لأنها لا تحتاج إلى رأس مال كبير، وصممت أن أخرج من تلك الدورة وأنا قادرة على إنجاز الكثير من الأدوات الفخارية ويوماً بعد يوم تمكنت من الحرفة وبدأت العمل من منزلي''· وتضيف أم محمد: في البداية كانت هناك بعض المعوقات كالتوفيق بين متطلبات البيت وصناعة الفخار إلا أنني تغلبت عليها، واتجهت إلى الزخارف الإسلامية أستلهم منها وإلى تصميمات أخرى كثيرة قمت بتطبيقها على أدوات الزينة التي صنعتها· وتؤكد أم محمد أنها لم تتخذ تلك الحرفة كمجرد مهنة تدر عليها دخلاً فقط بل كان التحدي أن تبدع وتتفنن في كل ما تنجزه مع إعطاء أبنائها وزوجها وبيتها حقهم، وهي الآن راضية عن نفسها، ويتمثل ذلك في توفيرها لما يحتاج إليه أبناؤها· وكانت غالبية أدوات وأواني المطبخ الفلسطيني القديم تصنع من الفخار كالزبدية والجرة والأباريق والزير· وقالت أم إياد التي تصنع في الغالب أدوات الزينة من الفخار: إن هناك البعض من الناس يشتهي أن يأكل سلطة الخضار الحارة بزيت الزيتون في الزبدية القديمة وهي مصنوعة بكاملها من الفخار·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©