الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طلقات فرح كردية في بغداد!

طلقات فرح كردية في بغداد!
12 نوفمبر 2010 21:15
بعد يوم واحد فقط على توصل الأطراف العراقية إلى صفقة تنهي المأزق السياسي الطويل في العراق، انسحب الخصوم السياسيون لرئيس الوزراء، نوري المالكي، المنتمون إلى القائمة العراقية من البرلمان يوم الخميس، فيما يذكر بالتحديات التي مازالت تواجه عملية تشكيل الحكومة في ظل الغياب التام للثقة بين الأطراف السياسية. لكن رغم انسحاب كتلة العراقية التي يتزعمها السياسي إياد علاوي، انتخب البرلمان رئيساً له، كما جدد للرئيس جلال طلباني لتولي ولاية رئاسية ثانية. هذا الأخير سارع بدوره إلى تكليف المالكي بتشكيل الحكومة الجديدة. ورغم التوتر وحالة الغضب التي سادت قاعة البرلمان عندما انسحب نواب كتلة العراقية، فقد أبدى نواب آخرون الثقة في تجاوز اللحظات الصعبة بعد أن تهدأ النفوس بحلول السبت المقبل وعودة المشرعين للاجتماع مرة أخرى تحت قبة البرلمان لمواصلة عملهم. لكن المراقبين للشأن العراقي حذروا من احتمال انفجار الوضع إذا ما شهدت الحالة الأمنية تراجعاً خطيراً واستمر السياسيون في التصادم حول اتفاقات تقاسم السلطة التي توصلوا إليها مبدئياً، هذا التخوف يعبر عنه السفير الأميركي السابق لدى العراق، "زلماي خليلزاد"، قائلا "إن ما يوجد في العراق حالياً هو توازن هش وحساس، إذ من السهل انحراف الأمور عن مسارها". ويشير خليلزاد إلى صعوبة التعاون بين المكونات العراقية، من سنة وشيعة وأكراد. وبعد انسحاب الكتلة العراقية من جلسة البرلمان تُرك الأمر للنواب الشيعة والأكراد لاختيار طالباني رئيساً لفترة ثانية في العراق، وهو ما يؤكد هيمنة التحالف الشيعي الكردي على السياسية العراقية منذ عام 2003. وكان الشعور بالخيبة الذي ساد بين السنة في السنوات الماضية العامل الأبرز الذي ساهم في تغذية التمرد واندلاع أعمال العنف التي كادت تُدخل العراق إلى أتون الحرب الأهلية عقب الغزو الأميركي والإطاحة بنظام صدام حسين. وجاء انسحاب كتلة العراقية بعد احتدام النقاش حول وضع أربعة سياسيين مُنعوا من المشاركة في الانتخابات البرلمانية خلال شهر مارس الماضي بسبب مزاعم عن تقلدهم مناصب قيادية في حزب "البعث" السابق، لاسيما بعدما وقع كل من المالكي وعلاوي ورئيس الحكومة المحلية بإقليم كردستان، مسعود برزاني، على اتفاق يقضي برفع الحظر عن أربعة من أعضاء القائمة العراقية بمن فيهم اثنين من القياديين هما صالح المطلق وجمال كربولي. لكن عندما شرعت كتلة العراقية في مناقشة الأمر داخل البرلمان قبيل التصويت على الرئيس، رفض مؤيدو المالكي وتنصلوا من الاتفاق. وكان المالكي قد صرح يوم الأربعاء الماضي أن بعض أعضاء العراقية يضعون رجلا في العملية السياسية ورجلا آخر في دائرة العنف المسلح. وفي المقابل تتحدث العراقية بشكل مستمر عن المؤامرة بين المالكي، وهو إسلامي شيعي، وبين إيران المجاورة لتهميش كتلة علاوي وضمان فشل الحركة العلمانية الوحيدة التي تحظى بشعبية في العراق. وقد اعتبر المحللون الاتفاق الذي تم التوصل إليه لتشكيل الحكومة بين الأطراف العراقية المختلفة، انتصاراً لطهران وهزيمة لواشنطن التي سعت إلى ضمان دور ريادي لعلاوي وحلفائه، وإن كان المسؤولون الأميركيون رأوا في انتخاب أسامة النجيفي، المسلم السني، كرئيس للبرلمان دليلا عن أن العملية السياسية في العراق تسير في الاتجاه الصحيح. ويشير المسؤولون الأميركيون أيضاً إلى هيئة جديدة هي المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية الذي يفترض أن يرأسه علاوي للحد من صلاحيات المالكي ومقاومة الجهود الإيرانية الرامية إلى خلق دولة إسلامية شيعية موحدة. لكن لحد الآن لا توجد تشريعات تنص على قيام المجلس، كما أن أعضاء العراقية يخشون من أن المالكي سيحاول إضعافه، مشتكين من أن القرارات ستحتاج لتمريرها إلى عتبة تأييد مرتفعة تصل 80 في المئة من أصوات أعضائه. وقد حذر "خليلزاد" في هذا الإطار من أنه تتعين المصادقة على القانون المنشئ للمجلس قبل تشكيل الحكومة لضمان تمتع المجلس بصلاحيات حقيقية، مضيفاً أن "السؤال هو: هل ستتم المصادقة على القانون؟ وهل سيوافق المالكي وباقي الشيعة في تحالفه على استحداث المجلس والالتزام بتعهداتهم السابقة؟". وفيما كان مؤيدو المالكي وحلفاؤهم من الأكراد يصوتون على طالباني في البرلمان، اجتمع أعضاء العراقية المنسحبين في كافيتريا البرلمان والتشاؤم يغشى وجوههم، لاسيما صالح المطلق الذي عبر عن ذلك بقوله: "لا يوجد حسن نية، فرغم المرونة التي أبديناها للتدليل على أننا إيجابيون ومستعدون للمشاركة، فمن الواضح أنهم لا يريدون الشراكة، بل يريدون احتكار السلطة". لكن أعضاء آخرين في كتلة العراقية كانوا أكثر تفاؤلا، متوقعين أن يتم التوصل إلى اتفاق حول مصير السياسيين الأربعة مع بدء جلسة البرلمان يوم السبت المقبل. وفي هذا الإطار أكد فلاح النقيب، عضو كتلة العراقية، أنهم يريدون القول للمالكي بأنه ليس من السهل تهميشهم قائلا: "يجب أن يعرفوا بأنه لن يكون من السهل عليهم العمل في البرلمان كما كان الحال في المرة السابقة". لكن في الوقت الذي كان فيه نواب العراقية يجترون مرارتهم، كانت الكتل الشيعية والكردية تحتفل بالتصويت على الرئيس طالباني وتسمية المالكي رئيساً للوزراء، حيث سمع صوت الرصاص الذي أطلقته القوات الكردية في بغداد احتفالا بما آلت إليه الأمور في العراق الجديد. نيد باركر - بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©