الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«دبي العطاء»: 4 معوقات تواجه العمل الإنساني

«دبي العطاء»: 4 معوقات تواجه العمل الإنساني
26 يناير 2014 00:20
شروق عوض (دبي) - أكدت «مؤسسة دبي العطاء» وجود معوقات أمام العمل الإنساني في الدول المستفيدة، مشددة في الوقت نفسه على مواجهتها، بما اكتسبته من خبرات في هذا المجال بالتنسيق مع تلك الدول. ولخّص طارق القرق، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، تلك المعوقات في 4 نواح هي: معوقات سياسية عالمية ومحلية، وطبيعية، إضافة إلى عائق العادات والتقاليد، والبنى التحتية في بعض الدول. وتجسد «دبي العطاء»، التي كان قد أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في سبتمبر 2007، التزام الدولة نحو تحقيق أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية الثاني والثالث بحلول عام 2015، وهما ضمان توفير التعليم الأساسي للأطفال حول العالم، وتعزيز المساواة بين الجنسين، على التوالي. وتعمل المؤسسة على تحقيق الهدف الثامن من أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية والمتعلق بتطوير شراكات عالمية لتحقيق التنمية، إضافة إلى تحسين فرص حصول الأطفال في البلدان النامية على التعليم الأساسي السليم. وأشار القرق، في حوار مع «الاتحاد»، إلى أن المعوقات زادت من قدرة المؤسسة على ابتكار حلول وبرامج ناجعة أضافت إلى خبرتها وقدرتها، وتجلّت في العديد من الإنجازات خلال العام الماضي، وإصرارها على تقديم المزيد من البرامج الجديدة لمنح فرص التعليم لأطفال في دول تعاني أوضاعاً سياسية صعبة كالفتن الداخلية والقلاقل والعصابات وحروب الطوائف؛ ما دمرّ بنيتها التحتية لتكون حجر عثرة أمام قوافل ومتطوعي المؤسسة أو تعرض بعضها لكوارث طبيعية كالزلازل والفيضانات وغيرها. ونوه بالشأن السوري، معتبراً أن القضية السورية سياسية ذات أبعاد عالمية بالدرجة الأولى، إضافة لكونها مشكلة سياسية داخلية، ما يزيد من صعوبة تقديم برامج تعليمية هناك، خاصة أن السوريين يحتاجون إلى الصحة والغذاء والدواء أولاً، فيما ستتمكن المؤسسات من تقديم مساعداتها التعليمية عند استقرار الأوضاع الأمنية. وقال: إنّ المجتمع الدولي يقدم مساعدات غذائية وصحية لأبناء سوريا الموجودين في المخيمات، لكنه عجز عن تقديمها على أرض دولتهم التي أصبحت ساحة للحرب والدمار وسفك الدماء. وتابع: وعندما يتم تجميع أبناء الشعب السوري المشتتين سواء في المخيمات أو النازحين إلى دول أخرى في مكان محدد مستقر أمنياً ويوفر لهم الغذاء والصحة، حينها تجتمع المؤسسة مع شركائنا من المجتمع الدولي مثل «اليونيسيف وبونكمون والبنك الدولي» وغيرها، لوضع برنامج كبير، لمعالجة مسألة تعليم الأطفال السوريين لحظة استقرارهم على الصعيديين الغذائي والصحي. ولفت إلى أنّ دولة الإمارات قدمت مساعدات مالية كبيرة للاجئين السوريين في دول الجوار، لتأمين قوتهم الغذائي والصحي، فيما تسعى المؤسسة بالتعاون مع المنظمات وشركائها لإقامة برامج تعليمية، لكنها تصطدم بالواقع، نظراً للوضع السياسي والأمني والدولي. وأوضح أنه تم تصميم برنامج تعليمي في سوريا في سبتمبر العام الماضي خلال اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، متوقعاً أن تتمّ المباشرة بتنفيذه في الربع الأول أو الثاني من العام الحالي. وتوقف القرق عند معوّق المشكلة السياسية الداخلية، موضحاً أن بعض الدول تعاني انقلابات داخلية وحروباً طائفية على أرضها، إلا أن ذلك ليس بالصعوبة الموجودة في الدول التي تعاني المشكلات السياسية الدولية. وشدد على أن ذلك سيزيد من الإصرار على اقتحام هذا الحاجز عبر تقديم برامجنا التعليمية لأبناء هذه الدول بعد التنسيق مع حكوماتها وتمهيد الطريق لتقديم خدمتنا الإنسانية لصغارهم وحثهم على اقتحام ميادين العلم والتعلم. سوء البنى التحتية وحول المعوق الثاني، وعما إذا كانت قد أغلقت الأبواب أمام عمل المؤسسة لتنفيذ برامجها التعليمية، قال: تعدّ البنية التحتية السيئة لبعض الدول النامية حجر عثرة أمام قوافل مؤسستنا وشركائنا، الأمر الذي ينعكس سلباً ويحول دون الوصول إلى القرى والأماكن الفقيرة جداً في تلك الدول. وضرب مثالاً على ذلك، بدول جنوب أفريقيا وغيرها مشكلة في بنيتها التحتية، إلا أننا كسرنا هذا الحاجز وتجاوزناه؛ بغية تحقيق هدفنا المنشود والمتمثل في تقديم وتوفير التعليم لأطفال لا ذنب لهم سوى أنّ دولهم نامية. أفكار وعادات بالية وتوقّف القرق عند المعوق الثالث، متابعاً حديثه: تعد الأفكار والعادات التقليدية البالية لبعض الدول التي نقدم لها برامجنا التعليمية نوعاً من المعوقات، إذ تعتقد بعض المجتمعات المحلية أنّ تعليم الإناث مسألة محرمة لا يجوز اقتحامها، وعليه نحاول بالاشتراك مع المؤسسات الإنسانية الأخرى والشركاء تغيير فكر هذه المجتمعات وإقناعها بضرورة ترك أفكارهم التقليدية. وأكد أنّ مسألة برامج تعليم البنات تستغرق وقتاً طويلاً ليتم نجاحها نظراً للجهد المبذول منا لتغيير فكر الأهالي وإقناعهم بضرورة تعليم فتياتهم، حيث تستغرق هذه الفترة ما بين 3 إلى 5 سنوات، منوهاً بأنّ هذا العائق لم يحبط المؤسسة، وأصرت على إزالته وتخطيه عبر تقديم برنامج لتعليم الفتيات في جنوب السودان. كوارث طبيعية وأشار القرق إلى أنّ الكوارث الطبيعية التي تتعرض لها الدول النامية تعد عائقاً رابعاً أمام عمل وجهد المؤسسة، مضيفاً: لا نستطيع تقديم برامجنا في هذه الدول بعد وقوع الكارثة مباشرة، بل بعد مرور 3 إلى 6 أشهر عليها، لافتاً إلى زلزال هايتي قبل سنوات، «فبعد مرور 3 أشهر على استقرار الوضع وتوفير السكن والغذاء لشعبها، انتقلنا مباشرة لتقديم برامجنا التعليمية لأطفالها». خطط 2014 وقال القرق: وضعت «دبي العطاء» خططاً مستقبلية للعام 2014، تتمثل ببرامج هادفة إلى تحقيق أثر وإحداث تغيير باعتماد آليات عمل استراتيجية، والمساهمة في أنشطة تعليمية رفيعة المستوى في دول شرق أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، منها سوريا، عن طريق تحديد وتمويل آليات عملية تعمل على نطاق عالمي من قبل فريق عمل وضع مقاييس العلم ومبادرة التعليم على رأس الأولويات والشراكة العالمية من أجل التعليم ومبادرة الأمانة للصحة المدرسية والتغذية. وتابع: كما ركزنا في خططنا المستقبلية على إطلاق مبادرات وبرامج فعالة وعملية وأنشطة تعليمية جديدة نسعى إلى تطبيقها مع الشركاء، إضافة إلى نشر التعليم وتبادل المعرفة مع البلدان النامية وزيادة كفاءة البرامج وفعاليتها وضمان استدامتها من خلال العمل مباشرة مع المنظمات المحلية وبناء علاقات ومبادرات استراتيجية، والاستفادة من شبكة متعددة الأطراف وتمكين وبناء قدرات المنظمات الغير ربحية والمتوسطة في البلدان المتلقية للمساعدات. ولفت أيضاً إلى أنّ من ضمن خططها المستقبلية حملات جمع التبرعات كحملة رمضان، حيث سنباشر بعقد اجتماعات لهذه الحملة في شهر فبراير المقبل للبدء بجمع التبرعات على أنواعها، التبرعات ذات التمويل المقيّد، وزيادة التبرعات من خلال صناديق التبرع، وجمع التبرعات من خلال طرف ثالث «الشركات والمدارس وغيرها»، المبادرات والحفلات الخيرية وغيرها، وتأمين رعاية. ونوه القرق بأنّ دبي العطاء لم تغفل جانب التطوع، حيث تسعى جاهدة للتواصل مع متطوعيها وداعميها البالغ عددهم 38 ألف شخص من كافة الجنسيات على أرض الدولة باستمرار وتقدم لهم فرصة المشاركة بالتطوع بأعمالها الإنسانية من خلال تحفيزهم وإشراكهم بالمسيرات وحملات التبرعات داخل دولة الإمارات. وأشار إلى تحديد يوم الجمعة الموافق 7 فبراير، لإقامة مسيرة «دبي العطاء» في دورتها الخامسة تحت اسم «ساهم في التغيير»، وهي مسيرة من أجل التعليم، وحدث سنوي يمثّل تضامن المجتمع الإماراتي مع الأطفال في البلدان النامية الذين يسيرون لمسافة معدّلها ثلاثة كم يومياً للوصول إلى المدرسة. منجزات 2013 وتوقف القرق عند مسألة الإنجازات التي حققتها المؤسسة خلال العام الماضي، حيث بلغ عدد الأطفال الذين حصلوا على التعليم الأساسي السليم 1?2 مليون، فيما وصل عدد البرامج الجديدة التي تم طرحها إلى 14 برنامجاً، وورشتي عمل واجتماعين عالميين، و4 حملات، و5 برامج محلية. وتابع: بلغ عدد الأشخاص الإضافيين المستفيدين مباشرة من البرامج الجديدة 717800، في حين بلغ عدد الأشخاص الذين شاركوا في المسيرة من أجل التعليم 5500، وعدد المتطوعين الذين شاركوا في مبادرة «التطوع في الإمارات» في نسخها الأربع 550. وأردف القرق: أما في مجالات العمل الرئيسية، فقد تم تطوير وتجديد البنية التحتية للمدارس، وأنشطة التخلص من الديدان المعوية فيها وتنمية الطفولة المبكرة وتعليم القراءة والكتابة والحساب وتعليم الفتيات. ونوه بأنه تم إنجاز تلك البرامج في أكثر من 10 بلدان وهي: بنجلادش، وإثيوبيا، وإندونيسيا، وليسوتو، وباكستان، وسيراليون، وجنوب السودان، وفلسطين وغيرها، ووصلت 5 برامج إلى عدد مستفيدين أكثر من المتوقع بلغ 554179، في حين بلغ العدد الإجمالي للمشاريع التي تم طرحها 73 مشروعاً في 31 بلداً، وبلغ عدد المشاريع الفاعلة 34 في 14 بلداً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©