الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المصريون متمسكون بشراء خروف العيد رغم اشتعال الأسعار

المصريون متمسكون بشراء خروف العيد رغم اشتعال الأسعار
12 نوفمبر 2010 21:02
شراء الأضحية أو خروف العيد وكميات اللحوم اللازمة لتلك المناسبة باتت في طليعة اهتمامات المصريين هذه الأيام بعدما تيقن الجميع أن مناسبة عيد الأضحى تبدو هذا العام حدثا استثنائيا نظرا لموجة الغلاء التي طالت مختلف المواد الأساسية. وفي أسواق الماشية بالقاهرة وغيرها من المدن المصرية يبدو جليا ارتفاع ثمن الخروف بين 30 إلى 50 في المائة مقارنة بأسعار العام الماضي ويرجع التجار ذلك إلى ارتفاع ثمن طن الأعلاف ما أدى إلى اشتعال أسعار الخرفان إذ يبلغ ثمن الخروف المتوسط الحجم قرابة 2000 جنيه (نحو 1200 درهم). تحتاج مصر وفق تقديرات وزارة الزراعة إلى نحو 20 مليون أضحية لهذا العام 70 بالمائة منها إنتاج محلي ينقل عبر الشاحنات من الريف إلى أماكن مكشوفة على مشارف المدن الكبرى كالقاهرة، وتستورد الحكومة المصرية سنويا الخراف من دول شتى مثل أستراليا والبرازيل وبارجواي وهذا العام من إثيوبيا وجيبوتي والسودان وأوغندا لسد احتياجات الناس من اللحوم في مناسبة العيد خاصة أن فترة الشهور الثلاثة الماضية شهدت ارتفاعا "غير مسبوق" على أسعار اللحوم. أسباب الارتفاع يرجع تاجر الماشية كامل عبد اللطيف ارتفاع أسعار الأضاحي إلى قلة المعروض من الخرفان البلدية وإلى أن عددا لا بأس به من المربين توقفوا خلال العام الجاري بسبب الارتفاع في أسعار العلف. ويضيف "نستعد للعيد منذ حوالي‏ 6 أ‏شهر من خلال تربية الأغنام والماشية وهناك زبائن يحرصون على حجز خروف واثنين ودفع الثمن مقدما مع التوصية بأن نظل نرعى الخرفان حتى ليلة العيد بحظيرتنا إلى وقت الذبح". في سرادقات سوق الماشية بالقاهرة يرفع أحمد رفاعي نعجة بيديه سائلا عن سعرها، ثم يبتعد معلقا "العام الماضي اتفقت مع ثلاثة من أصدقائي على شراء بقرة بأربعة آلاف جنيه لكنني أبحث هذا العام عن خروف متوسط الحجم لأن أحدا لم يرض أن يشاركني في الأضحية الكبيرة وأسعى لشراء خروف في حدود 2000 جنيه وأتنقل في السوق لأشاهد وافحص على مهل إلى أن أجد ضالتي". ويتابع "اكتسبت خبرة في معرفة أنواع الغنم وجودتها من خلال التردد على السوق كل عام وأحيانا كنت اشتري خرافا مريضة بلا دراية والآن صرت أكثر خبرة خاصة أن ثمن الخروف بات موجعا ويرهق ميزانية أي أسرة". إحجام عن الشراء دفع ارتفاع أسعار الأضاحي بفريق من المصريين إلى الأحجام عن الشراء هذا العام خاصة أنه لم يتخلص بعد من نتائج أزمات مالية تزامنت جميعها في وقت واحد تقريبا كمستلزمات شهر رمضــان وعيد الفــطر ودخول المدارس وفواتير الكهرباء والزيادات المتتالية في أسعار غالبية المواد الغذائية كالطماطم وغيرها وأثرها على القدرة الشرائية للمواطن. ويقول سعيد عليوة، موظف، "كنت أحرص كل عام على شراء خروف كأضحية في العيد إلا أنني هذا العام لا أستطيع دفع ثمن نعجة صغيرة الحجم حيث يزيد ثمنها على 1000 جنيه ومازلت أسدد ثمن ملابس عيد الفطر وادفع دروسا خصوصية لأبنائي وسأكتفي بشراء لحم من الجزار". ويقول محمود عبد العال، موظف وأب لثلاثة أطفال "منذ كبر أبنائي والتحقوا بمراحل التعليم المختلفة صرت أتعامل مع عيد الأضحى من الجانب الاقتصادي وأراجع مع زوجتي الميزانية أولا وبموجبها نعرف هل يمكن شراء خروف العيد أم الاكتفاء بشراء لحم من الجزار، وهذا العام ومن خلال جولة في السوق سأكتفي بشراء نعجة بحدود ميزانيتي". هامش الربح من المصريين فريق يحرص على شراء الأضحية مهما كان ثمنها كما يتفنن البعض في ابتكار أساليب وطرق تعينه على مواجهة غلاء أسعار الخراف هذا العام عن طريق تقسيط ثمنها إذا كان على صلة ومعرفة بالتاجر. ويقول تاجر الخراف أحمد توفيق "أبيع الخراف بالتقسيط لمن يرغب في مقابل أقساط على مدار شهور العام بهامش ربح قليل". وهناك من يلجأ إلى عمل جمعية ويشتري من خلالها الخروف والجمعية مصطلح يطلق على مجموعة من الأفراد يجتمعون بدعوة من شخص بحاجة إلى المال ويتفقون على دفع مبلغ معين خلال مدة معينة غالبا ما تكون مطلع كل شهر ويأخذ القسط المجموع أحد أعضاء الجمعية وغالبا ما يكون ترتيب الشخص الذي دعا لها في المقدمة. وتقول دعاء يوسف "أتفق مع صديقاتي في العمل على أن يكون دوري خلال شهر ذي الحجة حتى أتمكن من شراء الأضحية وبذلك أكون وزوجي مرتاحين تجاه تلك المناسبة خاصة أننا نفرح مع أطفالنا بمشاهدة ذبح الخروف". أما هشام السيد فيقول "تعودت قبل عيد الأضحى بشهرين دعوة أصدقائي لجمعية ويكون ترتيبي دائما أول قسط منها ولا أجد مشكلة في توفير أضحية العيد وأتحاشى بذلك التخلي عن تلك السُنة النبوية وأدخل الفرحة على قلوب أبنائي". طقوس العيد لعيد الأضحى في مصر طقوس تميزه عن غيره إذ تحرص كثير من الأسر على وصفه بالعيد الكبير وأخرى بعيد اللحم والكل يحرص على الاستعداد المبكر للاحتفال به عبر شراء شوايات اللحوم وتخزين الفحم اللازم إلى جانب بعض المواد الغذائية كالدقيق والزيت والمسل النباتي وهي مواد تحتاج إليها ربات البيوت في هذه المناسبة استعدادا لإعداد صواني الرقاق باللحم إلى جانب "الفتة " و"محشي المنبار" وهي وجبات شهيرة حاضرة بقوة على موائد أغلب العائلات المصرية خلال أيام عيد الأضحى. ويتفنن المصريون في طرق إعداد "الفتة" فتارة بالخبز البلدي مع المرق وأخرى بالكوارع وهي أرجل الأضحية خصوصا الإبل والأبقار ويتم تنظيفها وتسويتها جيدا في حين أن "محشي المنبار" هو خلطة أرز بالبهارات تتم تسويتها بعد تقطيعها وتنظيفها جيدا. كما بات من المألوف أن يسمع المارة في مناطق كثيرة بالقاهرة أصوات الخرفان والماعز تنطلق من فوق أسطح البيوت في مناطق شتى فمع ضيق مساحة المسكن وعدم وجود أماكن مخصصة لتربية الحيوانات خاصة في المدن بات عاديا كلما اقترب عيد الأضحى مشاهدة الخرفان والماعز في الشرفات الضيقة أو مربوطة بحبل في أطباق "الدش" على أسطح المباني السكنية حيث تحرص بعض الأسر على شراء الخروف قبل العيد بشهر على الأقل تفاديا لزيادة الأسعار التي تطرأ كلما اقترب موعد العيد كما تلجأ بعض الأسر خصوصا في الريف إلى تربية الخروف في حظيرة ملحقة بالمنزل أو فوق سطح البيت.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©