الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التعليم والتقدم

20 أكتوبر 2006 00:57
لعل تفجر المعرفة وثورة المعلومات وظهور نتائج الانفجار المعرفي والاهتمام المتزايد بالعلم الذي صنع كل معجزات ومنجزات الإنسان خلال القرن العشرين دفعت بالعديد من دول العالم باتجاه مراجعة الواقع التعليمي والسياسة التعليمية لما يخدم ويحقق أهداف التنمية المختلفة فأميركا رفعت قبل سنوات في تقرير شهير عن واقع تراجع التعليم في أميركا عن كثير من دول العالم كاليابان وألمانيا وجاء التقرير الذي وضعه مجموعة من خبراء التعليم الاميركيين تحت شعار ''أمة في خطر'' وكان هذا التقرير البداية لتصحيح مسار التعليم في أميركا من حيث الأهداف والمنهج والهياكل التعليمية على ضوء التجارب السابقة والتخطيط من جديد والارتقاء بالمعلم وتطوير وتعديل وتغيير الوظائف دون اغفال الطالب باعتباره المحور الأساسي للعملية التعليمية والتربوية من حيث الاهتمام به وتوفير جو مناسب يتعلم فيه وعدم اغفال دور البيت وتكوين رابطة وعلاقة قوية مع المدرسة· وكذلك الاهتمام بالمدرسين وتطوير قدراتهم وقياس أدائهم بصورة دائمة وإجراء اختبارات الذكاء والإبداع والابتكار ومعرفة الصعوبات التي تعيق التعليم وإتباع أسلوب الدراسة الميدانية مع الحلول والعلاج وقد يحتاج هذا الأمر إلى وقت ومال ولكن بصورة تدريجية يمكن التغلب عليهما وتحقيق المطلوب· ويمكن الاستفادة من نتائج هذا التقرير في تطوير ودفع دفة التعليم إلى الأمام بصورة ورؤية أفضل وهذا ليس بالعيب فالوزارة عادة تستقدم خبراء أجانب من الخارج ولاشك أن هناك تقارير سبقت هذا التقرير ولا نستبعد وصولها ووجودها في الوزارة قد يقول قائل إن التقرير الاميركي لا ينفع التعليم في الإمارات والجواب أن التعليم لا يختلف من دولة إلى أخرى والتربية هي المختلفة بين الشرق والغرب ولكن النظريات والقوانين والفرضيات العلمية لا تختلف أبداً، وإنما الاختلاف في الأسلوب المتبع في توصيل المعرفة فالزاوية القائمة في كل الدول 90 درجة· ونرى أن اليابان رفعت شعار ''أمة عمل'' وكل من زار اليابان يرى أن الشعب الياباني يعمل كخلية النحل على أساس أن العلم هو الطريق للتقدم مع العمل المتقن· ونحن كعرب نستمد علمنا أساساً من القرآن الكريم ''كنتم خير أمة أخرجت للناس'' صدق الله العظيم فالعلم مفتاح الحضارة والتقدم والقوة ومقوماته الدين والأخلاق والمبادىء ضمن اتساق العادات والتقاليد المتبعة وغرس التربية في نفوس الصغار وأن يكون ذلك من الأهداف الرئيسية للتعليم والتربية فالعلم والأدب وجهان لعملة واحدة فلا تربية بدون علم ولا علم بدون تربية وهذا هو الانطلاق ونقطة الالتقاء للتعليم المطلوب اليوم· والسؤال ماذا نعلّم وكيف نربي الأجيال القادمة· محمد صالح بداه
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©