الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التقارب بين الأزهر والفاتيكان

التقارب بين الأزهر والفاتيكان
20 أكتوبر 2006 22:50
الاتحاد - خاص: فجرت التصريحات التى أطلقها البابا بندكيت مؤخراً ضد الرسول الكريم وبعض أساسيات الإسلام الكثير من ردود الأفعال في بعض الأوساط الإسلامية التي أدانتها· وقد أدت هذه المسألة الى جروح متعددة، حاولت جهات متباينة تجاوزها من قبل عبر التفاهم والحوار المشترك· وجرى أول اتفاق يدخل ضمن حوار الأديان بين الأزهر والفاتيكان في عام 1998تلاه آخر في يناير 2001 مع الكنيسة البريطانية· وبلغ التعاون بين الأزهر والكنيسة الأوروبية أن قامت اللجنة الدائمة للأزهر لحوار الأديان السماوية بتوقيع اتفاق تعاون مع الكنيسة الإنجليكانية قضى بالعمل على تحقيق كرامة الإنسان في العالم· ورغم ترحيب الأزهر بالحوار مع الكنائس الغربية، فقد أهتم بمطالبة الفاتيكان بإدانة الحروب الصليبية الغربية في العالم الإسلامي، حيث أصدرت اللجنة الدائمة للحوار بين الأديان بالأزهر الشريف بياناً في أكتوبر 2000 أدانت فيه مذابح القدس الشريف والمدن الفلسطينية على يد الجيش الإسرائيلي داعية الفاتيكان لإصدار بيان يدين فيه إسرائيل بوضوح بسبب المجازر التي تجري هناك· وقال الشيخ فوزي الزفزاف رئيس لجنة الحوار بالأزهر فى ذلك الوقت أن اللجنة وجهت رسالة إلى المجلس البابوي للحوار بالفاتيكان تطالبه بموقف صريح منه تجاه الاعتداءات الإسرائيلية وإصدار إدانة رسمية لهذه المأساة وذلك طبقاً لاتفاقية الحوار والموقعة بين المجلس البابوي للحوار بالفاتيكان، ولجنة الحوار بالأزهر في مايو 1998 ميلادياً· وجاء في نص الرسالة: ''إلى الكاردينال أرينز رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان نفيد سيادتكم أن اللجنة الدائمة للأزهر الشريف للحوار بين الأديان السماوية أصدرت بياناً تدين فيه القتل والاعتداء على الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني من جانب السلطات الإسرائيلية· واللجنة تتوجه إلى مجلسكم الموقر للمطالبة بموقف صريح منكم أمام هذه الاعتداءات، كما أن اللجنة ترى أن هذا الموضوع ليس سياسياً ولكنه إنساني بحت ويأتي من صلب تعاليم الأديان السماوية التي تطالبنا بالتصدي للظلم وقتل الأبرياء· ونوضح لسيادتكم أن مطالبتنا لكم بإعلان موقف صريح من هذا الموضوع هو من واقع البند السادس من الاتفاق بين المجلس البابوي للحوار بين الأديان الفاتيكان وبين اللجنة الدائمة للأزهر الشريف للحوار بين الأديان السماوية الذي ينص على تشجيع تبادل الرأي حول موضوعات ذات اهتمام مشترك كالدفاع عن كرامة الإنسان وحقوقه، ونحن هنا أمام حالة انتهاك صريح لكرامة الإنسان وحقوقه· ووجهت اللجنة الدائمة للحوار بالأزهر الشريف دعوة للمؤسسات الرسمية الإسلامية المكلفة بالحوار بين الأديان إلى التشاور فيما بينها من أجل موقف موحد معلن تطالب فيه بالتنسيق مع المؤسسات الدينية المسيحية المرتبطة باتفاقيات تعاون من أجل تأكيد موقف الأديان من الاعتداء الغاشم في فلسطين وقتل الأبرياء· كذلك أكد الشيخ الزفزاف أن اللجنة قدمت ورقة تعتبر أول وثيقة رسمية تقدم من جهة إسلامية للفاتيكان تطالبه فيها بالاعتذار عن الحروب الصليبية؛ لأن المسلمين يطالبون بالمعاملة بالمثل ولأنه في الحروب الصليبية حدثت تجاوزات من الصليبيين ضد المسلمين، ولكنه قال إن لجنة الحوار في الفاتيكان لا تملك القرار، وأخذت الطلب وسجل في محضر رسمي، وقالت: إنها سترفع هذا الطلب إلى الجهة المختصة بالفاتيكان· وعاد عدد كبير من علماء الأزهر في يناير 2001 ليطالبوا الفاتيكان بالرد على الطلب الذي تقدم به الأزهر منذ ما يقرب من عام للاعتذار عن الحرب الصليبية التي شنها الغرب على الدول الإسلامية في العصور الوسطي· وتساءل العلماء عن جدوى الحوار طالما أن الفاتيكان لا يريد الاعتذار عن أخطاء الماضي، معربين عن أسفهم الشديد لاقتصار عمل لجنة الحوار بين الأزهر والفاتيكان على الزيارات المتبادلة بين القاهرة وروما وعقد الاتفاقيات التي لا تخرج عن الحجرات المغلقة، بينما يظل الفاتيكان يرسل بعثاته لتنصير أبناء المسلمين في بقاع شتى· وعندما قام بابا روما السابق يوحنا بولس الثانى بزيارة مصر رفض أن يعتذر للمسلمين عن الحروب الصليبية، بينما اعتذر قبل ذلك بسنوات طويلة لليهود وجاءت كلمته في الأزهر غامضة فقد قال: ''إن الإسلام نهض بالعالم العربي وأفريقيا''، ونسي أن الإسلام نهض بأوروبا نفسها، وأن النهضة الأوروبية التي قامت على أنقاض الكنيسة إنما كانت نهضة إسلامية· وحرص علماء الأزهر على إصدار بيان بمناسبة زيارية للأزهر الشريف في فبراير 2000 ضمن زيارته لمصر، باعتبارها أول مرة في التاريخ يقوم فيها بابا الفاتيكان بزيارة الأزهر الشريف على مدى تاريخ بابوية روما لطائفة ''الكاثوليك''· ومنذ إنشاء لجنة الحوار بين الأديان في الأزهر وهناك تعاون مستمر وتبادل زيارات والمشاركة في مؤتمرات مع الكنيسة الانكليكانية في بريطانيا بقيادة أسقف كانتربري، بيد أنه لوحظ بالمقابل أن اللجنة لم ترحب كثيراً بالحوار مع اليهود والحاخامات باعتبار أن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مازال مستمراً، وإن شاركت في لقاءات سابقة في مؤتمرات مع يهود أوروبيين· وعلى العكس تم رصد عدة لقاءات يمكن أن تدخل في عداد حوارات الأديان بين شيخ الأزهر وبين ممثلي الدين اليهودي سواء، أشهرها لقاءه مع حاخام اسرئيل الأكبر (اسرائيل لاو) عام ·1997 وبلغت مشاركة الأزهر في هذا الحوار حد المشاركة في مؤتمرات قمة دافوس لأغنياء العالم منذ عام 2002 بعدما بدأت القمة التي تخطط سياسات العالم تهتم بالحوار بين الأديان عقب تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر· وعقب تصريحات بندكيت قررت لجنة حوار الأديان بالأزهر تجميد الحوار السنوي الذي كان يعقد في فبراير من كل عام بالتناوب بين الأزهر والفاتيكان إلى أجل غير مسمى لحين صدور اعتذار واضح من بابا الفاتيكان بندكيت السادس عشر عن إهانته للإسلام ونبي الإسلام· وكشف أعضاء في اللجنة أن هناك عوائق كانت تعرقل عمل هذه اللجنة في الآونة الأخيرة· من بينها تشدد الطرف الكاثوليكي وتعصب رئيس وفد الفاتيكان في الحوارات وعدم الاستفادة من هذه الحوارات في تحقيق إنجاز حقيقي، ما أثار غضب العديد من أعضاء اللجنة الذين قدموا استقالاتهم مما سرع بتجميد عملها في الحوار مع الفاتيكان عقب تصريحات البابا الأخيرة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©