الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإعداد الجيد يسهل انتقال الأبناء بين المراحل التعليمية

الإعداد الجيد يسهل انتقال الأبناء بين المراحل التعليمية
2 سبتمبر 2014 20:43
الانتقال إلى مرحلة دراسية جديدة سواء الثانوية أو الجامعة أو غيرهما من المراحل، ينبغي الإعداد لها جيدا، حتى لا يحدث أي خلل في العملية التعليمية، للطالب لدى دخوله عالما جديدا من الزملاء والمعلمين والبيئة الدراسية التي تختلف بشكل كلي عن الحالة التي كان يعيشها خلال المرحلة الدراسية السابقة، ونظرا لأهمية تلك الفترات في حياة كل فرد وتجنباً لأي تأثيرات سلبية قد تحدث فيها، يضع تربويون بالتعاون مع الأهل الخطط والأساليب الصحيحة التي تساعد أبناءهم على الاستمرار في مسيرة التعليم، بنجاح وتفوق، والإفادة من الخبرات والمهارات الجديدة التي يكتسبونها في المرحلة الدراسية الجديدة سواء كانت داخل المدرسة أو الجامعة. حلقة في سلسلة يقول نايف محمد، الموظف بوزارة الداخلية، ولديه أكثر من ابن في مراحل التعليم المختلفة، إن المراحل التعليمية جميعا تمثل أهمية واحدة عند رب الأسرة، لأنها حلقة في سلسلة طويلة تمارس من خلالها عملية التربية والتعليم منذ الطفولة وحتى انتهاء الأبناء من المرحلة الجامعية، غير أن كل مرحلة تتطلب استعدادا خاصا سواء من جانب ولي الأمر، أو المدارس. وعن نفسه يحاول التعرف على بعض المواد التي سيدرسها ابنه، حتى يستطيع أن يساعده إذا توافرت الظروف المناسبة لذلك، كما يجلس معه للحديث عن المرحلة الجديدة التي سيلتحق بها، وأنها ستكون حاسمة في حياته خاصة بالنسبة للمرحلة الثانوية، وإدراك أنه كلما كان تركيزه أكثر سيحصل على درجات أعلى وبالتالي تتسع فرص التحاقه بالكلية التي يرغب فيها. وأكد محمد، أن دوره كولي أمر، لا ينبغي أن يقتصر فقط على الجانب المادي، ولكن الناحية المعنوية والتربوية خاصة في الأيام والأسابيع الأولى من المرحلة الدراسية التي انضم إليها الابن أو الابنة، لأنه يساعده حينها في رسم الطريقة والأسلوب التي يتعامل بها مع زملائه ومدرسيه وينهي العام الدراسي وقد حقق الأهداف التي وضعها لنفسه. أهمية التواصل من جانبه، يؤكد قاسم الصمادي، ولي أمر ومدرس تربية إسلامية بإحدى مدارس أبوظبي، ضرورة وجود تواصل بين ولي الأمر والمدرسة بحيث يكون على اطلاع بكامل سلوكات وتصرفات ابنه داخل الفصل من خلال تقرير أكاديمي سلوكي شهري، من قبل إدارة المدرسة عن سلوكات ابنه ومستواه التعليمي، مشيرا إلى أنه لابد من نصح وتوجيه الابن بالصحبة الطيبة وتحذيره من رفاق السوء، وعلى ولي الأمر أن يتعامل مع ابنه بشكل أخوي كلما زاد عمره، بحيث يتقرب من الابن من دون أي حاجز من الخوف الذي يحول دون المصارحة واطلاع الأب على ما قد يعانيه ابنه في المرحلة الدراسية الجديدة، التي تستلزم من الطالب سعة مدارك أكثر وأصدقاء جدد والتعايش مع بيئة مدرسية أخرى، وربما مرحلة جامعية يترك من خلالها المدارس بشكل كامل. ويلفت إلى أن كل مرحلة تعليمية تتطلب أسلوبا معينا في التعامل بين ولي الأمر والطالب، وفي حال لاحظ ولي الأمر أن ابنه يمارس بعض السلوكات غير المرغوب فيها لدى التحاقه بالمرحلة الدراسية الجديدة، عليه أن يتواصل مع الأخصائي الاجتماعي ويستمع لتوجيهاته وتزداد مراقبة الابن وتوجيهه للطريق الصحيح، وأهم ما في هذه المرحلة الابتعاد عن الضرب والتوبيخ، باعتبارهما أساليب خاطئة وتصنع حواجز بين ولي الأمر والابن، ويمكن أن تؤدي إلى التحدي في بعض الأحيان وبالتالي تعطي نتيجة عكسية سيئة. ومن واقع خبرته التربوية، ينصح الصمادي، الطلاب والطالبات المقبلين على مرحلة دراسية جديدة، بزيادة حرصهم على المواد التعليمية والاستماع بوعي لنصائح المعلمين وولي الأمر، وممارسة الأنشطة النافعة داخل المؤسسة التعليمية الملتحق بها، حتى يملأ وقت فراغه بما يفيده ويطور مهاراته. أما ولي الأمر، فعليه أن يكون جادا في متابعة ابنه ومراقبة سلوكاته داخل البيت وحتى خارجه، والتواصل المستمر مع إدارة المدرسة والمدرسين بشأن ولده أكاديميا وسلوكيا، حتى يطلع المدرسة على ما قد ينشأ من سلوكات غير مرغوب فيها داخل البيت، ويتعرف على ما يطرأ على أسلوبه داخل المدرسة، حتم يتم التعاون على حل ومواجهة تلك العقبات في أول ظهورها. اختبار مستوى إلى ذلك، تقول لينا خميس، مديرة مدرسة الوردية بأبوظبي، إن المدرسة وإدارتها يلعبان الدور الأهم في استمرار العملية التعليمية بنجاح حين ينتقل الطالب أو الطالبة من مرحلة إلى أخرى، حيث تقوم المدرسة بعمل اختبار للطلاب الجدد للوقوف على مستواهم، وغالبا يدور الاختبار حول معلومات عامة في اللغة العربية والانجليزية والرياضيات، ومن هنا يتبين المستوى إذا كان متفوقا أو ضعيفا، وبناء عليه يتم متابعة الطالب وتقييم حالته والإشراف عليها حتى نضمن نجاح العملية التعليمية كاملة. وتلفت خميس إلى أن هذه الاختبارات كثيرا ما تأتي بمفاجآت، موضحة «نجد البعض يحمل علامات مرتفعة للغاية، ولكن عند عمل اختبار حقيقي لمستواهم لا تصل علاماتهم إلى حدود درجات النجاح. وهذه الإشكالية تتم مواجهتها بأساليب علمية تتناسب مع المستوى الحقيقي للطالب». وتتابع «في بداية كل عام، نقوم بعمل اختبار لكل الطلاب حين ينتقلون من صف إلى آخر، ونقوم بتحليل النتائج، ونضع خطة للتدريس تجاه أصحاب المستويات الدراسية العليا والمتوسطة والضعيفة، ونشجع الموهوب منهم وندعمه بإشراكه في منافسات خارج المدرسة وداخلها يحصل من خلالها على تقديرات وتكريمات تحفزه على بذل المزيد في تحصيل العلم داخل المدرسة والالتزام بالسلوكات التربوية الصحيحة». وتوضح خميس أنه بالنسبة لذوي المستوى الدراسي الضعيف يتم الاستعانة بالأخصائية الاجتماعية في المدرسة، والتي تحاول التعرف على سبب التأخر الدراسي، وربما يكون بسبب صعوبة لهجة المدرس ومشاكل السمع والبصر. أما إذا كان السبب التشتت وقلة التركيز، فيتم استدعاء ولي الأمر ومناقشتهم والتعاون مهم من أجل التغلب على تلك المشكلة، وهذه الطريقة أثبتت نجاحا كبيرا». وعن النصائح التي توجهها خميس إلى أولياء الأمور عند التحاق أبنائهم بمرحلة دراسية جديدة، تقول «أشدد على ضرورة اقترابهم من أبنائهم وتخصيص وقت يومي لذلك وعدم التحجج بمشاغل الحياة، لأن أبناءهم هم أهم ما لديهم ويجب إعطاؤهم الأولوية القصوى خاصة في الأوقات التي يزداد احتياجهم فيها إلى أولياء الأمور والدعم والمساندة النفسية». وبالنسبة للمدارس الثانوية، تقول خميس إنه يجب على مسؤوليها إحضار اختصاصيين ومرشدين من الجامعات ليشرحوا لطلاب المرحلة النهائية أجواء الجامعة، وكيفية التعامل مع هذه المرحلة المهمة في حياتهم، ودورهم تجاه زملائهم ومدرسيهم وكيف يقضون هذه الفترة الحيوية في حياتهم وقد خرجوا منها بأكبر قدر من الفائدة والمتعة، وهنا يجب على المدارس الثانوية أن تتابع أبناءها الطلاب في المراحل الأولى بالجامعة، وتكون هناك لقاءات دورية معهم حتى نساعدهم في التغلب على أي نوع من المشكلات والصعوبات التي يواجهونها، ويمكن استغلال أوقات العطلات الرسمية في عمل مثل تلك اللقاءات مع الطلاب والتي تكون خير معين لهم في بداية حياة جامعية جديدة». أهمية المتابعة تشدد لينا خميس، مديرة مدرسة الوردية بأبوظبي، على أهمية المتابعة التربوية خلال عمليات الانتقال من مرحلة إلى أخرى، وهذه المتابعة وحدها كفيلة بحماية الطلاب والطالبات من أي اهتزازات نفسية أو تراجع في المستوى الدراسي حين الالتحاق بمؤسسة أو مرحلة تعليمية أخرى، مضيفة «الأهل عليهم ملاحظة بناتهم وأولادهم ومعرفة أصدقائهم ومتابعة المواد الدراسية والتأكد من انتظامهم في الدراسة بنجاح، وذلك بأسلوب لائق يزرع الثقة بين الطرفين، وهذا وحده يسهم في مساعدة الطلاب والطالبات على اجتياز المراحل التعليمية كافة بنجاح، ويجنبهم أي اهتزازات نفسية أو تراجع في المستوى الدراسي». تجربة حقيقية أحمد عبد الحميد، الموظف بإحدى الهيئات الحكومية في أبوظبي، يروي تجربة عايشها شخصياً مع ابن عمه الذي كان متفوقاً دراسياً طوال سنوات الدراسة العادية حتى التحق بكلية الطب، وحين دخل مجتمع الجامعة المفتوح بما يضمه من علاقات واسعة من أصدقاء من الجنسين ومواد دراسية كثيرة ومتشعبة، وفي ظل ضعف رقابة الأهل، اعتقاداً منه بأنه صار كبيراً بما يكفي للاعتماد على نفسه، غير أن وجهة النظر تلك كانت خاطئة تماماً، حيث انبهر ابن العم بحياة الجامعة وما يصحبها من طلعات ورحلات، وبدأ في إهمال دروسه تدريجياً حتى رسب في العام الأول في كلية الطب، وكانت تلك أول صدمة دراسية يتلقاها في حياته، ولم يستطع التعامل معها جيداً وفشل والداه في مساعدته على اجتياز تلك الصدمة، وبدأ مستواه يتراجع أكثر حتى رسب عامين على التوالي، وتم فصله من الكلية، والتحق بإحدى الكليات وواصل رسوبه فيها أيضاً، إلى أن فصلوه والتحق مؤخراً بأحد المعاهد التعليمية الأقل من العادية، ويدفع والده حالياً مبالغ خيالية كل عام، في محاولة منه لدفعه لاستكمال دراسته حتى يحصل على ذلك المؤهل الذي هو أقل بكثير من كلية الطب التي كان طالباً فيها قبل سنوات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©