الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«قمة العشرين» تنتهي ببيان «مبهم» من أجل تهدئة التوترات

«قمة العشرين» تنتهي ببيان «مبهم» من أجل تهدئة التوترات
12 نوفمبر 2010 20:45
توافق قادة مجموعة العشرين أمس على التزام مخفف بمراقبة الاختلالات الخطيرة في الموازين التجارية، لكنهم لم يقدموا للمستثمرين دليلاً يذكر على أن العالم بات آمناً من كارثة اقتصادية. وجاء البيان الختامي مبهماً بشأن أمور محددة وجرى ترحيل الكثير من التفاصيل إلى اجتماعات في المستقبل. وفي أكثر القضايا جدلاً، وهي أسعار الصرف، وافق الزعماء على “الانتقال إلى نظم سعر صرف تحددها السوق” من أجل أن تعكس”العوامل الاقتصادية الأساسية”. لكن جرى استبعاد أي حديث عن “قيمة عملات مخفضة” نظراً للمعارضة الصينية. وبعد بداية مشحونة لقمة مجموعة العشرين في سيؤول، وافقت الدول النامية والناشئة على تحديد “إرشادات” غامضة لقياس الاختلالات بين اقتصاداتها المتفاوتة في سرعاتها، لكنها لجأت إلى مهلة لكي تهدأ التوترات وتركت مناقشة التفاصيل للنصف الأول من العام المقبل. وعقد القادة الأوروبيون اجتماعاً مصغراً منفصلاً خلال القمة لمناقشة الأزمة الائتمانية المتفاقمة في أيرلندا، التي تذكر بأن تداعيات أسوأ أزمة مالية منذ الكساد الكبير ما زالت تشكل تهديداً للاستقرار العالمي. وتضمن البيان الذي تم توقيعه في نهاية القمة، وهي خامس قمة منذ اندلاع الأزمة المالية في عام 2008، مكسباً محدوداً لكل طرف. وتعهد القادة بالسعي نحو أسعار صرف تحددها قوى السوق، في إشارة إلى اليوان العملة الصينية التي تخضع لسيطرة محكمة والتي تشكو الولايات المتحدة منذ فترة طويلة من أنها مقومة بأقل من قيمتها. وتعهد القادة بنبذ التنافس في خفض قيم العملات في محاولة لتهدئة مخاوف الدول الأخرى من أن تيسير مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) للسياسة النقدية يهدف إلى إضعاف الدولار. واستجابت المجموعة للاقتصادات الناشئة، التي تواجه صعوبة في احتواء التدفقات الرأسمالية الضخمة، بالموافقة على فرض إجراءات رقابية “مصممة بعناية”. واتفقت المجموعة أيضاً على أن هناك فرصة مهمة لكنها محدودة لإكمال جولة الدوحة لمحادثات تحرير التجارة التي انطلقت في 2001 وتعثرت لفترة طويلة. لكن المجموعة لم تشر إلى أيرلندا كما أن التعهدات الخجولة بالتعامل مع اختلالات الموازين التجارية لا تبدو قوية بما يكفي لإحداث أي تغيير حقيقي. وحذر صندوق النقد الدولي من أن الفجوات بين الدول المصدرة الغنية بالسيولة والدول المستوردة المثقلة بالديون تتسع إلى مستويات ما قبل الأزمة. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مؤتمر صحفي بعد القمة “العمل الذي نقوم به هنا لن يبدو مؤثراً دائماً”، مضيفاً “لن يكون دائماً مغيراً للعالم على الفور. لكن خطوة بخطوة ما نقوم به هو بناء آليات ومؤسسات دولية قوية ستساعد على استقرار الاقتصاد وضمان النمو الاقتصادي وتخفيف بعض التوترات”. وبعد أسابيع من السجال اللفظي، سعت الولايات المتحدة والصين إلى إحلال السلام بعد خلافاتهما بشأن عملة الصين “المقومة بأقل من قيمتها” والمخاطر العالمية الناجمة عن طبع الولايات المتحدة أموالا لتحفيز اقتصادها الذي يواجه صعوبات. وقال أوباما “أسعار الصرف يجب أن تعكس الحقائق الاقتصادية... الاقتصادات الناشئة ينبغي أن تسمح بعملات تحركها السوق”. وأضاف “هذا أمر أثرته مع الرئيس الصيني هو (جين تاو) وسنراقب ارتفاع العملة الصينية عن كثب”. وسعت المجموعة عبر توافقها إلى استعادة الوحدة التي نشأت خلال الأزمة قبل عامين، لكن الانقسامات العميقة أظهرت أن القادة لا يستطيعون الذهاب إلى أبعد مما اتفق عليه وزراء ماليتهم الشهر الماضي. وظل المفاوضون يعملون حتى ساعات الصباح أمس للتوصل إلى اتفاق يمكن أن يصدق عليه كل قادتهم رغم الخلافات الحادة التي ظهرت في الأيام السابقة للقمة. وقال مسؤول شارك في المفاوضات “لم يكن هذا مهرجانا للحب”. وعلى وجه الخصوص لم يتمكن القادة من الوصول إلى توافق بشأن كيفية تحديد متى تشكل اختلالات الموازين التجارية العالمية تهديداً للاستقرار الاقتصادي واكتفوا بالالتزام بمناقشة عدة مؤشرات في النصف الأول من 2011. وقال تيم كوندون مدير البحوث في “آي.إن.جي فايننشال ماركتس” في سنغافورة إن “من الصعب معارضة” تعهدات القادة لكنها أقل من التقدم المأمول من القمة. وقال “قرروا فقط وضع أهداف مرغوبة كنتيجة للقمة وأن يأملوا في تحقيق أفضل من ذلك وإنجاز المزيد في الاجتماعات القادمة”. وانقسمت مجموعة العشرين بعدما تحول الركود العالمي إلى انتعاش متفاوت السرعات. وأبقت الاقتصادات المتقدمة بطيئة النمو أسعار الفائدة عند مستويات قياسية منخفضة في محاولة لإطلاق النمو بينما انتعشت الاقتصادات الناشئة الكبرى بسرعة كبيرة لدرجة أن كثيرين يساورهم القلق من النمو التضخمي. وقال الخبير الاقتصادي ايلي كوهن مختصراً الوضع “إنها قمة لمجموعة العشرين مقابل لا شيء. كل ما في الأمر أنها طالما أننا نتباحث، فإننا لا نخوض حرباً”. كما اعتبر المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس-كان أنه ما زال على دول مجموعة العشرين أن تتعلم كيفية التعاون فيما بينها. وقال للصحفيين إن تطور مجموعة العشرين شبيه بتطور الاتحاد الأوروبي الذي تعلمت دوله أن تتعاون حتى لو “لم تكن ترغب بذلك كثيراً”. وتابع “الآن وقد انتقلنا إلى مرحلة ما بعد الأزمة حتى لو أن بعض المشكلات ما زالت قائمة، فإن الدول لم تعد ترغب كثيراً في التعاون، بل باتت منشغلة بالمقام الأول بسياساتها”. من جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها تلمس استعداداً متزايدا للتعاون في السياسات الاقتصادية داخل مجموعة العشرين. وقالت ميركل إن “ألمانيا لها بالطبع مصلحة كبيرة في أن تسود أجواء بناءة هنا”، مشيرة إلى أن هذا سينعكس بالطبع على الشركات الألمانية لاسيما العاملة في قطاع التصدير. وعرض الرئيس الصيني هو جين تاو على قمة مجموعة العشرين خطة من أربع نقاط لضمان نمو عالمي قوي ومستدام ومتوازن. وبحسب الرئيس الصيني فإن على المجتمع الدولي “تحسين الإطار لنمو قوي ومستدام ومتوازن” و”الدفاع عن التجارة الحرة” والنهوض بتنمية “منسقة” و”متوازنة” و”إصلاح النظام المالي” و”تقليص الفوارق التنموية”. وقال الرئيس الصيني إن بكين الصين ستتحول إلى نموذج للنمو الاقتصادي يقوده الاستهلاك وستعطي أولوية لدعم الطلب المحلي. ووجه انتقاداً غير مباشر للولايات المتحدة بأن دعا الدول التي تصدر عملات الاحتياطي إلى تبني سياسات تتسم بالمسؤولية والحفاظ على استقرار نسبي لأسعار الصرف.
المصدر: سيؤول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©