الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

الإسلام .. واليوم العالمي للشباب

الإسلام .. واليوم العالمي للشباب
13 أغسطس 2015 23:23
وافقت أول أمس الأربعاء الثاني عشر من شهر أغسطس ذكرى اليوم العالمي للشباب، هذه الذكرى التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1999م، ونحن في كل مناسبة نبين وجهة نظر الإسلام كي يكون القارئ الكريم على بينة من أمره. لقد اهتم الإسلام بالشباب أَيَّمَا اهتمام، واعتنى بهم عناية كبيرة، لأنهم شريان الحياة النابض بالقوة والحركة، ومن المعلوم أن الشباب أكثر إقبالاً على الحق وأكثر عوناً عليه، فإن قلوبهم ما زالت غضة قوية عامرة بتقوى الله، خالية من ماديات الحياة ومن الخبث والمكر، كما أن مرحلة الشباب هي المرحلة الفضلى من حياة الإنسان. فالشباب هم الذين حملوا عبء الدعوات وما صاحبها من تضحيات ومشاق، حيث إن القرآن الكريم قد أثنى على فئة من الشباب المؤمن، فقال: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)، «سورة الكهف: الآية 13»، والإسلام العظيم - قرآناً وسنة - منح الشباب رعاية وتربية شاملة . وعند دراستنا للسيرة النبوية الشريفة نجد أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- قدَّم أسامة بن زيد - رضي الله عنهما-، وقَلَّده إمرة جيشٍ كان من جنوده مشيخة المهاجرين والأنصار وذوي السابقة في الإسلام، إعلاءً لمعنوية الحِبِّ ابن الحِبِّ، وهذه تربية عملية لأصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - على السمع والطاعة في مرضاة الله تعالى، كما قدَّم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - على كبار الصحابة، إشادة بالعلم وعرفاناً لأقدار الذين يرشحهم فَضْلهُم من الشباب إلى التقديم والإعزاز والإيثار، فكان من الأكفاء الجديرين بكل تقدير وإكبار (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا)، «سورة الأحقاف الآية 19». ونحن في هذه الأيام أحوج ما نكون فيه إلى الشباب، فالقرآن الكريم قصَّ علينا قصصاً كثيرة عن الشباب مثل أهل الكهف، وسيدنا إبراهيم، وسيدنا يوسف، وسيدنا موسى وغيرهم من الأنبياء والرسل الكرام - عليهم الصلاة والسلام-، ومن الجدير بالذكر أن الشباب هم الذين حملوا راية الإسلام عالية خفاقة، ورفعوا لواء الحق، حيث تولوا الدفاع عن الإسلام أمثال: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والزبير، وأبي عبيدة، ومصعب، وسعد، وسعيد، وعبد الرحمن بن عوف، وخالد... وغيرهم كثير من الصحابة الكرام - رضي الله عنهم أجمعين-، فالشباب هم السواعد التي تفجر الأرض خيراً لتصبّ في حقل البشرية الخصيب. عناية الإسلام بالشباب ونظراً لما للشباب من أهمية عظيمة ومكانة سامية، فقد حثّ ديننا الإسلامي الحنيف على ضرورة الاهتمام بتربيتهم وتنشئتهم، وكان اهتمام الإسلام في إعداد الشباب واضحاً في مجالات عديدة منها: * تربيتهم على مراقبة الله سبحانه وتعالى وخشيتهم له سبحانه وتعالى في السرِّ والعلن. * تربيتهم على التزام الطاعة لله وحده والإخلاص في العبادة له سبحانه وتعالى. * حثّهم على اغتنام الفرص واستغلال أوقاتهم فيما ينفعهم ديناً ودنيا، لبناء شخصيتهم روحياً وعقلياً وجسمياً ونفسياً وخلقياً. * محاسبتهم وتعريفهم بمسؤوليتهم أمام الخالق تبارك وتعالى يوم القيامة. * حفظ الشباب من الوقوع في الخطيئة والزنا، وتحصينهم بالزواج الذي شرعه الله. * حثّهم على العلم وبذل الغالي والنفيس لتحصيله، فقد جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - أجر من يسعى في طلب العلم كالمجاهد في سبيل الله. * حثّهم على حب الأوطان والوفاء لها، فحب الوطن من الإيمان، والوطن مهادٌ لابُدّ منه، في ظله يأتلف الناس، وعلى أرضه يعيش الفكر، وفي حماه تتجمع أسباب الحياة. *حثّ الشباب على ضرورة البعد عن اللعن والتكفير وغير ذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©