الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشقيقان السلامي علامة فارقة في سوق السمك بدبا الحصن

الشقيقان السلامي علامة فارقة في سوق السمك بدبا الحصن
2 سبتمبر 2014 20:47
عندما تزور سوق السمك في دبا الحصن، لابد أن يلفت نظرك صوت وحماس الشقيقين محمد وإبراهيم السلامي اللذين يعتبران من أشهر دلالي الأسماك على مستوى مناطق الساحل الشرقي. وعند اقتراب قارب الصيد من الميناء، وهو محمل بالصيد الوفير؛ يتقدم محمد أو إبراهيم لإلقاء النظرة الأولى على نوع الأسماك وكميتها، ثم يعلن أحدهما عن فتح باب السعر وسط تجمع أصحاب محال «دكيك» بيع الأسماك، وبقية المستهلكين الذين يتابعون بكل اهتمام الدلاّل، وهو ينادي بأعلى صوت معلناً قيمة تداول السعر بين المشترين، فتجار السمك الذين حضروا على رصيف الميناء هدفهم الأول الفوز بالصفقة وشراء الأسماك الطازجة الواردة للتو من الصيد، لذلك يكون التنافس شديداً بين المشترين، لا سيما أيام تراجع كميات الصيد ما يسهم في ارتفاع الأسعار، كما يقول محمد السلامي الذي أمضى هو وشقيقه إبراهيم أكثر من ثلاثة عقود وهما يمارسان هذه المهنة لدرجة أن صوتيهما يدويان في أرجاء السوق كل يوم، وأصبحا من معالم المكان. في هذا الإطار، يشير إبراهيم إلى أنه يمارس الدلالة عن حب ورغبة، وهي هواية نمت معه على مدار السنين، بالإضافة إلى أن أجواء الاحترام والتقدير المتبادل التي تسود عمليه البيع والشراء في سوق السمك في مدينة دبا الحصن، والألفة والسوالف الطيبة، عوامل كان لها الدور الأكبر في تشجيعه واستمراره في ممارسه نشاط الدلالة. وحول الفائدة من هذا النشاط، يقول محمد وشقيقه، إن الدلال لا يأخذ مقابل أداء هذا العمل المرتبط بتراث وتاريخ أهل البحر منذ الأزل، إلا مبالغ رمزية جداً لا تتجاوز عشرة دراهم مقابل كل صفقة. لكن الأهم برأيه «المحافظة على مهنة الدلالة لما تشكله من جزء أصيل من تراث الصيد»، مشيراً إلى أن الدلال وبما يملكه من خبرة ومعرفة يستطيع ضمان حق البائع والمشتري، وعدم التلاعب بالأسعار، بالإضافة إلى أن الدلال لا يهضم حق المستهلك العادي الذي يريد شراء كمية بسيطة من الأسماك فور وصولها من قارب الصيد؛ حيث يقوم الدلال وبالتشاور مع الصياد بحجز سمكة أو أكثر للمستهلك العادي الذي يحضر لحظة البيع، وهو عرف متبع منذ القدم، ولا يزال يطبق في سوق السمك في دبا الحصن، وهو يرسخ مبدأ أولوية البيع للمستهلك، وبسعر الجملة، ويضمن نوعاً من الشفافية والوضوح والسعر المناسب، ويضع حداً لأي استغلال أو احتكار قد يمارسه بعض الباعة على المستهلكين. وعلى الرغم من الجهد الكبير الذي يبذله الدلاّل، إلا أن الشقيقين السلامي يعبران عن فخرهما واعتزازهما بهذا العمل، ويعتبرانه مرتبطاً بهوية أهل البحر، وينثر جواً من الحماس والتنافس، ويضفي نكهة مميزة على عمليه شراء الأسماك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©