رأفت الشيخ :
''الكرة اجوان''·· جملة قصيرة شهيرة قالها المعلق المصري الراحل محمد لطيف حملت معها أجمل ما في كرة القدم·
وبينما يسعى المهاجمون الى هز الشباك واطلاق الفرحة في المدرجات فان الحراس والمدافعين يقاتلون لمنع الكرة من هز الشباك، ولكن مباريات الجولة الرابعة شهدت انطلاق الفرحة عشرين مرة ، فقد سجل اللاعبون عشرين هدفا منها سبعة أهداف رائعة حملت قدرات فردية وجماعية جميلة صفق لها الجميع·
والآن الى بعض الملاحظات قبل التوقف عند الأهداف السبعة:
أولا: خبراء كرة القدم لا يتوقفون عند جمال الهدف من لمسته الأخيرة ولكن أيضا عند طريقة صنعه ولذلك فان كثيرين يعتبرون هدف كارلوس البرتو مدافع البرازيل في المرمى الايطالي في نهائى كأس العالم 70 واحدا من أروع الأهداف لأنه جاء بعد نحو تسع تمريرات لم يلمس فيها لاعب ايطالي الكرة وانتهت الى بيليه فمنحها الى البرتو القادم من الخلف فأطلقها صاروخا انفجر في الشباك الايطالية مسجلا الهدف الرابع ·
ثانيا : اذا كنا في بلادنا العربية لا نهتم ولا نتوقف كثيرا عند صانع الهدف فانهم في أوروبا يقومون باحصاء عدد التمريرات القاتلة التي يقوم بها كل لاعب وتحولت الى أهداف ·
ثالثا: عندما نعود الى الجولة الرابعة نكتشف العديد من الحكايات، أهداف الوحدة الأربعة في مرمى الشباب تقاسمها المدافعون ولاعبو الوسط، فقد سجل حيدر ألو علي وعمر علي هدفين وهما يلعبان في الدفاع وسجل توفيق عبد الرزاق وعبد الرحيم جمعة هدفين وهما يلعبان في خط الوسط ، وفي المقابل فان أهداف الشباب الثلاثة سجلها المهاجمان تاجو برنس وسالم سعد وأيضا أهداف العين الثلاث في شباك دبي سجلها يستروفيتش هدفين ودودو بينما هدفا الأهلي فى مرمى النصر سجلهما مدافع ولاعب وسط ·
رابعا : أن أجمل أهداف الجولة كان منها اثنان للمدافعين هما سمير ابراهيم مدافع الشعب في مرمى الوصل وبدر ياقوت مدافع الأهلي في مرمى النصر واثنان للاعبي الوسط وهما هدف عبد الرحيم جمعة في مرمى الشباب وهدف حسن علي ابراهيم في مرمى النصر وثلاثة أهداف للمهاجمين وهي هدف محمد عمر في مرمى الشارقة وهدف حسين كعبي مهاجم الامارات في مرمى الفجيرة وهدف البرنس تاجو مهاجم الشباب في مرمى الوحدة ·
ونأتي الى أحد أجمل أهداف الجولة علما بأننا هنا لن نقوم باختيار الهدف الأجمل لأن جمهور كل فريق سيرى دائما أن أهداف فريقه هي الأكثر روعة·
تكتيك جماعي
ونبدأ بالهدف الذي سجله حسن علي ابراهيم نجم وسط الأهلي في الدقيقة الأخيرة من مباراة النصر، كرة تسلمها البديل عبيد خليفة الذي لعب بدلا من كامبروف وانطلق في المساحة الخالية في اليسار، قدم اللاعب درسا في كيفية الاحتفاظ بالكرة تحت ضغط اثنين من المدافعين، وبقي اللاعب يرفض التفريط في الكرة حتى انضم له بارودى فمرر له الكرة بينما كان حسن علي ابراهيم يقدم درسا في الانطلاق والتحرك في مركز رأس الحربة، بارودي قام بحركة تكتيكية رائعة عندما انتظر قليلا وهو يشق طريقه نحو مرمى النصر، حتى أوهم دفاع النصر أنه سيسدد نحو المرمى، فتخلى الدفاع عن رقابة حسن على ابراهيم الذي تسلم الكرة وراوغ الحارس على طريقة ألتوبيلى الايطالي في نهائي كأس العالم 1982 ضد ألمانيا ثم سجل بيساره هدفا رائعا بعد جملة أكثر من رائعة·
مهارة فردية
أما الهدف الثاني فكان من نصيب البرنس تاجو مهاجم الشباب في مرمى الوحدة في الدقيقة ،20 منحه ايمان مبعلى الكرة عالية داخل الصندوق، وكان اللاعب قد تمركز جيدا بعيدا عن الرقابة، وبدا أيضا أنه في قمة التركيز وأنه في انتظار الكرة وأنه بالفعل اتخذ القرار المناسب، طار اللاعب في الهواء ولعب الكرة خلفية مزدوجة داخل الشباك مسجلا هدفا يدل على مهارة فردية غير عادية ·
تمريرة واحدة
أما الهدف الذي سجله عبد الرحيم جمعة في مرمى الشباب فقد كشف عن مهارات مهمة أيضا في التعامل مع الكرة وهز الشباك، كانت الكرة مع الموهوب اسماعيل مطر الذي رفع رأسه فكشف الملعب كله في جزء من الثانية، ثم مرر كرة بالغة الدقة الى زميله عبد الرحيم جمعة ضرب بها كل دفاع الشباب، هكذا قدم الموهوب مطر درسا في كشف الملعب والتمرير الدقيق، بينما كان عبد الرحيم يقدم درسا في الانطلاق في عمق الدفاع دون الوقوع في مصيدة التسلل، تلقى عبد الرحيم الكرة وكان استقباله الجيد للكرة يساوي نصف الهدف تقريبا، أصبحت الكرة أمامه ولعبها بهدوء بجانب القدم الثابتة لحارس الشباب الذي كان قد تقدم لاغلاق المرمى فوجد الكرة في شباكه مسجلة الهدف الرابع للوحدة بعد 44 دقيقة·
تركيز بدر ياقوت
وهناك هدف بدر ياقوت مدافع الأهلي وهو الهدف الأول لفريقه في مرمى النصر، كرة من ضربة ركنية أرسلها عادل عبد العزيز متقنة داخل الصندوق بعد عشرين دقيقة ، ياقوت كان في قمة التركيز كلاعب يتقدم مع زملائه لا لعمل زحام داخل صندوق النصر ولكن للمشاركة بفعالية داخل الصندوق، انتظر اللاعب الكرة ثم مال بجسده قليلا الى الوراء وبقدمه اليسرى سدد الكرة مستقيمة قبل أن تلمس الأرض لم يملك الحارس الا النظر اليها وهي تهز شباكه·
ضربة رأس
وفي ملعب الوصل قدم الظهير الأيمن سمير ابراهيم درسا في الهروب من الرقابة اللصيقة، ضربة ركنية في الدقيقة الثانية عشرة وكل لاعب وصلاوي يراقب لاعبا شعباويا، بمجرد أن أطلق سيف محمد الكرة الركنية وبينما كانت الكرة في الهواء كان سمير ابراهيم يتقدم سريعا حتى سبق مدافع الوصل ثم مال بجسمه الى الأسفل حتى أصبحت الكرة في متناوله ولعبها مباشرة برأسه في الشباك مسجلا هدفا جميلا·
أما مهاجم الامارات حسين كعبي فقد قدم درسا في المراوغة المجدية، وكيفية استغلال القدرات الفردية لصالح الفريق، تلقى الكرة خارج الصندوق فتحكم فيها بروعة وهو ينطلق نحو المرمى وراوغ ثلاثة مدافعين ومن بعدهم الحارس قبل أن يضع الكرة في الشباك بعد 76 دقيقة·
وشهد ملعب الشارقة تسجيل محمد عمر واحدا من أروع الأهداف بعد 66 دقيقة، كرة تحرك بها توني في الجبهة اليمنى ثم أرسل كرة عرضية متوسطة الارتفاع، تحرك لها محمد عمر ومعه أحد مدافعي الشارقة ، كان هداف الجزيرة قد اتخذ الوضع المناسب للتسديد وخطف الكرة وهى تكاد تلمس الأرض لتذهب في الزاوية البعيدة مسجلا هدف فريقه وهدف الفوز بالمباراة ·
عدد اليوم
