«الصورة تغني عن الخبر في الكثير من الأحيان».. هذا ما أكده فنانون يسرعون الخطو لمواكبة التطور وكل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة بين المشاهير من مختلف أنحاء العالم والوطن العربي، استخدام ما يسمى بـ «الصورة السيلفي» أو الصورة «الملتقطة ذاتياً»، إذ يصورون أنفسهم بطريقة مميزة ليعرضوها على حساباتهم الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي مثل «انستجرام» و«فيسبوك»، لتنهال عليهم التعليقات وردود الأفعال من قبل الـمعجبين بهم.
الـ «سيلفي» طريقة تصوير ليست حديثة، حيث تم إدراج كاميرا أمامية في أغلب أنواع الأجهزة الذكية منذ فترة طويلة لاستخدامها في برامج التحدث عن طريق الفيديو وهي الـ «شات»، ثم تم استخدامها مؤخراً لالتقاط الصور الذاتية، حيث تساعد هذه الطريقة من التصوير، على التقاط بعض الصور المميزة والغريبة والتي من الصعب أن تلتقط عن طريق التصوير العادية، ويتم اعتماد الصورة «السيلفي» أحيانا كصورة رئيسة في الملف الشخصي، أو لتسجيل حضور الفنان في مكان معين أو إلى جانب مجموعة من الأشخاص، أو حتى للتعبير عن حالة نفسية معينة، وعادة ما تكون هذه الصور عبارة عن صور عفوية لا تتسم بأية رسمية.
محاكاة الواقع
مع اهتمام أغلب نجوم الفن بالصورة الـ «سيلفي»، التقت «الاتحاد» مجموعة منهم ليتحدثوا عن مدى اهتمامهم بوسائل والتواصل الاجتماعي وأهمية الصورة الذاتية أو السيلفي بالنسبة لهم، وهل هي أداة لتواصل أكبر مع الجمهور أم نرجسية؟
كانت البداية مع سفير الألحان الفنان فايز السعيد، الذي يعد من أكثر الفنانين تواصلاً مع الجمهور عبر حساباته في مواقع التواصل «فيسبوك» و«انستجرام».
وعن أهمية الصور السيلفي بالنسبة له قال «الصورة قد تغني عن الخبر نفسه، وأعتقد أن الاهتمام الكبير الذي يوليه نجوم أهل الفن بتصوير أنفسهم ووضعها في حساباتهم على مواقع التواصل، ما هي إلا أداة للتواصل بشكل أكبر مع الجمهور، فمن خلال الصورة يستطع الجمهور معرفة تفاصيل كثيرة لحياة الفنان سواء في حياته الفنية أو الشخصية».
وتابع «أنا من الفنانين المهتمين بشكل كبير بمواكبة العصر ومعرفة كل التطورات التكنولوجية الجديدة، وما بين فترة وأخرى أحاول تقديم أحد الأعمال الفنية المواكبة للعصر والقريبة من الشارع، ولأنني وجدت الانتشار الكبير للصورة الـ «سيلفي» على أغلب مواقع التواصل وخصوصاً «انستجرام»، أطلقت مؤخراً أغنية منفردة جديدة حملت عنوان «سلفي»، من كلمات الشاعر تركي الشريف، وألحاني وتوزيع محمد صالح، ويقول مطلع كلماتها: «يلا ناخذ سيلفي.
.
اقترب يا غالي.
.
كفك انت بكفي.
.
نقهر اللي فبالي.
.
صورة صورة.
.
كلها شوق وهوا.
.
هذا يعني.
.
ثاني ردينا سوا.
.
مهما نزعل.
.
مالنا إلا بعض.
.
قلت ببعد.
.
بس قلبي ما نوا.
.
ابتسم للصورة لجل تطلع أحلى».
وأوضح السعيد أنه استقى فكرة هذه الأغنية من ظاهرة الـ «سيلفي» المنتشرة عبر مواقع التواصل، لاسيما وأنه يحب محاكاة الواقع من خلال الأغنيات التي يقدمها، متمنياً أن تحمس أغنيته الجديدة الجميع على التقاط المزيد من صور الـ «سيلفي» لأنفسهم ومع أصدقائهم وأحبتهم، لأن هذه الصور تحمل الكثير من الحميمية والعفوية والتلقائية.
كليب «سيلفي»
بسبب اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالتصوير الذاتي وانتشار صور الـ«سيلفي» على «انستجرام»، صور الفنان فهد الكبيسي مؤخراً أغنية جديدة على طريقة الفيديو كليب تحمل عنوان «وبعدين»، وتعتبر الأولى من نوعها في الوطن العربي من ناحية التصوير والإخراج، حيث اتفق الكبيسي مع مخرج الكليب ياسر الياسري، على تصوير الكليب على طريقة فيديو «سيلفي»، مقدماً نفسه بصورة جديدة متجولاً بين عدد من المناطق والأماكن التي تمتلئ بالناس، تعبيراً منه عن مدى اهتمام الناس بهذه النوعية من التصوير.
وعن سبب تقديمه لهذا الكليب، قال الكبيسي «الصورة الـ «سيلفي» حالياً أصبحت بمثابة صورة وخبر في الوقت نفسه، حيث يستطيع الفنان من خلال تصوير نفسه وعرض الصور على مواقع التواصل أن يوصل لجمهوره رسالة معينة أو خبرا فنيا أو حدثا شخصيا سعيدا»، لافتاً إلى أن سبب انتشار الصورة الذاتية يعود إلى الميزات التي تتمتع بها عن غيرها من الصور العادية، فالـ «سيلفي» يظهر مدى الترابط والأخوة بين الأشخاص في الصور الجماعية، ويظهر مدى العفوية والتلقائية التي يتمتع بها الشخص حتى لو كان مشهوراً، فمثل هذه الصور التي تلتقط تظهر للجمهور الوجه الإنساني للفنان.
وأوضح «الرسمية تقتل أحيانا الشعور بين الأشخاص، إنما العفوية والتلقائية والبساطة تدخل قلوب الناس بشكل سريع».
تقصير المسافات
من جهتها، أكدت الفنانة ديانا حداد أنها واحدة من الفنانات العاشقات لطريقة التصوير الذاتية «السيلفي»، التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
وقالت «هذه النوعية من الصور قربت النجوم والمشاهير إلى الناس بشكل أكبر، من خلال العفوية والتلقائية التي يظهرون فيها من خلال هذه الصور، التي تعرض على «انستجرام» الذي يعد من أهم مواقع الصور للتواصل الاجتماعي، وعن نفسي فأنا استخدمه دائما للتعبير عن حالة معينة، أو بعد الانتهاء من تصوير عمل جديد، أو حفل موسيقي، أو حتى أثناء قضاء إجازة مع العائلة»، مشيرة إلى أن هذا الأمر تعده من أهم طرق التواصل مع الجمهور، وكل المتابعين لها من محبيها على مواقع التواصل الاجتماعي جميعها.
وترفض الفنانة بلقيس التي تهتم بتواجدها وتواصلها بصفة مستمرة مع جمهورها على مواقع التواصل الاجتماعي منها «انستجرام»، وصف الصور الـ «سيلفي» بأنها نرجسية، وأن الهدف منها هو محاولة إبراز جوانب الغرور والتكبر لدى البعض، إنما ترى بأن الـ «سيلفي» أضفى مميزات كثيرة على حياة الناس، فهذه الصور تجسد لحظات جميلة وأوقات رائعة لها طابع خاص، مؤكدة أنها من محبي صور الـ «سيلفي» وتسعى دائماً إلى أن تجعل صورها متميزة في «انستجرام» لدى الـ «فانز» الخاصين بها، كما تشجع على أن تحتل صور «السيلفي» مكانة في قلوب الناس، لاسيما وأنها من أفضل التقنيات العصرية التي انتشرت كثيراً في الآونة الأخيرة، ونالت متابعة كبيرة من رواد مواقع التواصل.
حوادث وكوارث
على الرغم من أن ظاهرة الـ «سيلفي» تعتمد على الترفيه والتصوير، فإنها أدت إلى كوارث وحوادث كثيرة، حيث انتشر على مواقع التواصل و«يوتيوب» بعض الحوادث التي حدثت لبعض الأشخاص حين تصوير أنفسهم بطريقة الـ «سيلفي» فهناك من كان يصور نفسه بطريقة «السيلفي» في الشارع، لتأتي سيارة وتدعسه، وهناك مقطع آخر يظهر فتاتين تصوران نفسيهما سيلفي بطريقة الفيديو وهما يغنيان أثناء سيرهما بالسيارة، لتأتي سيارة مقابلة لهما، وترتطم بها بقوة، مما أدى إلى وفاتهما بسبب الـ «سيلفي».
أشهر نجوم الدراما
اتجه أغلب أشهر نجوم الدراما، خصوصاً الذين شاركوا في ماراثون رمضان الماضي، إلى التقاط بعض الصور الـ «سيلفي» أثناء تصوير أعمالهم الدرامية، كما احتفل معظمهم من خلال هذه الصور التي عرضوها على بعض مواقع التواصل الاجتماعي بانتهاء تصوير مسلسلاتهم، والتقطوا بعض الصور الجماعية التي عبرت عن مدى السعادة والفرح والحب الذي عاشوه خلال فترة التصوير.
حامل الـ «سيلفي»
مع انتشار ظاهرة الصور الـ «سيلفي» في الآونة الأخيرة، اخترعت بعض الشركات العالمية الخاصة بالهواتف المحمولة والأجهزة الذكية، ما يسمى بـ «حامل السيلفي»، وهي عبارة عن عصا تسهل على عاشقي الصور الذاتية، تصوير أنفسهم بطريقة أسهل من الإمساك بالتليفون نفسه والتصوير به، وصدر منها في الفترة الأخيرة الكثير من الأحجام والألوان، إلى جانب إضافة جهاز تحكم في أعلى العصا، لكي يتحكم مستخدمو السيلفي بالتصوير عن بعد بالكاميرا الأمامية.
أقدم «سيلفي» عمره 175 عاماً
أول صورة ذاتية «سيلفي» في التاريخ قام بالتقاطها المصور الفوتوغرافي العالمي روبرت كورنيليوس سنة 1839.
ويعود تسمية سيلفي إلى سنة 2002 على أحد المنتديات الإلكترونية الأسترالية المشهورة، قبل أن يتم اعتمادها على نطاق أوسع سنة 2012، وذلك حينما التقط رائد الفضاء أكيهيكو هوشيد صورة لنفســه في أثناء خروجه مـن محطة الفضاء الدولية في 5 سبتمبر 2012.
وقد حظي مصطلح الـ «سـيلفي» بانتشـــار واسع عالمياً بعد الصورة السـيلفي التي التقطتها الشهيرة ألين دي جينيريس في حفل توزيع جوائز الأوسكار 86، مع أشهر نجوم هوليوود.
تطبيقات
بعد انتشار الصور السيلفي، واستخدام رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه الخاصية في نشر العديد من الصور المميزة والغريبة في الوقت نفسه، قامت شركات الخاصة بإنتاج التطبيقات على الهواتف المحمولة والأجهزة الذكية، بإصدار العديد من التطبيقات المختلفة للصور السيلفي التي يستخدمها حالياً أغلب عشاق التصوير الذاتي، وتساعد هذه التطبيقات على تعديل جميع أنواع الصور، وتحريرها بأفضل طريقة، حيث يمكن بوساطة هذه التطبيقات، إجراء العديد من التغييرات على صور الـ «سيلفي»، مثل إزالة التجاعيد والتخلص من احمرار العين وتبييض الأسنان، وغيرها من الأمور الخاصة بتعديل الصور قبل نشرها.
عدد اليوم
