الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المستحيل وخلافه

المستحيل وخلافه
12 نوفمبر 2010 21:04
(1) «كلمة مستحيل موجودة في قاموس الحمقى».... هذه العبارة نرددها على أساس أن مقترفها هو المدعو نابليون بونابرت (جوز الست جوزفين ما غيرها)، وربما يكون قد قالها قبل مهاجمة روسيا، حيث ارتد بعدها على أعقابه مدحولا من الثلج ومقاومة الأنصار، بينما يفتك المرض والجوع ببقايا جيشه المهزوم.. وهو الجيش ذاته الذي أراد أن يحقق به المستحيل، فأثبت أن كلمة مستحيل موجودة في قواميس الأذكياء وليس الحمقى. لكنه وعلى سبيل الوصول الى تلك النتيجة خسر مئات الآلاف من خيرة شباب فرنسا، ومع ذلك لم يعترف بهذه النتيجة، ثم عاد الكرة وهاجم دولة اخرى، ثم نفي... ثم هرب وهاجم باريس، ثم نفي مرة أخرى ومات في منفاه... دون أن يعترف بأن مقولته حول قاموس الحمقى مغلوطة ومعكوسة. وما زلنا نحن (أبناء يعرب)، نلوك هذه العبارة المتهافتة، التي يثبت كل يوم بطلانها، فهناك كثير من الأشياء المستحيلة، مهما ادعينا لأنفسنا من الذكاء والعبقرية. ونحن نصطدم كل لحظة بالمستحيلات، وفي كل مكان، لا بل أن المعقولات في بلاد الناس، هي مستحيلات عندنا، كنزاهة الانتخابات والديمقراطية وما شابهها من الأفعال الناقصة دينا ودنيا. وقد أثبتنا – نحن العرب – أننا أكثر واقعية في هذا المجال فقط لا غير، مع أننا من أكثر الشعوب حلما ومبالغة، لذلك قالت العرب بنظرية المستحيلات الثلاثة (والقائمة الفعلية أطول بكثير)، ويقصدون بها، الغول والعنقاء والخل الوفي، وهذا الخل الوفي، لا أعرف لماذا دحشناه هنا، مع أنه عملة ممكنة وموجودة، ولو على سبيل الغباء والبلاهة. نظرتنا الواقعية هنا، لا تتناسب مع نظرتنا لأنفسنا، والمبالغة في كيل المدائح (عن غير وجه حق، بالطبع) فنحن أعرب الناس لسانا (مقبولة شوي) وأنضر الناس عودا؟ على كل حال، فإن هناك الكثير من المستحيلات، التي ينبغي عدم تجاهلها... والقائمة تطول وتكبر كل عندنا كل يوم، بينما تتقلص في دول العالم الأخرى، وتتضاءل باستمرار. (2) في سبيله الى التنفيذ العملي، وقد ينزل للسواق قريبا، جهاز هاتف خليوي صغير جدا يتم زرعه عند طبيب جراحة الأسنان، وفي العيادات العادية، في أحد الأسنان، حيث يقوم باستقبال المكالمات والرد عليها. في الخبر، لم يتم ذكر آلية إجراء الاتصال، هل هي بتحريك اللسان؟ أم بالعزف على الأضراس....أو بالطقطقة بواسطة الأصابع، أو ربما بالتعريف الصوتي، ثم ذكر الرقم المطلوب بصوت عادي حسب ما عودت موبايلك الضرسي .(يا هملالي). تخيلوا لو وصلنا هذا الابتكار، فإننا سنقوم بتركيبه أولا لأولادنا على مقاعد الدراسة حتى نقوم بتغشيشهم، بالبث المباشر إجابات أسئلة الامتحان الشفوية والكتابية، وكم سنشعر بالزهو حينما يعود أطفالنا من المدارس بعلامات عالية (غير معلمة بالأحمر الذي اعتادوا عليه)، وكم سنفخر بأننا شاركناهم (فرحة) الفوز... لا ننتظر حتى الى اكتمال الأسنان، ونقوم بتركيبه على أسنان الحليب...حتى نقوم بتغشيش أطفالنا، (الذين هم أكبادنا التي تمشي على الأرض) أغنيات الطفولة في الحضانات ومرحلة ما قبل المدرسة..... كل واحد حر بكبده!! اذا وصل هذا الابتكار إلينا، فلن نعود بحاجة الى استخدام مساعدة الاتصال بصديق أو حذف إجابتين خلال برنامج «من سيربح المليون» أو ما يماثله، بل سوف تصلنا الإجابات أولًا بأول، إذا أبقينا الخط مفتوحا مع ولد شاطر وقادر على استخراج المعلومات من الكمبيوتر بسهولة وسرعة وكفاءة. ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©