السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفردات جديدة يتناولها الأبناء ولا يفهمها الآباء

مفردات جديدة يتناولها الأبناء ولا يفهمها الآباء
21 يناير 2011 20:53
استحداث وابتكار التقليعات والصرعات بين الشباب والمراهقين، سواء أكانت تتعلق بالمظهر العام والملابس، أو ترتبط باللغة الدارجة بينهم، هي ظاهرة موجودة في كلّ المجتمعات الغربية والعربية، وستظل كذلك على مدى الأجيال القادمة.. وهي وإن كانت تختلف من دولة لأخرى، في الشكل والأسلوب وكذلك في التفاصيل، إلا أنها تشير إلى ذات المعنى والجوهر وهو «التميّز» وإثبات الوجود واستقلالية هذا الجيل عن غيره من الأجيال السابقة واللاحقة. تتردد كلمة «حبتين» على ألسنة المراهقين والشباب كثيرا في هذه الأيام، ترافقها حركة تتمثل برفع اليد والإشارة بإصبعي السبابة والوسطى مع قبض بقية الأصابع. وفي الوقت الذي يؤكد فيه هؤلاء على أن الحركة والكلمة تستخدمان كإشارة أو دليل على الفرح أو الإعجاب بالشيء، يجد بعض الأهالي صعوبة في فهم معناها ومغزاها، أو استخدام هذه الكلمة في جملة صحيحة لغويا، فضلا عن عدم استساغتهم للمصطلح نفسه. تعبير عن الفرح ويشرح أحمد مدحت، 12 عاما، كلمة «حبتين» مع استخدام الأصابع، بأنها تستخدم للتعليق على الشيء الجيد أو الجميل، لافتا إلى أنها تستخدم بين الأولاد للتعبير عن الفرح أو الإعجاب. بدوره يلفت عمر عبد الله، 13 سنة، إلى أن هذه الحركة دارجة بين أصدقائه ومن هم في مثل سنه، ورغم أنه لا يعرف معناها حقيقة أو من أين جاءت، إلا أنه يقوم بأدائها حين يكون سعيدا. من جهتها تقول مريم عبد الله، 15 عاما، إن «حبتين» كلمة ترافقها حركة تقال بين الأولاد والبنات، فهي مصطلح شبابي ولغة خاصة بنا نحن الشباب، ولذلك يعجز الكبار عن فهمها، وهي تطلق على كل ما هو مثير بصرف النظر عن نوع الإثارة، وقد تستخدم للسخرية في نفس الوقت. تتابع مريم: يتساءل بعض الأهالي عن سبب استخدامنا لهذه المصطلحات أو من وجود بعض التقليعات، وأنا أقول لهم ألم يكن لديكم بعض التقليعات الغريبة وأنتم في مثل عمرنا؟ تجيب قائلة: «بالتأكيد نعم». «كوول» غربية وفي الوقت الذي يستخدم فيه تعبير الـ«حبتين» كمصطلح مصبوغ بالصبغة المحلّية الإماراتية، إذ ينتشر أكثر بين الشباب المواطن لا سيما في المدارس والجامعات، نجد أن نفس الإشارة تستخدم لدى بعض المراهقين من جنسيات أخرى، ولكن مقرونة بمصطلح «كوول»، وهي كلمة انجليزية تعني الشيء أو الشخص الظريف والمحبّب. تقول ربى فراس، 12 عاما، إنها تستخدم وصديقاتها هذا المصطلح كثيرا، فتطلق على الأشياء الجميلة كلمة «كوول» أو تستخدمها لوصف أحد الأشخاص، كما أنها تحاول أن تكون «كوول» في مظهرها. ولا تجد ربى حرجا في استخدامها لهذه الكلمة، فهي مصطلح شائع بين أبناء وبنات جيلها، وإذا كان الكبار يستهجنونه فليست مشكلتها، وإنما مشكلتهم هم، ذلك أنهم لم يحاولوا أن يتعرفوا إلى عالم المراهقين، المليء بالإثارة والمصطلحات الجميلة سهلة الاستخدام. الغريب أن مصطلح الـ «كوول» بما يحمله من معان متعددة ومختلفة في آن معا، أصبح هاجسا لدى البعض، الذي يحاول أن يكون «كوول» في كلّ شيء، في كلامه وفي لباسه وكذلك في شخصيته، وذلك من أجل أن يحظى بإعجاب وحب الآخرين. علامة النصر المثير في الأمر أن نفس الإشارة، وهي رفع اليدّ مع التلويح بأصبعي الإبهام والسبابة، وضم بقية الأصابع، كانت مستخدمة بين الأجيال السابقة، لكنها كانت تحمل معان مختلفة، ليس من بينها بكل تأكيد لا «حبتين» ولا حتى «كوول»، فقد كانت تعني علامة أو إشارة النصر. يقول علي سالم، في السابق كنا نرفع ذات الأصابع عاليا، ونشير بها نحو الآخرين في تجمعاتنا وجلساتنا الفكرية الكثيرة، إنها إشارة مشهورة تعرفها كلّ شعوب العالم جيدا، ويستخدمها الأحرار في كلّ مكان وتعني الثورة والحرية والنصر، وغيرها من المعاني الوطنية الجميلة. يتابع بقوله: «لم أكن أتوقع أن هذه الإشارة ذات الدلالات العظيمة، سوف تمسخ إلى هذه الدرجة من قبل الجيل الجديد، لتصبح إشارة تافهة لا معنى لها سوى السطحية والابتذال، فالبعض يسميها بالـ«حبتين» والبعض الآخر يسميها «كوول» وتجد الأطفال الصغار يتداولونها فيما بينهم، وهم لا يعرفون حقيقة مصدرها أو معناها الحقيقي». تقليعات ظرفية حول التقليعات والمصطلحات التي يستخدمها الشباب حاليا، ومن بينها «حبتين» و«كوول»، يتحدث الدكتور ممدوح عبد الفتاح، استشاري الطب النفسي، بقوله: «إنها تقليعات ظرفية توجد في سن المراهقة في جميع دول العالم، وتختلف من دولة لأخرى، لكن لا خوف منها على الشباب لأنها تتغيّر مع نضوج المراهقين واكتمال شخصياتهم». ويوضح الدكتور ممدوح أن الأبناء في سن المراهقة يميلون لتقليد الآخرين من حيث التقليعات والصرعات، ولا شك أن القنوات التلفزيونية والإنترنت والسينما هي أكبر مصدّر لهذه التقليعات والصرعات والتي تأتي غالبا من الغرب، لكنها قد لا تعمّر كثيرا ولا سيما مع التربية السليمة والتوجيه الصحيح من قبل الأسرة. إلى ذلك، حذّر الدكتور ممدوح من المعاملة السلبية التي يعاملها المجتمع لفئة المراهقين بشكل خاص، حيث يحاول إقصائهم عن الكثير من النشاطات والأماكن وينظر إليهم بصورة سلبية، الأمر الذي يوقعهم ضحية لصراع الأجيال ويحملهم المسؤولية واللوم في كلّ شيء يحدث.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©