الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيدة الحوار

12 نوفمبر 2010 21:16
بغض النظر عن ما تكتبه فاطمة المرنيسي، الأكاديمية وكاتبة المقال المغربية المعروفة، سواء أكان حقوق المرأة في العالم العربي، أو الخوف من الإسلام في الغرب، أو العولمة الثقافية... فإنها تنجح ليس فقط بتثقيف القارئ وإنما في جعله يفكر كذلك. تُرجِمت كتب المرنيسي إلى أكثر من ثلاثين لغة، وحصلت على جوائز متنوعة، بما فيها جائزة "إيرازموس" الأوروبية وجائزة أمير أستورياس الإسبانية. بدأت المرنيسي حياتها العلمية في مدرسة قرآنية تقليدية في فاس حيث تعرّفت على الإسلام. "الكتابة إغواء، والإغواء هو عكس العنف"، تقول الكاتبة أثناء مقابلة في منزلها بالعاصمة المغربية الرباط. "تعلّمت في مدرسة قرآنية. لماذا تعتقد أن كتباً مثل القرآن الكريم والإنجيل كانا من الكتب الأكثر مبيعاً في العالم منذ أكثر من ألف سنة؟ الإجابة بسيطة: لأنهما يسعيان إلى إغواء القارئ من خلال اللغة، وليس بالعنف". نشأت المرنيسي مع تيارات الإسلام الصوفية كما تمارَس في المغرب. ورغم تكريسها للتقاليد، كان لأسرتها الممتدة بعد النظر الكافي لإرسالها إلى واحدة من أكثر المدارس الفرنسية العربية تقدماً في مدينة فاس. عملت في بريطانيا وفرنسا وانتهى بها الأمر في الولايات المتحدة، حيث حصلت على بعثة لدراسة الدكتوراه. كان ذلك في ستينيات القرن الماضي، وفي خضمّ حركة الحقوق المدنية الأميركية. كفاح حركة تحرر المرأة في الولايات المتحدة، علّم الشابة وعالمة الاجتماع المغربية أن ظلم المرأة لا يقتصر على العالم العربي وحده. رغم ذلك، اكتشفت المرنيسي أنها اعتُبِرت أقل حظاً بشكل خاص بسبب أصولها الأفريقية المسلمة. أرادت الوصول إلى جوهر الرؤى المشوَّهة المتبادلة، فكتبت رسالة الدكتوراه حول النوع الاجتماعي والمرأة في الشرق والغرب. ترجمت رسالتها للدكتوراه، وعنوانها "وراء الحجاب"، والتي نشرت عام 1975، إلى ثلاثين لغة، وتعتبر اليوم عملاً مقياسياً في بحوث النوع الاجتماعي بين الثقافات، من الولايات المتحدة إلى ماليزيا. ويعدّ عملها الآخر، وعنوانه "الحجاب والنخبة الذكورية"، المنشور في فرنسا عام 1987، عملاً كلاسيكياً. الفكرة المركزية لهذا الكتاب هي أن القرآن الكريم لا يبرر ظلم المرأة، وأن العداء للمرأة يأتي من فقهاء الدين عبر مئات السنين، حيث قاموا بتأويل القرآن على هواهم لظلم المرأة. وقد ترجم "الحجاب والنخبة الذكورية" إلى لغات عديدة حول العالم. لكن تعذر الحصول عليه في المغرب إلا بشكل غير قانوني لسنوات طويلة. "لقد سرقت الأضواء من العلماء الذكور المحافظين ومن السلطات المهيمنة"، تشرح المرنيسي. "تخيّل فقط أنك تعيش في ملكية مطلقة تدّعي أن سلطتها متجذّرة في الإسلام. ثم تأتي امرأة تدعي أن أي إنسان يعارض حرية الفرد يعارض النبي محمد (ص). لم تكن السلطة لتقبل بذلك". لكن المرنيسي تمكنت من العمل بحريّة في المغرب. استخدمت اسمها ومركزها بنشاط لدعم المبادرات الديمقراطية. ومنذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي كان أسلوبها المفضل لفعل ذلك هو ورشات العمل الخاصة بالكتابة مع جماعات الكتّاب المستقلين. أدّت العديد من ورشات العمل هذه بقيادة المرنيسي إلى منشورات رائدة: كتب ضحايا التعذيب عن العذاب في أعماقهم، وشجب ناشطو حقوق الإنسان الاعتداءات الجنسية على الأطفال في المدارس، وقامت المبادرات الاجتماعية في جنوب المغرب بنقل أخبار الديمقراطية على مستوى الجذور، وكتب نسّاجو البسط المغربية عن أحلامهم. أما الآن فقد ظهر جيل جديد في المغرب مهتم أكثر بالإنترنت من الكتب. إلا أن ورشات العمل في الكتابة ما زالت مطلوبة، وتتابع المرنيسي الإعلام الاجتماعي باهتمام بالغ. وهي تعتقد أن اليوتيوب والتويتر وغيرها سوف تؤدي إلى المزيد من الديمقراطية في العالم العربي على المدى البعيد، لأن القوى الحاكمة لن تستطيع فرض سيطرتها إلى ما لا نهاية على أهم الموارد: الاتصالات والمعلومات. مارتينا صبرا كاتبة مستقلة ينشر بترتيب مع خدمة «كومون جراوند»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©