قبل سنوات كانت الحياة البسيطة والقناعة الدائمة للناس هي دستور حياتهم، ولكن وبعد التغييرات التي حدثت في العديد من النواحي الاقتصادية والاجتماعية، وتوفر فرص العمل لشريحة كبيرة، وقيام الثورة الاجتماعية التي اوجدت فوارق طبقية، ومع دخول الكثير من المدخلات التي سلبت الراتب الشهري قيمته واهميته، اصبحت معظم الأسر الاماراتية امام تحد كبير وحزمة من الطلبات والتي لا تنتهي عند باب معين، مع ارتفاع الأسعار لمعظم المواد الغذائية، ونتيجة لاهتمام اولي الأمر من حكام، وتجار، وميسوري الحال، برزت الجمعيات الخيرية على امتداد جغرافية دولة الإمارات، فاليوم لا تخلو امارة من امارات الدولة من هيئة، أو جمعية، فكل هؤلاء جميعهم في خندق واحد الا وهو العمل الانساني الخيري، فمنهم من يقدم المساعدات المالية، ومنهم من يقدم حقيبة الطالب، ومنهم من يقدم المير الشهري، ومير شهر رمضان، ومنهم من يقدم كفالة اليتيم، حيث يبلغ ما يتم جمعه وصرفه الملايين·
ان الهيئات والجمعيات الخيرية تواجه سيلا عرما من اصحاب الظروف والاحتياجات، حيث ان الشريحة تكبر يوما بعد يوم، ومعها تزداد احتياجاتها التي في بعض الاحيان من الصعب تلبيتها، وقد تكون الموارد المالية لهذه الهيئات والجمعيات لا تكفي المطلوب تغطيته، حيث كانت المعيشة في الماضي في حدود الدخل، ولكن اليوم المعيشة اكبر من الدخل، ناهيك عن الاختراقات الجوفاء والتي يتحملها الراتب نتيجة لقصور في الرؤيا بات الراتب مجرد اسم مكتوب في سجلات الوزارة·
ونظرا للامتداد اللامعقول لشريحة الفقراء والمحتاجين ومن لا يملك شيئا، وفي حال بقيت حالة المجتمع هكذا فإننا سنواجه الكثير من الحالات التي يصعب معالجتها وايجاد الحلول لها، فمهما توفرت الهيئات والجمعيات والمؤسسات الخيرية، والتي عليها توفير احتياجات مقدمي الطلبات الا ان التحدي هنا سيكون كبيرا·
ونحن نرى الجهود الانسانية الطيبة التي يتحملها الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة محمد بن راشد، جمعية بيت الخير، جمعية دار البر، جمعية الشارقة الخيرية·· وغيرها التي لا مكان لحصرها، والتحدث عنها، ان هذه الهيئات والجمعيات الخيرية، والمؤسسات إنما هي وسام حب على صدر الإمارات، ورسالة ايمان لقلوب مؤمنة بأن أيادي أهل الامارات مبسوطة بالحب، والأمل وهذا شهر رمضان قد اقبل وبدأت تباشير قدومه تعطر اجواءنا·· وله اعلنت هيئة الهلال الاحمر والجمعيات الاخرى حالة الطوارئ وحالة الاستنفار واخذت مواقعها في كل اركان المعمورة لمن يتقدم ويقدم الخير·· ويا باغي الخير اقبل·
عبدالله حميد - رأس الخيمة
عدد اليوم
