الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تصنع أسرع كمبيوتر عملاق في العالم

الصين تصنع أسرع كمبيوتر عملاق في العالم
12 نوفمبر 2010 20:53
تمكّن مركز بحوث علمية صيني من تصنيع أسرع كمبيوتر عملاق في العالم لتحل الصين محل الولايات المتحدة وتعتلي قائمة تصنيع أسرع جهاز حاسوب ويجعلها عن جدارة قوة تكنولوجية عظمى. تبلغ قدرة هذا الكمبيوتر الذي سمي (تيانهي - وان ايه) 140 في المئة من قدرة الكمبيوتر العملاق السابق القائم حالياً في أحد المختبرات القومية الأميركية في ولاية تنيسي، وفقاً للاختبار المعياري المستخدم في قياس قدرة الأجهزة على معالجة الحسابات الرياضية، بحسب جاك دونجارا عالم الكمبيوتر بجامعة تنيسي والمتخصص في ترتيب نظم الكمبيوتر العملاقة. وعلى الرغم من عدم إصدار دونجارا القائمة الرسمية لأسرع 500 جهاز كمبيوتر (التي تعلن كل ستة أشهر) حتى الآن. حيث إنه من المقرر أن تصدر قريباً، فإن الكمبيوتر الصيني سيزيح الجهاز الذي يعتلي القمة حالياً. بحسب ما قاله دونجارا. في مقدور جهاز كمبيوتر تيانهي - وان ايه الموجود حالياً في المركز القومي للحوسبة العملاقة في مدينة تايانجين الساحلية الواقعة شمالي الصين إجراء حسابات 2507 بيتا فلوب، ما يساوي 2507 تريليونات عملية حسابية في ثانية واحدة فقط، بحسب ما أفادت وكالة اسوشيتد بريس من بكين. وقال لي نان مدير مكتب مشروعات تيانهي التابع للجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع لقناة “سي سي تي في” الصينية: “إن هذه السرعة الجديدة التي حققتها الصين تعني أننا سنحل محل الولايات المتحدة لنحمل الرقم القياسي العالمي الجديد”. يذكر أن هذا التصريح نشر مؤخرا على مواقع شبكة بحوث الكمبيوتر الصينية. وأضحى سباق بناء أسرع كمبيوتر عملاق مصدر فخر قومياً نظراً لأهمية تلك الأجهزة وقدرتها على حل معضلات ومسائل تهم المصالح القومية في مجالات الدفاع والطاقة والمالية والعلوم. كما شقت تكنولوجيا الحوسبة العملاقة طريقها إلى مجالات أعمال عامة، فشركات الغاز والنفط توظفها في البحث عن المكامن ويستعين بها متداولو وول ستريت لإجراء تداولات آلية فائقة السرعة. حتى إن شركة بروكتور اند جامبل تستخدم الحوسبة العملاقة لضمان عدم كسر شرائح بطاطا برينجلز أثناء تعبئتها في العلب. وبالطبع تجذب مراكز البحوث أجهزة الكمبيوتر العملاقة أفضل العلماء والخبراء الأمر الذي يزيد أهمية تلك الأجهزة ولا يجعلها تقتصر على إجراء العمليات الحسابية المعقدة. خلال العقد الماضي ارتقى الصينيون تدريجياً في قائمة أسرع أجهزة كمبيوتر في العالم ويأتي تيانهي -وان إيه ليتوج مليارات الدولارات من الاستثمارات والتطوير العلمي ما يشهد تحول الصين من مرحلة التقليد إلى مرحلة الابتكار وتضحى بذلك ذات نفوذ تكنولوجي فائق. وقال وو تشون فيخ خبير الحوسبة العملاقة والبروفيسور في معهد فيرجينيا الفني وجامعة فيريجينيا “ما يخشى من ذلك أن سيطرة الولايات المتحدة على الحوسبة عالية الأداء تتعرض للتهديد الآن، وقد يؤثر ذلك على أسس مستقبلنا الاقتصادي”. يتم تصنيع أجهزة الكمبيوتر العملاقة الحديثة من خلال تجميع آلاف من خوادم الكمبيوتر الصغيرة واستخدام برامج سوفتوير لتجعل منها منظومة واحدة. وبذلك فإن أي مؤسسة لديها تمويل كاف والخبرة اللازمة في مقدورها شراء الأجزاء وتصنيع أو تجميع جهاز كمبيوتر سريع. ويتبع الصينيون هذا النهج من خلال ربط آلاف وآلاف من الرقائق التي تصنعها شركات انتل ونفيديا الأميركيتين. غير أن سر الصنعة (والإنجاز التكنولوجي) يكمن في عملية الربط وتكنولوجيا توصيل الشبكات التي يطورها خبراء صينيون يحركون البيانات ذهاباً وإياباً عبر أجهزة الكمبيوتر بسرعات قصوى حسب دونجارا الذي يضيف قائلاً: “هم بنوا هذه التكنولوجيا فهم يمارسون الحوسبة العملاقة بكل جدية واهتمام”. في وسع عملية الربط الصينية معالجة بيانات بسرعة تبلغ نحو ضعف سرعة عملية ربط عادية تسمى انفينباند Infiniband مستخدمة في العديد من نظم الكمبيوتر العملاقة. درجت الولايات المتحدة لعقود على تطوير معظم أسس التكنولوجيا المستخدمة في الكمبيوترات العملاقة وقامت بتصنيع وبناء أضخم وأسرع أجهزة في مختبرات البحوث والجامعات. بعض أهم النظم الحاسوبية تحاكي آثار الأسلحة النووية، بينما تستخدم نظم أخرى في التنبؤات الجوية وتساعد في بحوث الطاقة. وفي عام 2002 خسرت الولايات المتحدة تاجها في مجال الكمبيوترات العملاقة لأول مرة في مفاجأة مذهلة، حين كشفت اليابان عن جهاز قدرته تفوق قدرة أكبر 20 كمبيوتر أميركيا مجتمعة. وردت حكومة الولايات المتحدة فوراً، حيث شكلت مجموعات لتخطط إلى الفوز مرة أخرى وأنفقت الكثير من الأموال في مشاريع الحوسبة الفائقة واستردت الولايات المتحدة ريادتها عام 2004 واحتفظت بها حتى وقتنا هذا. وفي مؤتمر الحوسبة الذي عقد مؤخرا في الصين ناقش باحثون أساليب استخدامهم الجهاز الجديد في البحوث العلمية في مجالات الفيزياء الفلكية والتنميط البايوجزيئي. وفي مقدور تيانهي - وان ايه إجراء عمليات رياضية بسرعة تفوق سرعة أحد أقدم أجهزة الكمبيوتر العملاقة الذي صنع عام 1976 بتسعة وعشرين مليون مرة. وقال دونجارا إن هناك مشروعاً صينياً طويل الأجل لتصنيع رقائق تنافس رقائق انتل وشركات أخرى لا يزال قيد التنفيذ ويبدو واعداً. وأضاف أن المشروع ينتظر أن تبدأ ثماره خلال سنة أو سنتين. كما قال إنه في نوفمبر الجاري حين تصدر القائمة يتوقع أن ينضم كمبيوتر صيني ثان إلى أسرع خمسة أجهزة تتويجاً لسنوات من الاستثمار. وقال فينج: “اليابانيون ظهروا فجأة وأذهلوا العالم، والصين الآن تفعل الشيء نفسه”. ترجمة: عماد الدين زكي نقلاً عن انترناشيونال هيرالد تريبيون
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©