الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقل الحقيبة يثير مخاوف صحية والحل مرهون بتطوير التعليم

ثقل الحقيبة يثير مخاوف صحية والحل مرهون بتطوير التعليم
3 سبتمبر 2014 10:35
عاد العام الدراسي الجديد وعاد معه هم ثقل الحقيبة المدرسية، والتي عادة ما تزن عدة كيلوجرامات يحمّل الطلبة على ظهورهم الغضة، وهم في عز مرحلة النمو، مسببة عبئا يثقل حمله ومشكلة حقيقة تواجه كلا من الأبناء وأولياء الأمور على حد سواء، لاسيما في ظل تحذيرات من خطورة حمل الحقيبة الثقيلة على العمود الفقري وتسببها في آلام عضلية تعيق تحصيل الطلبة. مشكلة لم تحل على الرغم من أن ثقل الحقيبة المدرسية بكل ما تحتويه من كتب ومواد دراسية متعددة تعتبر من المشكلات التي يتم تداولها وطرحها دوماً مع موسم العودة إلى المدارس، إلا أنها ما زالت قائمة، وفي معظم المدارس الحكومية والخاصة، ولا تزال الشكوى منها والمطالبة بتخفيف شيء من حمل ثقلها تتعالى من قبل الطلاب وذويهم، وسط تحذيرات دراسات طبية عالمية تحذر من خطر التشوهات التي تلحقها أوزان هذه الحقائب المدرسية بظهور التلاميذ، وما قد يصيب العمود الفقري من ضرر وأعطاب على المدى الطويل. وحول الأضرار الصحية من حمل حقيبة ثقيلة على الطلبة، يحذّر رئيس قسم جراحة العظام في مستشفى القاسمي في الشارقة الدكتور محمود زين العابدين من إهمال مشكلة ثقل الحقيبة المدرسية أو التغاضي عنها سواء كانت محمولة أو مسحوبة، خاصة بالنسبة للطلبة الصغار من البنين والبنات، مؤكداً حقيقة ما تسببه من آثار سلبية وأضرار كبيرة على صحة الجسم بشكل عام، ومنها على سبيل المثال تقوسّ العمود الفقري، وشد العضلات، مع آلام مزمنة في الظهر، كما قد تؤدي إلى مشكلات في منطقة العنق والكتفين، مع ألم وتشنجات في المفاصل والأطراف. ذهاباً وإياباً يتذمر ولي الأمر أحمد سالم من هذه المشكلة، التي تعود للظهور مع مطلع كل موسم دراسي. ويقول «بسبب كثرة المواد والكتب المطلوبة، يضطر معظم أبنائنا إلى حمل حقائب ثقيلة والتنقّل بها يوميا بين المنزل والمدرسة، ما يتطلب منا كأهل التدخل عمليا ومحاولة المساعدة، فأنا شخصياً أضطر لاصطحاب ولدي وحمل الحقيبة عنه، بل وإدخالها معه لغاية الفصل يومياً ذهاباً وإياباً. وفي أحيانا أخرى أرسل عاملة المنزل لتأدية المهمة، خوفا عليه من ضرر ثقلها، فهو كتلميذ لا يستطيع الاستغناء عما فيها من كتب ومناهج». وتقول نورة جاسم، وهي أم لطالبة في الصف السابع، إن ابنتها تعاني من ثقل الحقيبة المدرسية. وتقول «هذه مشكلة يعاني منها الطلبة والأهل على الدوام، ولا نعرف من المتسبب فيها، هل سياسة المدرسة هي المسؤولة؟ أم زحمة الجدول اليومي للتلميذ؟ أم عدم توافر أسلوب علمي حديث في نظامنا التعليمي؟»، متسائلة «لماذا لا توجد هذه المعضلة مثلا فـي مدارس الـدول الغربيـة، لماذا لديهم نمط مختلف في التعليم لا يعتمد على كثرة الكتب وثقل الحقائب واشتراط الواجبات اليومية التي تحمّل الطالب فوق طاقته؟». وتضيف «قد يقول البعض إن الحقائب المسحوبة بعجلات رغم حوادثها المتعددة قد تخفف شيئاً من المسألة، ولكن يفوتهم أن طلبة الحلقة الثانية في التعليم، ونظرا لبلوغهم سناً حرجة، يشعرون بالحرج من سحب الحقيبة كالصغار، لذا يفضل معظمهم تلك الحقائب المحمولة على الظهر أو الكتف، ما يجعل من ثقلها هما على الأبناء وذويهم». حلول مقترحة حول الحلول المقترحة، تؤكد منى شهيل، نائب مدير منطقة الشارقة التعليمية، وجود المشكلة، وتقول «ثقل الحقيبة المدرسية يشكل عبئاً على الطلاب، ومن وجهة نظري فإن توفير الخزائن الخاصة أو ما يعرف بـ»اللوكرز» في مباني المدارس وبين صفوفها، يسهم بشكل فعال في التخفيف من المشكلة، كما إن بعض المدارس وعلى الرغم من قلتها قد طبقت عمليا وبنجاح نظام المكتبة الفصلية، بمعنى احتواء كل صف من صفوف المدرسة على مكتبته الخاصة والمكونة من رفوف عدة تستوعب كتب الطلبة وتحفظها لهم، فلا يضطرب التلميذ معها لحمل كتبه ودفاتره ومستلزماته الدراسية كلها، والتنّقل بها ما بين البيت والمدرسة، بالإضافة إلى أنه لابد من توجيه المدرسين إلى ضرورة التخفيف من ثقل الحقيبة، عبر توجيه طلابهم وإرشادهم نحو حمل القليل والضروري فقط من الكتب الدراسية». وتتابع شهيل «قد تبدو هذه مجرد حلول مؤقتة لتقليص ثقل الحقائب المدرسية، في انتظار تحقق الغرض المرجو والمخطط له من قبل وزارة التعليم في الدولة، في التحوّل كليا نحو التعليم الإلكتروني، والذي سيتم استكماله لجميع المواد التعليمية خلال الأعوام المقبلة، مؤكدة ضرورة حث المدارس ودفعها مدرسيها إلى اعتماد نظام التعليم بأوراق العمل وتطبيقها في موادهم ووسائلهم التعليمية، والتي يتم من خلالها تلخيص المناهج الدراسية واختصارها في مذكرات صغيرة يمكن للتلميذ الاستعانة بها ودراستها، بحيث لا يشّكل حملها وتنقلها بين البيت والمدرسة عبئا يذكر، كما لابد من توجهيه المدارس المبنية بنظام الطابقين إلى تصنيف طلبة المراحل الدنيا بشكل خاص واعتمادهم في صفوف الطوابق الأرضية، نظراً لصغر سنهم وعدم قدرتهم على حمل الحقائب المدرسية أو سحبها عبر السلالم من أجل سلامتهم وتحقيق المصلحة العامة». أساليب تعليمية حديثة تشدد منى شهيل، نائب مدير منطقة الشارقة التعليمية، في إطار حل مشكلة ثقل الحقيبة المدرسية على «ضرورة خوض المدارس الحكومية والخاصة للتجارب الحديثة في التعليم، وتطبيق الأساليب العلمية الناجحة والمجربة دوليا في هذا المجال، وعدم الاكتفاء بالكتب المدرسية والنظرية، ومنها استخدام الوسائل التعليمية بطرق ذكية، واعتماد نظام ورش العمل التطبيقية التي تساعد الطالب في استيعاب وفهم دروسه ومنهاجه الدراسي بشكل فعّال وعملي، والتي يكون لها بالعادة وقع أكبر وأكثر تأثيرا من الكتاب النظري والقراءة الروتينية المعتادة، لأن المعلومة ترسخ وتغرس في ذهنية التلميذ عادة بالتجربة والبحث والاستنتاج، أكثر منها بمجرد القراءة والتنظير، لذا يكون استخدام الوسيلة التعليمية مثل مسرح العرائس أو زيارة المكتبات العامة، أو حتى الخروج إلى الحدائق والمناطق المفتوحة، بالإضافة للاستعانة بالمتاحف العلمية والتاريخية التي تأتي بنتائج أفضل في تثبيت المعلومات والمناهج الدراسية، وهنا بالتأكيد سنجد تغيرا جذريا وحلا ناجعا لمشكلة الحقيبة المدرسية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©