الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السينما التركية تألقت في مهرجان دمشق السينمائي

السينما التركية تألقت في مهرجان دمشق السينمائي
12 نوفمبر 2010 21:07
احتفى مهرجان دمشق السينمائي في دورته الثامنة عشرة بالسينما التركية، وعرض عشرة أفلام بارزة منها ضمن تظاهرة خاصة، شهدت إقبالاً واسعاً من الجمهور، واعتبر منظمو المهرجان أن السينما التركية طرحت خلال تاريخها الطويل قضايا اجتماعية وسياسية وثقافية غاية في الأهمية، وقدمت أفلاماً وعلامات سينمائية مهمة سطعت عالمياً في سماء الفن السابع، وهي تمتلك نفساً إخراجياً جديداً وتمثل نموذجاً مهماً للمخرجين الشباب في الشرق والمنطقة العربية. من أهم الأفلام التركية التي عرضها المهرجان فيلم “ثلاثة قرود” للمخرج نوري بيلج جيلان، وهو فيلم بوليسي يتصف بالغموض والإثارة، وتدور أحداثه في بعض ضواحي إسطنبول التي نادراً ما يزورها الأجانب، ويتحدث عن رحلة عائلة تضطر إلى نقل مكان إقامتها بصورة مفاجئة عندما تتحول بعض الأخطاء الصغيرة إلى أزمات خطيرة، مما يجعل الأمل الوحيد لبقاء أفراد العائلة معاً وعدم افتراقهم هو في إخفاء الحقيقة، ويطرح الفيلم تساؤله المثير: هل يؤدي تجاهل المصاعب والمسؤوليات التي تفوق الاحتمال إلى إلغاء الحقيقة؟ الفيلم الذي حصد جماهيرية واسعة لدى عرضه هو من تمثيل يافوز بينغول وهاتيس أصلان وأحمد رفعت سانغر وأركان كيسال وكافر كوسي وغوركان أيدن. “انجذاب في غير محله” وفي إطار أفلام الرومانس، عرض المهرجان فيلم “انجذاب في غير محله” للمخرج محمد إرييلماز ومن بطولة زمرد لإركين وفاتح آل وإيرول باباغلو، ويروي قصة عاشقين يائسين في مدينة للملاهي، حيث يعمل البطل في موقع بناء بالقرب منها، بينما تعمل البطلة مغنية جوالة، وكلاهما لا يستطيع الاستقرار في حياته التي تشبه الحجر المتدحرج، حيث يتنقلان من مكان لآخر حيثما تتجه الريح. ومع أن هذا النمط من الحياة يبدو ممتعاً ورائعاً، لكن واقع العمل في مدن الملاهي يختلف عن ظاهرها المقترن بالترفيه والتسلية، فالعلاقات التي تتطور بين العاملين فيها تكون غير مستقرة ولا تثمر سوى المعاناة والألم. ومما يلفت الانتباه في هذا الفيلم هو الجوانب البصرية التي يزخر بها تصوير مدينة الملاهي التي تكاد تكون استثنائية في روعتها، والتي تساعد في توفير الأجواء المناسبة لتفجر عواطف هذين العاشقين المتيمين بأسلوب رقيق يفيض بالإنسانية. “مسافة” أما فيلم “مسافة” للمخرج نوري بيلج جيلان، فيرصد معاناة الشاب يوسف الذي يخسر وظيفته كعامل في أحد المصانع فيسافر إلى إسطنبول للإقامة مع قريبه محمود ريثما يجد فرصة عمل جديدة، وهناك يظهر التناقض واضحاً بين الشخصيتين، فيوسف يجهل القراءة والكتابة وتعوزه اللياقة الشخصية، بينما محمود مصور ثري، يتمتع بثقافة عالية، وهذا ما يجعل فرصة الانسجام بينهما ضئيلة، لكن ما يشتركان فيه حقيقة هو الفشل، فيوسف يريد أن يصبح بحاراً، رغم أنه يفتقر للحيوية والحماس المطلوبين، أما محمود فيعيش بلا هدف رغم ثروته الطائلة؛ لأن طبيعة عمله مملة، ويحاول محمود توطيد علاقته بيوسف واسترجاع حبه للفن، فيصطحبه لتصوير مناظر الريف التركي الجميل، وتفشل المحاولة من الجهتين. وفي نهاية الفيلم، يسافر يوسف من دون إعلام محمود الذي يجلس وحيداً على رصيف الميناء يراقب السفن بمفرده. ومن الأعمال المميزة في هذه التظاهرة اللافتة فيلم “والدي وابني”، الذي يروي قصة شاب يغادر قريته الصغيرة على ساحل بحر إيجة من أجل دراسة الصحافة في جامعة إسطنبول، مخالفاً رغبة والده الذي يريده أن يدرس الهندسة الزراعية ليعتني بالأرض، وهناك يتحول إلى ناشط سياسي، وتبدأ مشكلاته مع قرب ولادة زوجته الحامل، فيهرعان لمغادرة المنزل إلى المستشفى، لكنهما لا يعثران على أحد لكي يقلهما، فقد اندلع انقلاب عسكري أدى إلى انتقال السلطة إلى الجيش، وفي هذه الأجواء تضع زوجته مولودها في الحديقة وتفارق الحياة، ثم يتم اعتقال الزوج بسبب نشاطه السياسي، ويتعرض للتعذيب والسجن لمدة ثلاث سنوات تتدهور خلالها صحته، وعندما يخرج من السجن يكتشف أن أيامه باتت معدودة، فيحزم أمره ويأخذ ابنه الصغير ويعود إلى مزرعة العائلة رغم مقاطعة والده له، وهناك تجري المصالحة بين الأب والابن، لكن هذه السعادة لا تدوم طويلاً، حيث يتمكن المرض من الابن ويفارق الحياة، ليتولى والداه مسؤولية رعاية ابنه الصغير. فرصة ذهبية كما تضمنت تظاهرة السينما التركية ستة أفلام أخرى هي “بانتظار الجنة” و”مناخات” و”حياة بهيجة” و”بيض” و”الفتاة ذات الوشاح الأحمر” و”غيوم أيار”. وقد احتفى المهرجان بتاريخ هذه السينما في مطبوعاته، فقدمت النشرة اليومية عرضاً لنماذج من الأفلام التركية الحديثة، وسلطت الضوء على أبرز المخرجين الأتراك، لا سيما محسن أرطغول ويلماز غوني وعمر كافور وبيلج سيلان وبيلين أسمر. وشكلت هذه التظاهرة فرصة مهمة لجمهور السينما في سوريا وضيوف المهرجان للاطلاع من كثب على أعمال السينما التركية والمستوى المتطور الذي وصلت إليه. حلت ضيفة في مهرجان دمشق السينمائي شارميلا طاغور: لغة الأفلام حالياً أقرب إلى رسائل الهواتف المحمولة! دمشق (الاتحاد)- حلت النجمة الهندية الشهيرة شارميلا طاغور ضيفة في مهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر، ودعت من دمشق السينمائيين العرب والهنود على حد سواء للتوجه إلى المشاهد العالمي، وأضافت أن ما تشترك به السينما العربية والهندية هو توجهها إلى المشاهد المحلي، وإذا كان اختلاف الأساليب يكسب السينما حالة من الغنى والتنوع، فإن وضع السينمائيين للمشاهد العالمي في اعتبارهم، يدفع بأعمالهم إلى نطاق أوسع من المشاهدة. وعبرت شارميلا عن سعادتها بالدعوة التي تلقتها من مهرجان دمشق السينمائي لا سيما أنه مهرجان عربي، وتحدثت عن العلاقات التاريخية التي تربط العرب بالهنود، والتأثيرات الثقافية المتبادلة منذ أيام طريق الحرير، وقالت إنها مطلعة بشكل جيد على السينما العربية، من خلال مهرجان “أوسيان” الهندي الذي يعرض أفلاماً عربية وأفريقية، وقد سبق لها أن شاهدت العديد من الأفلام العربية الجميلة، مثل “عمارة يعقوبيان” و”يد إلهية”، بالإضافة إلى أفلام عمر الشريف وبعض الأفلام اللبنانية. وقالت شارميلا في مؤتمر صحفي على هامش المهرجان إن السينما هي تأريخ للزمن، فهي تتغير وتتطور تبعاً للتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتقانية، وبالتالي لا يمكن المقارنة بين ماضي السينما الهندية وحاضرها، ففي الحنين إلى الماضي ننسى قوة الحاضر، وأضافت: مع ذلك يمكنني القول إن اللغة في الأفلام الهندية سابقاً كانت أجمل وأكثر رصانة، وكذلك كانت موسيقا الأفلام. أما الآن، فإن المخيلة تتقلص وتصغر بفعل المؤثرات والتقانات الحديثة، وقد أصبحت لغة الأفلام حالياً أقرب إلى رسائل الهواتف المحمولة، بمعنى أنها لغة مختزلة وأقل تعبيراً عن المشاعر. وعن عملها في السينما الجادة والتجارية، قالت شارميلا إنها فخورة بأعمالها الجادة، ولاسيما مع المخرج الهندي الكبير ساتيا جيت راي في ثلاثيته الشهيرة “أنشودة الطريق”، لكنها تعتبر أن هذه الأفلام غير رابحة تجارياً رغم أنها تحصد جوائز عالمية، وبالمقابل فإن السينما التجارية تحقق إقبالاً جماهيرياً أوسع، من خلال اعتمادها على الإبهار وتوظيفها للنجوم، لكنها تقر بأنها هذه السينما تتلاعب بالمشاهد وتغويه. بدأت شارميلا طاغور مشوارها الفني في الرابعة عشرة من عمرها مع المخرج ساتيا جيت راي، وسجلت حضورها الأول في بوليود بفيلم “كشمير كي كالي” أمام النجم الهندي شامي كابور، ثم تعاونت معه مرة أخرى في عام 1967 بفيلم “أمسية في باريس”، وحافظت على موقعها كنجمة في السينما الهندية لأكثر من خمسة عقود، وهي حفيدة حفيد شاعر الهند العظيم طاغور الحائز على جائزة نوبل للآداب.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©