الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تسريح المطايا يمهد لاختيار الإبل «السبوق»

تسريح المطايا يمهد لاختيار الإبل «السبوق»
12 نوفمبر 2010 21:00
قبل أن ينبلج نور النهار وتشرق شمسه ليغمر ضياؤها الكون، وفي لحظات تمر سريعة محسوبة على البدو أهل «الرجاب» و«المطايا»، تفتح أبواب أغلقت على نياق أصيلة طوال الليل، وترتفع أصوات ثغاء «الأصايل» المتوثبة للخروج من سياج «العزبة» إلى العالم الفسيح، تسابق خطواتها أشعة الشمس لتنعم بلذة التجوال في الصحراء. وفي الإمارات، التي تحتضن قرابة نصف مليون رأس من الإبل العربية الأصيلة، يبدو منظر الجمال التي تسمى محليا «البوش» مألوفاً في المناطق الصحراوية وبالقرب من تجمعات «العزب» (مفردها عزبة وهي حظيرة الحيوانات الأليفة من ماعز وإبل) لكن المنظر الأروع والأكثر إثارة يكون في بواكير الصباح الأولى، حين تخرج تلك الإبل الأصيلة «للتسريح» وهو جزء من عملية تدريب الهجن للسباقات التراثية المعروفة. ويقول حمد عبدالله، أحد ملاك الإبل ومربيها «هناك نوعان معروفان من «التسريح»، أحدهما تسريح الجمال في الصحراء للرعي ولتتعايش مع أجواء الحرية في شهري شعبان ورمضان من السنة الهجرية، والآخر تسريح للجمال للسباقات ويستمر ثلاثة أشهر هجرية هي شوال وذي القعدة وذي الحجة». ويجهل الكثيرون أن هناك فرقا بين تسمية الإبل محلياً «بالبوش» وتسميتها «بالمطايا» فالبوش هي الإبل المخصصة للتكاثر والحليب واللحم، بينما المطايا هي إبل سباقات الهجن. ويتابع «الرجاب (من كلمة ركب قلبت كافها جيما باللهجة المحلية) والمطايا تدرب على السباقات في عملية تسمى «التضمير» يقوم بها «المضمر، ومن أهم ركائزها «التسريح» وهي عملية تدريب تمتد في بدايات الصباح لمدة ساعتين تمشي فيهما المطية ما يقارب عشرة كيلومترات يوميا لمدة أسبوع في بداية التدريب، ثم تزيد المسافة إلى خمسة عشر كيلومتراً تقريبا لعدة أيام أخرى، فإن لمس «المضمر» أن الناقة بها من الجلد والصبر ما يكفي قام بزيادة المسافة خمسة كيلومترات أخرى، مع حرصه أن يجعل الناقة تأكل من مراعي الصحراء». ويضيف عبدالله «بعد انقضاء المرحلة الأولى من التضمير، يبدأ تدريب الناقة على الركض، عبر تمرينها بمعدل كيلومترين يوميا لمدة أسبوع تزاد كل أسبوع كيلومتر آخر إلى أن تصبح الناقة قادرة على الركض لستة كيلو مترات يوميا». وعن تمييز الإبل السبوقة ما بين المطايا، يشرح عبدالله «يعرف أهل الإبل والمطايا هجن السباقات، ويسمون الواحدة منها «السبوق» سواء كانت بعيرا ذكرا أم ناقة أنثى، ولها العديد من الدلائل أبرزها نسب الناقة، فإن كانت نتاجا من فحل أو ناقة سبوق فإن احتمال وراثتها لسرعة الركض يصبح أكبر من سواها». وهناك أيضا العديد من الدلائل، وفقه، مثل القوام والطول واللون وشكل الأذنين، ولكن أكثر الهجن لا تعرف قوتها في السباقات وإذا ما كانت «سبوق» أو «هديفه» وهو المسمى الذي يطلق على الإبل عديمة الفائدة إلا من خلال التوقيت الزمني أي بعد انقضاء مرحلة التدريب والتضمير، في مرحلة تسمى «التفحيم» وهي جعل الناقة تركض بمفردها كما ستفعل في السباق واستخدام مقياس زمني لمعرفة كم من الوقت تستغرق لقطع المسافة. ويقول عبدالله «هذا المقياس وضعه المتمرسون من المضمرين، فعلى الناقة أن تجتازه بجدارة كي تصبح جاهزة لدخول السباق، وفيه يحسب للثانية الواحدة من الدقيقة ألف حساب، لكي تصبح الناقة «سبوق» وتتأهل للسباقات عليها أن تجتاز عشرة كيلومترات في زمن لا يزيد عن 17 دقيقة، وأن تقطع سبعة كيلومترات في أقل من11 دقيقة و20 ثانية، بينما تتقلص المدة الزمنية لمسافة الخمسة كيلومترات فتصبح أقل عن 7 دقائق و 50 ثانية والأربعة كيلومترات يجب أن تجتازها الناقة في أقل عن 6 دقائق و6 ثواني، والثلاثة كيلومترات في 4 دقائق و30 ثانية، كي تصبح جديرة بتمثيل صاحبها في السباق».
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©