الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

10 قواعد تربوية في عقوبة الأبناء

10 قواعد تربوية في عقوبة الأبناء
13 أغسطس 2015 22:50
خورشيد حرفوش (القاهرة) لم تحظ أي قضية تربوية وسلوكية باهتمام وتناول وجدل واختلاف مثلما حظيت مسألة «عقاب الأبناء» من اجتهادات وآراء متباينة ومتحيزة في أحيان عديدة، شأنها في ذلك شأن قضايا تربوية وسلوكية عديدة يتبنى أصحابها وجهة نظر محددة، وغالبا ما تكون «أسيرة» لفكر أو اتجاه أو ثقافة ذاتية ومحدودة وضيقة. الإشكالية الأهم في هذه المسألة ليست في العقوبة أو في الاختلاف، وهل نعاقب الطفل أم نترك له الحبل على الغارب؟ إنما هي في التداعيات السلوكية الخطيرة للرأي «المتطرف» بـ «نعم» أو بـ «لا»، لأن تحجر الرأي أمام مثل هذه القضايا الشائكة المهمة من شأنه أن يخلف انعكاسات تربوية عديدة تمزق وتهدم شخصية الطفل، وتمحو كيانه الإنساني إلى الأبد، لذا لا يجب أن نتبنى سلفا موقفا ما، يميناً أو يساراً، ولا ندعو أن يكون المتلقي «مؤيداً» أو «معارضاً» لأن الأمر لا يتعلق بصراع في حلبة السياسة. شمولية الرؤية لعل أروع وأشمل وأعمق ما طرح خلال النصف عقد الأخير حول مسألة عقوبة الطفل، ما طرحه البروفيسور الأميركي الدكتور بنجامين سبوك - يعد من أشهر أساتذة الطب النفسي وتربية الأطفال، ويطلق عليه «مربي الجيل» - ويعرض رؤيته حول عقاب الأبناء من خلال «مشاكل الآباء في تربية الأبناء». يقول سبوك «قد يفهم البعض أن الآباء عموماً يؤيدون عقاب الأبناء، والأمهات يرفضن ذلك، وقد يفهم البعض أن الميل نحو أهمية العقوبة التربوية تتنافى وقواعد الإنسانية وحقوق الطفل، أو يجب أن ننحاز لضرب الطفل كما كان الآباء في السابق يفعلون، وهذا ما يفسر نجاحهم - من وجهة نظرهم - في تربية أبنائهم كما فعلوا معنا. إن الوقوف خلف نقطة واحدة تدل على عدم فهم كل الجوانب المرتبطة بتربية الطفل، لأن لو حدث ذلك يؤكد عجزنا عن التعامل السليم معه. لكن ضرب الابن ليس هو الحل الوحيد، كما أننا سنجد آباء كثيرين فشلوا مع أبنائهم باتباع هذا الأسلوب إذا كان هناك من نجح، لذا يمكن القول بأن المهم هو الإحساس السليم وأساس التربية، فإحساس الوالدين تجاه الابن، وإحساس الابن تجاه والديه، وجهان لعملة واحدة، ومقدار التفاني الذي يبذله الوالدان من أجل ابنهما ورغبتهما العميقة في نجاحه. فدفء حب الوالدين هو الذي يغرس في الطفل حبه لنفسه، وحبه للآخرين، وحب الآخرين له. وكل ما يكتسبه من والديه في الصغر من أحاسيس إيجابية تنعكس على الآخرين بالضرورة عندما يكبر، والعكس صحيح». قوة الإرادة ويكمل سبوك «إن الذين يتحمسون لضرورة عقاب الأبناء إنما يختارون أسلوباً في تربية الأبناء يطبقونه بقوة الإرادة ووجهة نظرهم تتجاهل تماماً الأحاسيس والمشاكل التي تدور في أعماق الوالدين أو الطفل، كما تثار إشكالية توقيت العقاب، فور ارتكاب الابن للخطأ، أم تأجيله لما بعد زوال الغضب، ويصبح الأب أكثر هدوءا؟ كما تثار تساؤلات الوالدين حول شكل وطبيعة العقاب المناسب». ويجيب سبوك «إن مسألة اختيار توقيت العقاب أمر متروك لتقدير الوالدين، وهل يجدي العقاب أم لا؟ وهل يستحقه الطفل بالفعل؟ وأي من أساليب العقاب أكثر تأثيراً؟ فلا يجب بأي حال أن نجيز إطلاق ضرب الطفل ونسقط في شباك الإهانة أو التغليظ أو الأذى الجسدي المبرح، فهذا يتناقض فيما قلناه عن الأحاسيس والمشاعر، فقد تكون «قرصة الأذن» أشد إيلاماً وتأثيراً من سواها من أشكال العقاب الأخرى، ولا يجب أن نعتبر أن ضربة خفيفة على مؤخرة الطفل تتساوى مع صفعه بالكف على وجهه. كما لا يجب أن نؤجل العقاب ونترك الطفل ينتظره طويلًا، فتطول فترة آلامه النفسية، أو يفقد العقاب جدواه. الطريق المثلى للتأديب * القدوة الحسنة للوالدين الأبلغ تأثيراً في غرس مفاهيم وقيم التنشئة الاجتماعية السليمة لدى الأبناء. * ضرورة اتفاق الوالدين حول أسلوب تربيتهما لأبنائهما، لا سيما ما يتعلق بالثواب والعقاب. * على الوالدين أن يتفهما طبيعة وخصائص نمو ونضج الطفل، وسمات كل مرحلة، ومعاناته اليومية في البحث عن ذاته، وكيف يكون مسؤولاً عن تصرفاته. * تجنب التعامل مع أخطاء الأطفال وتجاوزاتهم في حالات الضيق أو الغضب والوقوع تحت وطأة ضغوط نفسية واجتماعية لا دخل للأبناء بها. * عدم الوقوع في ازدواجية المعايير، فما يقبله الوالدان اليوم، لا يجب ألا يرفضانه غداً، وما يسمح به اليوم، لا يجب أن يدخل في قائمة الممنوعات غداً. * هناك فروقات شاسعة بين العقاب التربوي الهادف الذي يساعد على تكامل نمو ونضج شخصية الطفل، وتمييزه بين الصواب والخطأ، والإهانة التي تخلف شخصية مهتزة وممسوخة. * الهدف من العقوبة ليس التخويف، إنما التهذيب وإكساب الطفل قواعد السلوك المقبول والسليم. *عدم الإفراط في العقوبة أو المبالغة فيها في حاجة ودون حاجة، حتى لا تصبح عديمة الجدوى. * الهدف من العقاب أن يدرك الطفل أن العقوبة طريقة لجعله يفكر في العودة إلى السلوك الصحيح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©